أكد عدد من قياديي «جبهة التوافق»، اكبر تكتل برلماني للعرب السنة في العراق، أن مسألة العودة للحكومة التي يترأسها نوري المالكي قد تم حسمها، وان لائحة نهائية بأسماء مرشحي الجبهة لشغل الوزارات المخصصة لها اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء سيتم تقديمها الى رئيس الوزراء خلال اليومين المقبلين.
وقال النائب سلمان الجميلي عضو مؤتمر اهل العراق احد مكونات الجبهة التي يتزعمها عدنان الدليمي «ان الساعات الـ48 المقبلة ستشهد تسمية مرشحي جبهة التوافق العراقية لشغل المناصب بشكل نهائي، وان النقاشات ما زالت مستمرة بين اطراف الجبهة على الاسماء التي سيتم تقديمها لتمثيلها في الحكومة». وأضاف الجميلي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» أن غالبية المرشحين للمناصب الوزارية «هم من خارج مجلس النواب، عدا مرشح واحد». ونفى العجيلي وجود خلافات بين القوى السياسية المكونة لجبهة التوافق حول تسمية المرشحين «وانما هناك اعتراضات من قبل عدد قليل من النواب داخل الجبهة على تسمية بعض الشخصيات».
الى ذلك، بحث نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي والامين العام للحزب الاسلامي العراقي احد المكونات الاساسية لجبهة التوافق مع المالكي أمس مستقبل العملية السياسية في البلاد وكيفية إعادة ترميم وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفق برنامج سياسي وطني. وأوضح بيان صادر عن مكتب الهاشمي، أنه تمت خلال اللقاء الذي جمع الطرفين، مناقشة آخر التطورات في الوضعين السياسي والأمني في البلاد، والاتفاق على مواصلة اللقاءات خلال الأيام القليلة المقبلة بغية الانتهاء من ملف عودة وزراء جبهة التوافق إلى الحكومة.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لجبهة التوافق الدكتور سليم الجبوري، أن موضوع تسمية المرشحين سيتم الانتهاء منه خلال الايام القليلة المقبلة على ألا تتجاوز نهاية الاسبوع الحالي وبداية الاسبوع المقبل، بعد ان تتم مناقشته مع رئيس الوزراء خلال اجتماع مع وفد برلماني يمثل القوى السياسية للجبهة. وقال الجبوري لـ«الشرق الاوسط» إنه «ليست هناك اسماء للمرشحين ثابتة ومستقرة لشغل المناصب الوزارية حتى الآن، وعملية الاختيار ستتم بعد عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء لحسم المسائل بشكل نهائي، كما ستأخذ عملية الاختيار بنظر الاعتبار مستوى الكفاءة للأسماء المرشحة ودرجة المقبولية من قبل الأطراف الاخرى».
من جهته، قال علي الدباغ المتحدث الرسمي للحكومة العراقية «ان الاسماء المقدمة من قبل الجبهة تحتاج الى اعادة نظر ومراجعة، فالقصد من الاختيار للعناصر الكفوءة هو الانسجام في فريق عمل واحد، يمكن من خلاله اختيار فريق وزاري متكامل مع بعضه لإنجاز المهمة الصعبة الموكولة اليه»، مؤكدا ان رئيس الوزراء يراجع بنفسه الاسماء المقدمة لشغل المناصب الوزارية لمعرفة القدرات الفنية والإدارية لهؤلاء المرشحين. وأضاف الدباغ في تصريح لـ«الشرق الاوسط» أن المناصب «تحتاج الى خبرات فنية وإدارية وليس مناصب سياسية بحتة، هناك فرصة لهذا الاختيار لا نريد ان نقع في مشاكل القدرات والكفاءات فالأسماء تحتاج الى مراجعة دقيقة وحازمة لخلفيات المتقدمين لشغل المناصب الحكومية من الناحية الفنية ومستوى الخبرة التي تمتلكها تلك الاسماء». وأكد المتحدث الحكومي ان هناك اعتراضات على بعض الاسماء التي قدمتها جبهة التوافق للحكومة «وبالتالي لا بد من تبديلها، حيث تتم الآن دراسة كافة الاسماء المقدمة بصورة معمقة لإعطاء الرأي النهائي فيها». وأوضح أن عملية الاختيار لن تتم بترشيح من قبل الكتل السياسية، وانما هناك مراجعة شاملة لكافة الأسماء، مؤكدا «أن مسألة الاختيار لن تطول لأن الوضع في البلاد لا يحتمل الإطالة، وهو بحاجة لجهد مكثف وضرورة وطنية للتحقق من قدرات المرشحين على العمل بروح الفريق الوزاري الواحد».