سياسيون عراقيون يتفقون في هلسنكي على مبادئ للمصالحة الوطنية

أقروا حل الميليشيات خارج المؤسسات الحكومية واختلفوا حول عروبة العراق

من اليمين: فؤاد معصوم رئيس التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، والشيخ همام حمودي رئيس لجنة المراجعة الدستورية والقيادي في الائتلاف الشيعي، والبروفيسور بادريغ مالي، وأسامة التكريتي من الحزب الاسلامي العراقي خلال محادثات هلسنكي (أ.ف.ب)
TT

اتفقت مجموعة من العراقيين المنتمين لطوائف وتيارات مختلفة على سلسلة من المبادئ خلال اجتماع اختتم في فنلندا اول من امس يأملون بأن تعزز المصالحة الوطنية. وقالت «مبادرة ادارة الازمة» التي نظمت الاجتماع إن هذا المؤتمر بشأن معالجة المجتمعات المنقسمة، ضم عربا شيعة وسنة بالاضافة الى أكراد، بهدف انهاء العنف في العراق.

ومبادرة ادارة الازمة منظمة غير حكومية يرأسها الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري الذي كان فعالا في محادثات تتعلق بمجتمعات منقسمة في كوسوفو وإقليم اتشيه الاندونيسي منذ انتهاء رئاسته. وقالت مبادرة ادارة الازمة في بيان اوردته وكالة رويترز، ان المؤتمرين «اقروا مجموعة من المبادئ للعمل الوطني المشترك بالاضافة الى مجموعة من آليات التنفيذ بهدف تحقيق تقدم في المصالحة الوطنية في العراق». وأضافت «يتعين على كل الاحزاب السياسية والجماعات الالتزام بهذه المبادئ التي اقروها من اجل المشاركة في المفاوضات». وقالت ان المشاركين الذين كان من بينهم عدة ساسة عراقيين بارزين سيلتقون في غضون الاشهر الثلاثة المقبلة في بغداد لصقل المبادئ والآليات التي ستمكنهم من التوصل لوفاق وطني. ولم تحدد مبادرة إدارة الازمة شكل هذه الاتفاقية. وضم المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام في فنلندا 36 عراقيا الى جانب مشاركين في عملية السلام بآيرلندا الشمالية وبعد انتهاء سياسة التفرقة العنصرية. ونظمت ندوة مماثلة في فنلندا في سبتمبر (أيلول) الماضي، ولكنها لم تضم اكراد العراق. وقالت مبادرة ادارة الازمة إنه كان من بين المندوبين العراقيين وزير الحوار والمصالحة الوطنية العراقي اكرم الحكيم والشيخ همام حمودي رئيس لجنة المراجعة الدستورية وفؤاد معصوم من الاتحاد الوطني الكردستاني وعلي الاديب الزعيم البرلماني لحزب الدعوة الشيعي وأسامة التكريتي من الحزب الاسلامي العراقي العربي السني.

وقال حمودي، وهو عضو ايضا في المجلس الاسلامي العراقي الاعلى وهو المساند الشيعي الرئيس لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، انه راض عن التقدم الذي تم إحرازه في الظروف الصعبة للصراع المستمر في العراق وانه واثق من امكان تحقيق المزيد خلال الاشهر المقبلة. إلا ان أسامة النجيفي، عضو البرلمان العراقي وأحد المشاركين، قال ان المؤتمر لم يحقق النجاحات المرجوة منه، مشيرا الى ان هناك عدة نقاط خلاف ما زالت عالقة ولم يتم التوافق عليها من قبل الاطراف العراقية المشاركة في المؤتمر. وقال النجيفي لـ«الشرق الاوسط» فور وصوله بغداد امس «هناك جملة قضايا مختلف عليها منها موضوع عروبة العراق؛ فقد طالبنا بأن تعلن هوية العراق كجزء اساس من الامة العربية ولكن صدر تحفظ عليه من قبل التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي وقد تم تثبيت وحدة العراق ارضا وشعبا ضمن المحيط العربي والإسلامي وتمت المطالبة بحل الميليشيات داخل وخارج المؤسسات الرسمية، وتم التحفظ عليه ايضا من قبل التحالف الكردستاني والائتلاف، وتم تثبيت حظر الميليشيات خارج اطار الدولة، كما طالبنا بدور المقاومة الوطنية في العملية السياسية كجزء من العراق ومكوناته وأيضا تم رفض الطلب». وأشار النجيفي الى ان المؤتمر خرج بجملة توصيات ومبادئ كاعتماد مبدأ الحوار والتفاوض في نجاح العملية السياسية واعتماد الانتخابات لتداول السلطة واعتماد برنامج لبناء القوات المسلحة العراقية لحفظ الامن والحفاظ على الدولة والوطن وحظر الميليشيات خارج القوات المسلحة ومؤسسات الدولة ومواجهة الخارجين عن القانون والعمل على توفير المؤهلين للعب دور في القوات المسلحة ووضع آليات لمنع التهجير وتشكيل هيئة وطنية للحوار الوطني واعتماد مبدأ التوازن السكاني وليس الطائفي في العمل بوزارات الدولة والإسراع بتشريع قانون للاحزاب ومراجعة القوانين التي صدرت في اوقات سابقة.

وأضاف النجيفي أن من جملة المبادئ التي أعلنت في المؤتمر هي الالتزام بوحدة العراق ارضا وشعبا ضمن المحيط العربي والإسلامي والالتزام بالدستور وتعديلاته واحترام حقوق الانسان والأقليات ومشاركة جميع القوى السياسية في اتخاذ القرار والالتزام بمكافحة الفساد.