ميليباند: على كل من لديه نفوذ المساعدة بإطلاق رهائننا

لندن تستعد لأسبوع مزدحم بالاجتماعات الدولية حول فلسطين وإيران

TT

ناشد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند «كل من لديه نفوذ» أن يساهم بإطلاق الرهائن البريطانيين الخمسة الذين احتجزوا في العراق، لكنه امتنع عن التعليق مباشرة على التقارير الصحافية التي أفادت بأن المختطفين نقلوا الى إيران. ورداً على سؤال حول الرهائن الخمسة الذين اختطفوا من مبنى تابع لوزارة المالية العراقية اكتفى بالقول «نأمل من كل من لديه نفوذ أن يقوم بواجبه ويساعد في اطلاق الرهائن». ويذكر أن الحكومة البريطانية التزمت الصمت في ما يخص رهائنها ضمن سياستها بعدم الإدلاء بالتصريحات حول الرهائن حفاظاً على سلامتهم.

وعلى الرغم من خطف الرهائن، عاد وزير الخارجية البريطاني متفائلاً من العراق بعد زيارة قصيرة الى بغداد وأربيل. وأكد ميليباند في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في مقر وزارة الخارجية البريطانية أمس «في الكويت وبعدها في العراق، رأيت أنه لا يوجد شك بأن هناك فرصا مهمة للوحدة السياسية والتحسين الأمني والتنمية الاقتصادية في العراق اليوم»، موضحاً «الميليشيات تراجعت وهناك شعور جديد بقوة الحكومة العراقية ووحدتها».

وأكد وزير الخارجية البريطاني أنه يرى تحسناً في العراق وان «الفرص» ممكنة لتحسين الأوضاع فيه، وجاءت تصريحاته قبل ساعات من استضافة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حفل استقبال لـ«اعضاء هيئة تنمية البصرة» ضمن جهود حكومته لتنمية جنوب العراق.

ولكن أضاف ميليباند «بالطبع هناك تحديات كثيرة في ذلك البلد». وأوضح أن اجتماع الكويت الأخير لاجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع «شهد الحكومة العراقية تتحدى العالم لفعل المزيد من الأعمال الايجابية في بلادها والكف عن الافعال السلبية».

وأضاف: «هذا التحدي يطرح تساؤلات حول دور إيران في العراق». ولفت الى انه تحدث الى نظيره الايراني منوشهر متقي أثناء اجتماعهما في الكويت يوم الخميس الماضي حول «القلق، ليس فقط البريطاني، بل العراقي» من الأعمال الإيرانية، وتابع: «ما زال هناك قلق داخل العراق وخارجه من النفوذ الايراني الذي نريده ايجابياً وليس سلبياً».

وقال ميليباند إن جولته الخارجية التي ابتدأت في باكستان ومن ثم الكويت والسعودية والعراق كان لها «محاور أساسية تربط كل بلد، واحدة منها هو تاريخ بريطانيا مع كل دولة والحاجة الى البناء على العلاقات التاريخية لتطوير علاقات معاصرة، والمحور الثاني هو المصالح المشتركة وخاصة في مكافحة التطرف بالإضافة الى تحقيق اهداف تنمية الألفية ومكافحة الفقر والتغيير المناخي، بالإضافة الى الاستقرار الإقليمي وهو محور مهم خاصة للجزء المتعلق بالشرق الأوسط في الرحلة». وأضاف: «هناك محور أساسي آخر وهو بناء الجسور بين الفوارق الدينية والعرقية والإقليمية وذلك ينطبق داخل بعض الدول التي زرتها».

ووصف ميليباند زيارته الى السعودية بأنها «مهمة ومفيدة جداً»، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وزار ميليباند مركزاً لمكافحة التطرف، الذي وصفه بـ«متميز»، مؤكداً أن البرامج السعودية الخاصة بمكافحة التطرف مهمة جداً. وتابع: «لدينا مصالح مشتركة حول عملية السلام، اذ أن السعودية لاعب أساسي فيها، ولدينا مصالح مشتركة حول منقطة الشرق الأوسط الأوسع حيث السعودية أيضا لاعبا مهما. وجاء لقاء ميليباند مع مجموعة من الصحافيين في بداية أسبوع مزدحم من اللقاءات الدبلوماسية في لندن، وقال: «ستشهدون في لندن مجموعة فريدة من الاجتماعات، وهي اجتماع لجنة المتابعة لكل الأطراف التي تدعم السلطة الفلسطينية بمشاركة بين 8 و10 وزراء خارجية عرب، بالاضافة الى اجتماع الرباعية الدولية».

وأضاف أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا ستجتمع ايضاً لمناقشة «ايران وكيف نتبع قرار مجلس الامن 1803 والمسار الدبلوماسي في ما يخص ايران، كما سيكون هناك اجتماع حول كوسوفو». وتابع «إنه سيكون اسبوعاً دبلوماسياً مزدحما في لندن». وستكون العاصمة البريطانية موقعاً عقد مؤتمر لجنة المتابعة الخاصة بدعم السلطة الفلسطينية يوم الجمعة المقبل. وأكدت السفارة السورية لـ«الشرق الأوسط» ان دمشق لم تدعى للاجتماع الذي دعيت اليه كل من السعودية والإمارات والكويت والأردن ومصر وتونس. ولفت مصدر دبلوماسي غربي الى ان «النروج مسؤولة عن توجيه الدعوات لحضور الاجتماع لأنها ترأس العملية»، مضيفاً: «المشاركة تعتمد على الجهات التي تقدم أعلى نسب من المنح للفلسطينيين».

وتابع المصدر الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر هويته، اذ لم تخول اية جهة بالحديث عن الدعوات المحددة للاجتماع «لم يتم الإعلان عن الوفود المشاركة لأن الأطراف المدعوة لم تؤكد حضورها بعد». يذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، ستكون في لندن لحضور الاجتماع ومعها نظيرها الروسي سيرغي لافروف. وبالإضافة الى مؤتمر الرباعية بحضور رايس ولافروف وأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، سيكون هناك اجتماع موسع للرباعية مع ممثلها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، وعدد من الدول المانحة التي تشمل بالإضافة الى وزراء خارجية عرب، ممثلين عن اليابان وكندا.