أهالي دمياط يتظاهرون اليوم عند مصب نهر النيل في المتوسط احتجاجاً على إنشاء مصنع للأسمدة

تقيمه «أجريوم» الكندية والحكومة المصرية تقول إنه «آمن» ولا يلوث البيئة

TT

تشهد مدينة دمياط الساحلية على البحر المتوسط (شمال مصر)، مسيرة غضب جماعية صامتة، اليوم، تتحرك من أمام مبنى المحافظة، إلى منطقة جزيرة رأس البر، نقطة التقاء نهر النيل مع البحر الأبيض المتوسط، احتجاجاً على إنشاء مصنع للأسمدة تقيمه شركة «أجريوم« الكندية في هذا المكان.

ويقول أهالي المدينة التي تشتهر بصناعة الأثاث والألبان، وتبعد عن القاهرة نحو 190 كيلومتراً، في بيان أصدرته اللجنة الشعبية لمناهضة المشروع «أن المصنع (المثير للجدل) سيتسبب في تلوث بيئتهم، ويعرض حياة أبنائهم للخطر». لكن الحكومة المصرية تقول «إن الموافقة على المشروع تمت منذ فترة طويلة وبعد استيفاء كافة دراسات الجدوى البيئية والاقتصادية له، والأمر يتوقف على نوع التكنولوجيا المستخدمة».

وأوضح الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: أنه «سيتم استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا التي تمنع أي تلوث للبيئة في هذا المشروع»، مشدداً على «أن الاعتبار البيئي وضعته الحكومة على رأس أولوياتها حين كانت تناقش جدوى المشروع».

وأضاف راضي «أن الاعتبار الثاني فيتعلق باعتراضات الناس في دمياط على المشروع، وهنا أؤكد أن الحكومة تسعى لمناقشة الموضوع بجدية عن طريق الحوار. والحوار يحتاج الى طرفين، وليس طرف واحد، أي أن يتحاور الناس مع الحكومة وبالعكس، ولن يكون هناك (لي للذراع)، من قبل أحد الأطراف للطرف الآخر.

وكشف راضي عن أن الحكومة استدعت مدير المشروع قبل عدة أيام وطالبته بأن تبذل الشركة مجهوداً أكبر في توضيح حقيقة الموقف، وتشرح للناس مدى الأمان البيئي للمشروع، والعمل على ازالة مخاوفهم.

في المقابل قال الأهالي الذين شكلوا لجنة شعبية لمناهضة مصنع الأسمدة في بيان وجهوه باسم لجنتهم، إلى رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف، قالوا فيه «أن شعب دمياط لم يعد يحتمل المساومة على صحته ومستقبل أبنائه». وقال ناصر العمري منسق اللجنة «إن المتظاهرين سيرفعون اللافتات السوداء في جميع أنحاء المدينة». وتوعد العمري الحكومة والشركة المنفذة للمشروع بمفاجآت تحول دون إحباط جهودهم، المناهضة للمشروع.

من جانبها دخلت كلية العلوم بجامعة دمياط على الخط وأصدرت كتيباً صغيراً سمته الصناعات السوداء على أرض جزيرة رأس البر، تضمن صورتين تعبران عن رؤيتها للمشروع، الأولى ترصد ملامح الجزيرة التي تعد أحد أهم مصايف مصر، والثانية لأحد مصانع شركة «أجريوم» بكندا، وذيلَت الصورتان بتعليق يقول «أجريوم أكبر مصانع الأسمدة تلويثاً لسماء كندا، ماذا سيفعل في رأس البر؟».