مصر تعرض على ممثلي 11 فصيلا فلسطينيا مقترحات حول تهدئة لـ 6 أشهر

قادة فصائل فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: نشترط رفع الحصار وفتح المعابر لتهدئة متبادلة

فرق فلسطينية تؤدي رقصات الدبكة في شوارع رام الله أمس (أ. ف. ب)
TT

بدأت مساء أمس في القاهرة المشاورات المصرية مع ممثلي 11 فصيلا فلسطينيا حول التهدئة مع إسرائيل، ويعرض المسؤولون المصريون، على قادة الفصائل، في جلسات منفصلة، مقترحات حول التهدئة، وافقت عليها حركتا حماس وفتح.

وتتضمن المقترحات «إنجاز التهدئة في غزة أولا، على أن تتبعها تهدئة في الضفة، خلال 6 أشهر»، ورفضت إسرائيل المقترحات إعلاميا، بينما اعتبرت مصر «أن العبرة بالرد الإسرائيلي الذي سيتلقاه رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان عندما يزور إسرائيل بعد انتهاء المشاورات الحالية وبلورة موقف فلسطيني موحد». وفي لقاءات متفرقة مع «الشرق الأوسط» قبل بدء الجلسات، أكد ممثلو الفصائل موافقتهم على التهدئة، مشترطين أن تكون متزامنة ومتبادلة وشاملة، وتتضمن رفع الحصار وفتح المعابر. وشددوا على أن الفصائل لن نلتزم بأية تهدئة إلا في ساعة الصفر، كما شددوا على ضرورة حل الأزمة القائمة بين فتح وحماس كمدخل مهم لتحقيق الوحدة الوطنية، باعتبارها خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية.

وقال محمد عبد العال (أبوعبير) الناطق الإعلامي باسم ألوية الناصر صلاح الدين: موقفنا واضح ونحن جئنا تلبية للدعوة المصرية، وشروطنا للتهدئة معروفة وهي: أن تكون متزامنة ومتبادلة، وأن يتم رفع الحصار وفتح المعابر، ولن نلتزم بأية تهدئة إلا في ساعة الصفر، مشيراً إلى أن اسرائيل تريد بعد ارتكابها مجزرة الأم وأطفالها الأربعة، أن تقول إنها غير معنية بالهدنة، بينما تهرول الفصائل الفلسطينية إليها «لكننا نقول لهم.. نحن جئنا من منطلق قوة واستعداد لاستمرار النضال. ونعلم أن إسرائيل هي التي طلبت عبر وسطاء تحقيق هذه الهدنة».

وقال الدكتور غازي حسين (قوات الصاعقة التابعة لسورية): «نحن ندعم المساعي المصرية للتهدئة ونوافق عليها ونؤيدها، لكن لابد من وقف الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني».

وعلق سليم البرديني (الجبهة العربية الفلسطينية) قائلاً: نحن مهتمون بالدرجة الأولى بالعمل مع الأشقاء في مصر للضغط على فتح وحماس، من أجل إنهاء حالة الانشقاق الفلسطينية، مؤكداً أن الحوار أهم من التهدئة، «وهو الذي يحل كل مشاكلنا، ويمكن من خلال الوفاق الداخلي التوصل إلى صيغة مشتركة للتهدئة مع الاحتلال تضمن فتح المعابر والاستمرار في المفاوضات للوصول إلى هدفنا، وهو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967».

واتفق المهندس لؤي القريوتي عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، مع البرديني، موضحاً «أن أهم ما يعنينا من حوارات القاهرة هو التوجه إلى حوار داخلي، لإعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كافة الفصائل»، وقال «رغم موافقتنا على التهدئة، إلا أننا لن نوقف المقاومة إلا بتاريخ محدد مع الإسرائيليين وسنستمر في المقاومة حتى ساعة الصفر».

وشدد طلعت الصفدي (حزب الشعب)، على ضرورة إنهاء حالة الانقسام فوراً وإعادة غزة إلى حضن الوطن والاستفادة من البعد العربي للقضية الفلسطينية وفي مقدمته الجهود المصرية، وهذا هو نفس ما ذهب إليه عدنان عزت عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية الذي قال «نعتبر التهدئة خطوة أولى على طريق التوافق الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام الجغرافي والديمغرافي». وقال رباح مهنا مسؤول الجبهة الشعبية في غزة: سنبلغ موقفنا للإخوة المصريين وسيراعي هذا الموقف شعبنا الفلسطيني، وسنستفسر من المصريين عما إذا كانت التهدئة خطوة لإنهاء الانقسام، أم هي خطوة لتعميقه. أما محمد البابا من لجان المقاومة الشعبية فقال «سنستمع من الوزير سليمان ما إذا كانت هذه التهدئة شاملة للضفة وغزة، أم لا، وسنعطي موقفنا بعد ذلك».

وطالب رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بربط التهدئة، بأفق سياسي كي تستمر وتصمد، وأهمها التزام إسرائيل بعملية سياسية ذات مغزى تنهي الاحتلال وتحقق مطلب الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.

وقال رائف دياب (حزب فدا): نحن نؤيد الجهود المصرية ونرى أن الأولوية يجب أن تكون للوحدة الوطنية لأن التوحد الداخلي سيعمل على حل مشاكل كثيرة.

من جهة أخرى، شملت لقاءات الأمس في القاهرة ممثلي 7 فصائل هي: الجهاد الإسلامي، والشعبية، والديمقراطية، والصاعقة، والجبهة العربية الفلسطينية، وحزب فدا، ولجان المقاومة الشعبية، في ما تضم لقاءات اليوم جبهة النضال الشعبي، وحزب الشعب، وجبهة التحرير الفلسطينية، والقيادة العامة.