اعلنت وزارة الخارجية الروسية عن زيارة يقوم بها الوزير سيرغي لافروف الى العاصمة البريطانية تستغرق يومين في الاول والثاني من مايو (آيار) المقبل للمشاركة في اجتماعات «الرباعية» الدولية لوسطاء التسوية في الشرق الاوسط ولجنة التنسيق المؤقتة للدول المانحة للدعم الاقتصادي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك الاجتماعات «السداسية» الخاصة بملف البرنامج النووي الايراني. واشار البيان الخاص الصادر عن الخارجية الروسية الى ان لجنة التنسيق مدعوة الى مناقشة قضايا رفع مستوى الدعم الانساني ومعونات الدول المانحة للسلطة الفلسطينية بما في ذلك اطار خطة الاصلاح والتنمية التي اعدها رئيس الوزراء الفلسطيني سليمان فياض على ضوء مراجعة تنفيذ قرارات مؤتمر باريس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. اما عن اجتماع الرباعية الدولية فقد أشار بيان الخارجية الروسية الى انه سيبحث الاوضاع الراهنة على صعيد مسيرة التسوية السلمية ومراجعة ما تم التوصل اليه منذ لقاء انابوليس في العام الماضي الى جانب وفاء الاطراف المعنية بتنفيذ التزاماتها التي نصت عليها خريطة الطريق والاوضاع الراهنة حول غزة بما في ذلك الاوضاع الانسانية والامنية هناك. واكدت الخارجية الروسية في هذا البيان ضرورة تحديد الخطوات اللازمة لتقديم الدعم الملموس من جانب المجتمع الدولي من اجل تقدم المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية بما في ذلك ما يتعلق بمؤتمر موسكو للسلام الذي سبق أن قالت موسكو باحتمالات عقده في يونيو (حزيران) المقبل من اجل دفع مسيرة التسوية السلمية واجراء المفاوضات على كل المسارات. من جانب اخر، اعلن الرئيس الروسي المنتخب ديمتري مدفيديف الذي سيتسلم مهامه الرئاسية في السابع من مايو ان زيارته الاولى الى الخارج ستكون الى كازاخستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، ومن ثم الى الصين.
وقال مدفيديف خلال مؤتمر صحافي «كما وعدت ليلة انتخابي، ساذهب اولا الى كازاخستان، القوة الصديقة، ومن كازاخستان ساذهب الى الصين»، واضاف «ستكون هذه اول زيارة لي الى الخارج» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت وكالات الانباء الروسية قد نقلت عن وزارة الدفاع الروسية ان موسكو قررت زيادة عدد قواتها العسكرية المنتشرة في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الجورجيتين الانفصاليتين بسبب الوضع في المنطقة.
إلا أن رئيس وزراء جورجيا لادو جورجنيدزه انتقد خطة روسيا لتعزيز قواتها لحفظ السلام في المناطق التي انشقت عن جورجيا، معتبرا انها «امر غير مسؤول وسيقود الى عدم الاستقرار»، كما نقلت رويترز.
من جانب اخر، شهد الكرملين امس لقاء جمع الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامنليس، وأسفر اللقاء عن توقيع اتفاقية تعاون في مجال الطاقة بين أثينا وموسكو بخصوص خط الانابيب «ساوث ستريم» لنقل الغاز الطبيعي والذي تقوم اليونان ببنائه بدءا من الحدود البلغارية اليونانية ليمر عبر أراضي اليونان حتى يصل إيطاليا.
ومدة الاتفاقية بين الجانبين 30 سنة وهي تنص على مرور خط الأنابيب المشار إليه عبر اليونان على أن ينقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، وسوف تجمع اليونان مستحقات مرور هذا الغاز عبر أراضيها، بالإشارة إلى أن روسيا وقعت اتفاقية مشابهة مع كل من بلغاريا وايطاليا وصربيا، و لم توقع بعد الشركات اليونانية التي ستقوم ببناء الخط وتوصيل الغاز داخل اليونان على عقود الاتفاق. وتستند معايير سياسة الحكومة اليونانية في هذا المجال إلى تأمين أجهزة الطاقة في البلاد وتعدد مصادر الطاقة وتخفيض الاعتماد على المصادر البترولية في الطاقة وأن يحل محله الغاز الطبيعي.
من جانب آخر كشفت المصادر الرسمية الروسية عن اجراء عدد من التغييرات في قوام إدارة العاملين في جهاز البيت الابيض ـ مقر الحكومة الروسية وانتقال عددٍ من العاملين في الكرملين للعمل الى جوار رئيس الحكومة الجديد فلاديمير بوتين. وتوقف الكثير من المراقبين في موسكو عند اختيار الرئيس بوتين لأحد ألمع الدبلوماسيين الذين سبق أن انتقلوا معه إلى الكرملين، للعمل الى جانبه في البيت الابيض على ضفاف نهر موسكو، سكرتيراً صحافياً ونائباً لرئيس جهاز الحكومة وهو دميتري بيسكوف النائب الاول السابق للمتحدث الرسمي باسم الكرملين. وكان بيسكوف قد تولى عمليا خلال العامين الاخيرين مهمة شرح الكثير من جوانب سياسات الكرملين ومواقفه تجاه العديد من القضايا المصيرية بدلا من ألكسي غروموف، المتحدث الرسمي ومساعد الرئيس في احاديثه التي خص بها ممثلي الصحافة الغربية من خلال لغته الانجليزية الرفيعة وخبراته الدبلوماسية التي حصل عليها من عمله في جهاز الخارجية الروسية ونشأته في اسرة دبلوماسي محترف. فقد ولد دميتري بيسكوف في 17 اكتوبر(تشرين الأول) 1967 من أب دبلوماسي ـ سيرغي بيسكوف الذي يعمل اليوم سفيراً لروسيا في باكستان بعد أن عمل كأول ممثل لروسيا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وقبل ذلك في سفارة بلاده بتونس التي عاش فيها الابن دميتري بعضاً من الوقت مرافقا لوالديه هناك. وكان دميتري شأن والده المستعرب ايضا قد اختار للدراسة معهد آسيا وأفريقيا لدى جامعة موسكو الحكومية، والذي يعتبر احد اهم المؤسسات العلمية المرتبطة بأجهزة صناعة القرار في روسيا. والتحق دميتري بيسكوف بوزارة الخارجية الروسية التي اوفدته للعمل في سفارة موسكو بتركيا حيث تدرج هناك من ملحق دبلوماسي وحتى سكرتير اول في تسعينات القرن الماضي قبل عودته الى جهاز الوزارة التي انتقل منها للعمل الى جوار الرئيس بوتين رئيساً لقسم الصحافة والإعلام ثم نائباً أول للمتحدث الرسمي باسم الكرملين ومسؤولا عن تنظيم العديد من الفعاليات السياسية المركزية، ومنها الإعداد لقمة رؤساء بلدان الثماني الكبار في سان بطرسبورغ.