أفغانستان تحقق في هجوم جريء لطالبان على كرزاي

TT

يحاول محققون في أفغانستان أن يكشفوا كيف تمكن عناصر طالبان من الاقتراب الى اقل من 500 متر من رئيس الدولة ومدعويه لشن هجوم جريء استهدف عرضا عسكريا في قلب كابل وإن كانت حصيلة ضحاياه لا تتجاوز ثلاثة قتلى.

وكثف المتطرفون الإسلاميون هجماتهم في السنتين الأخيرتين رغم انتشار سبعين الف جندي من القوات الدولية. وشكل هذا الهجوم دليلا اضافيا على ذلك في حين تحاول واشنطن وحلف شمال الأطلسي التخفيف من هذا الواقع. ومنذ اكثر من عام تحولت كابل التي كانت في منأى عن اعمال العنف، الى مسرح لهجمات واعتداءات انتحارية تتزايد جرأة. وتبنت طالبان الهجوم لدى وسائل الإعلام قبل ان يزول دخان القنابل اليدوية التي ألقيت امام المنصة التي جلس عليها الرئيس حميد كرزاي وعدد من القادة الافغان والأجانب الذين حضور العرض السنوي الكبير للجيش.

وأعلن الناطق باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد «لم نستهدف احدا بالتحديد بل اردنا فقط ان نثبت للعالم ان بامكاننا ان نضرب حيث نشاء». وكان الاحتفال يهدف الى عرض قوة الجيش الأفغاني المدرب والمجهز من عدة قوات اجنبية منتشرة في البلاد، ومعظمها اميركية.

وبعد ذلك بقليل ظهر كرزاي محاطا بحراسه الشخصيين، ليؤكد لوسائل الإعلام انه نجا ويعلن اعتقال «بعض» المهاجمين ويعد بتحقيق في كيفية تمكن طالبان من اطلاق نيران اسلحة رشاشة وقذائف من وراء المنصة الرسمية. ووعد وزير الدفاع، الجنرال عبد الرحيم ورداك، اول من امس بأنه «سنجد أولا منفذي الهجوم ثم الثغرات التي حصلت في النظام الأمني». ووقع الهجوم فور وصول كرزاي الى المنصة بعد ان استعرض القوات بمناسبة العيد الوطني في الذكرى السادسة عشرة لسقوط النظام الشيوعي. وقال وحيد مجدا، المتخصص في المجال الدفاعي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن هناك احتمالا كبيرا لوجود تواطؤ من قبل عناصر في قوات الامن في الهجوم كما حدث في الهجوم الجريء الذي استهدف في يناير (كانون الثاني) فندقا كبيرا في كابل. وكان مقاتلون من طالبان يرتدون بزات الشرطة قتلوا ثمانية أشخاص في احد الأماكن الأكثر أمانا في العاصمة. وخلال السنتين الماضيتين ازدادت حدة تمرد المتطرفين الذين اطاح بنظامهم في نهاية 2001 تحالف تقوده الولايات المتحدة.

وقتل ثمانية آلاف شخص خلال 2007 معظمهم من المتمردين ونحو 1500 مدني و218 جنديا من القوات الدولية. وقال دبلوماسي غربي رفض كشف هويته إن هجوم الأحد يشكل انتصارا «للحملة الدعائية» لطالبان، لكنه اقر بأن النظام الأمني كان في المستوى لأنه لم يسمح للمهاجمين باقتحام دائرته الأولى ليقترب أكثر من الهدف.