رئيس الحكومة البحرينية: السعودية وقفت معنا عندما لم يقف معنا حتى أقرب الجيران

قال لرؤساء تحرير الصحف المحلية بحضور «الشرق الأوسط»: ثقوا أنهم لن يتركوا البحرين تصاب بأذى

رئيس الوزراء البحريني يؤكد في لقاء مع رؤساء تحرير صحف بلاده أن الحرية في بلاده لا بد أن تكون لها حدود («الشرق الأوسط»)
TT

«الله يعزهم وينصرهم على من يعاديهم».. هكذا لخص رئيس الوزراء البحريني علاقة بلاده بـ«شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية»، مؤكدا أن حديثه عن علاقات المنامة المميزة مع الرياض «ليست مجاملة. وعندما نتحدث عن هذه العلاقات لا ننتظر شكراً ولا تقديراً، فنحن نعرف مَنْ وقف معنا جيداً منذ عقود طويلة».

وعلى الرغم من أن المناسبة كانت يومَ الصحافة العالمي، والتي التقى خلالها الشيخ خليفة بن سلمان، رئيس الحكومة البحرينية برؤساء تحرير الصحف المحلية وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحافيين البحرينية والكتاب، بحضور «الشرق الأوسط»، إلا أن رئيس الوزراء البحريني أصرَّ على تذكير رجال الإعلام في بلاده بالدور القوي الذي تلعبه المملكة في علاقتها المتميزة مع البحرين، في دعم المنطقة واستقرارها بكاملها. وخاطب رئيس الوزراء البحريني رجال الإعلام بالقول إن السعودية وقفت مع بلادهم «عندما لم يقف أحدٌ معنا حتى أقرب الجيران».

وعندما أتى الحديثُ عن بعضِ الأحداث التخريبية التي تشهدها البحرين بين الوقت والآخر، اعترف رئيس الحكومة البحرينية بأن هذه الأحداث «تشغلنا عن أولويتنا وتوجهاتنا للعمل لمصلحة الوطن وحمايته»، مشيراً بيده باتجاه حدود جارته السعودية، قائلا «لن يتركوا البحرين تمس بأيِّ أذى.. ثقوا بذلك». وأضاف «نهتم بكل صغيرة وكبيرة، واضعين مصلحة البحرين في أقصى اعتبارِنا، ولن أقول لكم هذه القرارات».

وأشاد الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بالمباحثات التي أجراها، الأسبوع الماضي، في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيداً بنتائج هذه الزيارة التي وصف فيها السعودية بأنها «دائماً سندٌ لنا». وعن الأحداث التي شهدتها البحرين أخيراً، اعتبر الشيخ خليفة بن سلمان أن «الحرية لها حدودٌ»، مضيفاً «عندما تعتدي على حرية الآخرين، فيجب أن يكون هناك حدّ لهذه الأمور»، معتبرا أن بلاده عليها الاستفادة من الانفتاح الذي تشهده محلياً واجتماعياً.

ورفض الشيخ خليفة بن سلمان، في لقاءه بإعلاميي بلاده وبحضور محمد المطوع مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية وجهاد أبو كمال وزير الإعلام البحريني، ما يثار حول أية محاولات للتمييز في بلاده، مؤكدا أنه لا يقبل أن يكون هناك أيُّ تمييزٍ في البحرين، مدللا على أن مَنْ يَعْمَلْ معه (في ديوان رئاسة الوزراء) منذ عقود، «هم من كافة أطياف الشعب البحريني». وأضاف «إذا كنت أنا رئيس الوزراء لا يوجد لديَّ تمييز، فالأحرى أن لا يكون هناك أيُّ تمييز في الدوائر الأخرى».

وقال إنه لا حياةَ لأيِّ مجتمع يفتقد إلى الأمن والاستقرار. كما ان وحدتنا الوطنية هي شيء مقدَّس لن نسمح لأي يدٍ بأن تعبث بها. وجدد القول إنه لا فرقَ ولا تميزَ بين المواطنين الذين عاشوا ولا زالوا يعيشون كأسرة واحدة يجمعهم الحب والتسامح والولاء للوطن.

وفيما يتعلق بالوضع الإقليمي والتوتر في المنطقة، أكد رئيس الوزراء البحريني أن أيَّ مفاجآت «نحن مستعدونَ لها.. فنحن لسنا وحدنَا في المنطقة فإخوتنا معنا». واعتبرَ أن أيَّ تطورات سلبية تحدث في منطقة الخليج «ستضر البحرين كما ستضر المنطقة ككل».

وأكد ان حكومته تسعى إلى تعزيز جهود التنمية في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والإسكانية، وتتطلع إلى تحقيق المزيد من المشاريع الإنمائية التي تفضي الى تعزيز التطور الاقتصادي والاجتماعي في مملكة البحرين.

وأشارَ الى عمق التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في صنع القرار وصياغته وتوجيه التنمية وترسيخ جذورها لرفع الوطن وخدمة المواطنين.

وكان الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة قد أحاط حكومته، خلال اجتماعها الأسبوعي أمس، بنتائج المباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية خلال الزيارة التي قام بها الشيخ خليفة إلى السعودية يوم الاربعاء الماضي، وبما حظيت به الزيارة من ترحيبٍ وحفاوةٍ عكست مدى التقارب والتواصل بين البحرين والسعودية، «في ضوء ما تحظى به هذه العلاقات من رعاية من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين وأخيه خادم الحرمين الشريفين». وفيما أبدى المجلسُ ارتياحَهُ لنتائج هذه المباحثات، فقد أشاد بما تشهده العلاقات الثنائية التاريخية الوطيدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من تطورٍ ونماءٍ. ونوه مجلس الوزراء البحريني بالدور الكبير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم ونصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وبإسهاماتها الخيِّرة في دعم مشروعات التنمية في الدول الشقيقة والصديقة.