تعليقا على المؤتمر الصحافي، الذي عقده ممثل الحزب الاشتراكي الفرنسي كريم باكزاد، بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أصدر حزب الله، بيانا قال فيه ان «بعض الإخوة الذين يتواجدون في محيط منزل أحد المسؤولين في المقاومة داخل منطقة حارة حريك، اشتبهوا بسيارة تحمل شخصين يكثر أحدهما من تصوير عدد من الأماكن، ما أثار الريبة التي دفعت المعنيين بنقل الشخصين إلى أحد الأمكنة للاستعلام عنهما، والإستفسار منهما عن طريقة تصرفهما، ومعرفة ما إذا كان لوجودهما خلفية أمنية أو يقومان بعمل مشبوه. وعند التأكد من هويتهما وما برراه من وجودهما، أعيدا إلى سيارتهما وقد تصرف المعنيون معهما بكل لياقة واحترام، وبينوا لهم هدف هذا الإجراء بسبب الأخطار المحتملة من العدو الإسرائيلي على الضاحية وكوادر المقاومة». ورأى الحزب ان «الأمر ليمر بشكل عادي وطبيعي، لو كانت الجهة التي تقف وراء هذا العمل لا تضمر شيئا للمقاومة، وقد برز الهدف بشكل واضح من خلال سرعة الدعوة إلى مؤتمر صحافي، انعقد بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السيد وليد جنبلاط والمندوب الاشتراكي الفرنسي، وحضورهما مع أمين عام الاشتراكية الدولية وأركان من جماعة 14 آذار»، معتبرا انه «في حده الأدنى يشكل إساءة إلى المقاومة، وصرفا للنظر عن مأزق جماعة السلطة من الحوار، ولن نتحدث عن حده الأقصى، فاللبيب من الإشارة يفهم الخدمات التي يبتغيها المؤتمرون». وأشار البيان الى ان الحادثة «لم تقع على طريق المطار، وإنما في عمق الضاحية الجنوبية في المنطقة المشتركة بين حارة حريك وبئر العبد، ودخلت السيارة بطريقة أمنية»، وقال:«لو كان القصد الإطلاع على الدمار في الضاحية لرافقت المندوب الاشتراكي الفرنسي قوى الأمن الداخلي. كما تبين بعد الحادثة، أن السفارة الفرنسية لم تكن على علم بهذ الزيارة، وهي التي نسقت زيارات إعلامية عديدة وجولات مختلفة، حيث تجول المعنيون على راحتهم وأخذوا الصور التي يريدونها، حتى ان الممثلة الفرنسية المعروفة كاترين دونوف، صورت فيلما وثائقيا في قلب الضاحية». وأوضح أن الجولة «تمت برفقة مندوب من الحزب التقدمي الاشتراكي كلفه مسؤول في منظمة الشباب التقدمي في لبنان بالمتابعة»، وسأل البيان: «ألا يعلم السيد جنبلاط وجماعته بحساسية وضع الضاحية من الاستهداف الإسرائيلي، وهل يستطيع أحد أن يمر في المختارة (مقر جنبلاط) أو قريطم (مقر النائب سعد الحريري) أو معراب (مقر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع) أو أماكن أخرى من دون تنسيق، وذلك للاعتبارات الأمنية. وقال البيان ان «المعنيين (في الحزب) لم يتمكنوا من التعرف على راكبي السيارة، إلا بعد السؤال والاستفسار، وكان لا بد من التأكد، وهذا ما لا يحصل خلال دقائق»، مشيرا الى «تجارب سابقة أتى فيها إسرائيليون بجوازات سفر أجنبية، ثم نشروا جولاتهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية، مفتخرين ومتحدين الإجراءات اللبنانية»، مشددا على انه «لا توجد رسالة سياسية لأحد، لأننا لم نكن على علم بهويتهما»، ومعتبرا ان «الحادثة المدبرة ممن استخدم مندوبا دوليا وغرر به، ليدخل إلى الضاحية من دون تنسيق ولا مواكبة أمنية رسمية. إنه عمل غير مشرف في استغلال جهة دولية في تصفية حسابات داخلية أو غير ذلك».