أفغانستان: مقتل وإصابة العشرات من زعماء القبائل في هجوم انتحاري

كرزاي: الدين يساء استخدامه في القتل والأذى

عمر الله صالح رئيس الاستخبارات الافغانية يعرض في جلسة البرلمان الافغاني أمس صورة أحد المشتبهين الذين شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس كرزاي
TT

ذكر متحدث عسكري ان 15 مواطنا أفغانيا على الاقل، بينهم رجال شرطة ومدنيون، قتلوا خلال اشتباكات بالاسلحة وهجوم انتحاري قام به مسلحو طالبان شرق أفغانستان امس.

وقال الميجور مارتين أودونيل المتحدث باسم قوة المساعدة الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي (الناتو) لوكالة الانباء الالمانية إن الضحايا لقوا حتفهم عندما فتح مسلحو طالبان نيران أسلحتهم على رجال الشرطة الأفغانية بمنطقة خوجياني شرق إقليم ننجاهار صباح امس.

وقال أودونيل إن انتحاريا فجر نفسه أيضا وسط الاشتباكات، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا. وقال إن جنودا من «ايساف» كانوا يمرون في المنطقة وقت الهجوم ولم يصب احد منهم بأذى. وقال شهود عيان إن وفدا مكونا من ادارة مكافحة المخدرات الحكومية ومن الإدارة المحلية كانوا يجرون مفاوضات مع زعماء القبائل في البلدة عندما وقع الانفجار داخل الجلسة ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من رجال الحكومة ومن زعماء العشائر بالإضافة إلى عدد من المدنيين. وقال مسؤول من شرطة الاقليم، طلب عدم ذكر اسمه، إن قائد شرطة منطقة خوجياني كان بين الضحايا. وقالت «ايساف» في بيان في وقت لاحق إن «عددا من أفراد الشرطة الوطنية الافغانية قتلوا أو أصيبوا في مركز للشرطة بنيران أسلحة صغيرة وقنابل صاروخية».

ونقل البيان عن المتحدث باسم «ايساف» البريجادير جنرال كارلوس برانكو: «إذا كان هدف المسلحين استهداف عملية قوة «ايساف» في المنطقة.. فقد فشلوا».

وأضاف: «إذا كان هدف المتمردين إصابة وقتل مدنيين أفغان.. فلقد نجحوا. وهذا يوضح فقط استخفاف المتمردين التام بحياة الشعب الافغاني». الى ذلك قال الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي نجا من محاولة اغتيال هذا الاسبوع ان الدين يساء استخدامه في القتل والاذى وان الدول الاسلامية تحتاج الى توحيد صفوفها لمحاربة التطرف. وقال كرزاي امس في منتدى اقتصادي اسلامي في مدينة الكويت «لدينا عدو في الداخل. بعضنا يسيء استخدام اسم ديننا في القتل والحاق الاذى والتدمير بدلا من التعليم». وقال «يجب علينا ان نركز جهودنا. في محاربة العدو وهو التطرف الذي يمنعنا من التطور ويشوه صورتنا ويدمر حياتنا».

وجاءت تصريحات كرزاي بعد ان نجا دون ان يلحق به أذى من هجوم شنه يوم الاحد مقاتلو طالبان الذين اطلقوا نيران بنادق وصواريخ على احتفال رسمي قرب قصر الرئاسة في كابل. وقال مسؤولون ان ثلاثة اشخاص قتلوا هم برلماني ورئيس مجموعة الاقلية وطفل في العاشرة من عمره واصيب عشرة اشخاص.

وفي لوكسمبورج شدد رؤساء الدبلوماسية الاوروبية على قناعتهم بعدم وجود اي حلول سحرية للوضع في أفغانستان، خاصة في ما يتعلق بمسألة مكافحة زراعة وتجارة المخدرات في البلاد، وهو الأمر الذي يلقي بظلال ثقيلة على الجهود الوطنية والدولية الرامية إلى إقامة الأمن والاستقرار هناك .

جاء ذلك الموقف عقب الاجتماع الذي انعقد بين ممثلين عن الحكومة الأفغانية ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ التي اختتمت أمس. وأكد الجانب الأوروبي تصميم أعضاء الاتحاد على مساندة كافة الجهود التي تبذلها الحكومة الأفغانية من أجل مكافحة زراعة وتجارة المخدرات بأنواعها في أفغانستان».

وقال البيان «ولكن يتعين على الحكومة تحمل مسؤولياتها بهذا الصدد»، كما تضمن البيان توجيه دعوة الى كافة الأطراف الدولية من أجل التعاون مع الحكومة الأفغانية في معركتها ضد المخدرات، حيث «تحتاج مواجهة هذا التحدي إلى مقاربة شاملة وعالمية ومتماسكة»، مؤكدين ضرورة أن يترافق العمل على محاربة زراعة وتجارة المخدرات بالعمل على محاربة الفساد ودعم سلطة القانون وسلطة الدولة في كافة أقاليم البلاد، كما دعا الجانب الأوروبي كافة الدول الأعضاء في الإتحاد إلى الاستمرار في إرسال عناصر «شرطة مؤهلة» لإعطاء مزيد من الزخم لبعثة الاتحاد الأوروبي العاملة في مجال تأهيل قوات الشرطة في أفغانستان أما الجانب الأفغاني فعليه، حسب البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي، العمل بصورة متكاملة ووفق استراتيجية واضحة تتمثل في البحث عن مصادر عيش بديلة للمشتغلين في مجال زراعة المخدرات وتقديم كافة المتورطين في مثل هذه الزراعة وتجارة المواد الناتجة عنها إلى القضاء في إطار من الشفافية واحترام القانون، ودعم سياسة التنمية المستدامة في كافة أنحاء البلاد.

وفي واشنطن اعلن الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان كاي ايدي ان الجيش الافغاني سيتولى الامن في كابل الخريف المقبل كما هو مقرر رغم تصاعد الهجمات التي يشنها مقاتلو حركة طالبان على الارجح. وقال الدبلوماسي النرويجي الذي تولى مهامه قبل شهر ان «نقل الصلاحيات الامنية في كابل الى الجيش الافغاني الوطني سيحصل في الخريف المقبل وانا اتوقع ان يتم هذا الامر طبقا للجدول الزمني المقرر».