فيما لجأ الفرقاء السياسيون العراقيون الى الخارج بحثا عن المصالحة بعدما فشلوا في بلوغها في الداخل، تدور تساؤلات في الشارع العراقي عن جدوى اللقاءات الخارجية والتي كان آخرها مؤتمر اختتم في العاصمة الفنلندية هلسنكي الاحد الماضي بمشاركة خبراء من جنوب افريقيا وآيرلندا الشمالية. إلا أن عددا من المشاركين في اللقاء دافعوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن فكرة اللقاءات الخارجية.
علي الاديب القيادي في حزب الدعوة والمقرب من الحكومة العراقية، ذكر أن لقاء هلسنكي ليس بالجديد، وان مؤتمرا قد عقد ايضا في سبتمبر (ايلول) من العام الماضي لنفس السبب «وعندها لم تكن المصالحة الوطنية قد انجزت الشيء الكثير من مشوارها والآن تلقت الوفود العراقية محاضرات من بلدان لها خبرة في مجال النزاعات ومنها جنوب افريقيا وآيرلندا الشمالية». وقال الاديب لـ«الشرق الاوسط» إن هذه المؤتمرات يعنى بها معهد عالمي (مبادرة إدارة الأزمة) يختص بالنزاعات في البلدان الحديثة العهد بالحكم».
من جانبه، أوضح أسامة النجيفي عضو البرلمان العراقي وأحد المشاركين في المؤتمر، ان الحوار «يكون أكثر وضوحا وشمولية في الخارج من الداخل كون الاعضاء المشاركين في المؤتمر ملتزمين بانشغالاتهم في الوظيفة والحزب والبرلمان، وان الحوار في الخارج يبتعد عن التشنج وان جميع اعضاء الوفود يكونون قريبين من بعضهم البعض في السكن ووجبات الطعام وأوقات الفراغ وهذا جميعه يؤدي الى تقارب في وجهات النظر». وحول الخلافات التي تحصل في الخارج رغم هذه الاجواء، قال النجيفي «ان الخلافات موجودة على مسائل جوهرية ولكن هذا لا يعني ألا يكون هناك تقارب انساني ووظيفي ووطني بين الاشخاص المعنيين. المهم ان تؤدي الخلافات الى طريق مرسوم لحلها مستقبلا». غير أن وثاب شاكر، رئيس لجنة المصالحة الوطنية في مجلس النواب العراقي التي لم توجه لها الدعوة لحضور لقاء هلسنكي، فضل ان تعقد مثل هذه المؤتمرات في داخل العراق على الرغم من ان بعض المؤتمرات، كما يقول، يفضل لها ان تعقد في الخارج خصوصا تلك التي يتم فيها دعوة شخصيات من خارج العملية السياسية لا يمكن لها الحضور للعراق. وأشار شاكر الى ان لجنته تقوم وبشكل مستمر بالتنسيق مع لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الوزراء لحل الازمات العالقة بين التكتلات السياسية.