سخر الرئيس الأميركي جورج بوش من المرشحين الذين يتنافسون لخلافته، معبرا عن دهشته لعدم حضور أي واحد منهم الى العشاء السنوي الذي يقيمه للمراسلين في البيت الأبيض ويهزأ خلاله من نفسه ويطغى على العشاء الطابع الهزلي.
وقال بوش «السيناتور (جون) ماكين (مرشح الحزب الجمهوري) ليس هنا. لعله يريد ان يبعد نفسه قليلا عني»، وأضاف بطريقة ساخرة: «تعرفون ليس وحده من يريد أن يبعد نفسه عني، جينا (ابنة بوش) أيضا»، في إشارة الى ان ابنته ستتزوج قريبا.
وبرر غياب المرشحين اللذين لا يزالان يتنافسان على الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، باراك اوباما وهيلاري كلينتون، فقال متهكما مشيرا الى فضيحتين هزتا حملة كل منهما: «هيلاري كلينتون لم تتمكن من دخول المبنى بسبب نيران القناصة، والسيناتور أوباما لأنه في الكنيسة».
وكانت كلينتون قد تحدثت عن زيارة قامت بها الى البوسنة عندما كانت السيدة الأولى برفقة ابنتها، وقالت إن الطائرة حطت على المدرج وإنها عرضت حياتها وابنتها للخطر لأنه كان عليهما الزحف والركض بعيدا عن المطار بسبب نيران القناصة. وتبين في ما بعد ان القصة مختلقة وبثت محطات التلفزة شريط زيارتها الى البوسنة حيث وصلت الى المطار وحظيت باستقبال رسمي. أما اوباما فقد تعرضت حملته لهزة بعد أن ظهر شريط فيديو يبدو فيه القس جيريمي رايت، وهو قس أسود ينتمي أوباما الى كنيسته، يطلق تصريحات تحث السود على الثورة ضد البيض في الولايات المتحدة ويقول إن واشنطن هي التي صنعت الإرهاب وإنها تسببت لنفسها باعتداءات 11 سبتمبر (أيلول).
واعترف بوش في آخر عشاء له مع المراسلين قبل مغادرته البيت الأبيض، أنه يشعر بحزن. وقال ممازحا الحضور «هذا آخر عشاء لي مع مراسلي البيت الأبيض. لا أعرف ماذا سأفعل لاحقا. بعد انتهاء ولايته فاز نائب الرئيس آل غور بأوسكار وجائزة نوبل. حسنا، من يعلم، ربما سأفوز أنا ايضا بجائزة، جائزة يانصيب مثلا».
وفي نهاية العشاء صعد الى المسرح وقاد فرقة الأوركسترا التي راحت تعزف أناشيد وطنية.
وحضر العشاء عدد كبير من المشاهير من بينهم الممثلون بن أفليك، وجينيفر غارنر، وجون كوزاك، وباميلا اندرسن، والمغنون أشلي سيبمبسون والاخوان جوناس، اضافة الى الكاتب البريطاني سلمان رشدي. ومن بين السياسيين، حضرت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إضافة الى وجوه اخرى. وقد تأسست رابطة مراسلي البيت الأبيض عام 1914 كصلة وصل بين الرئيس والصحافة. ومنذ كالفن كولدج، لم يغب أي رئيس عن حضور هذا العشاء السنوي.