أعرب الناطقون الرسميون بلسان الحكومة الاسرائيلية وقيادة الجيش، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ايهود أولمرت، عن أسفهم لضحايا مذبحة بيت حانون، التي قتلت فيها امرأة وأربعة أطفالها واصيب بالجراح 11 شخصا آخر من جراء اطلاق قذيفة اسرائيلية، لكنهم رفضوا الاعتذار عن الحادث وحملوا حركة «حماس» المسؤولية عنها.
وقال الناطق بلسان الجيش ان لجنة تحقيق خاصة أقيمت لمعرفة ظروف الحادث وستنشر نتائج التحقيق مهما تكن قاسية، بعد 48 ساعة، ولكنه أضاف ان التحقيقات الأولية دلت على ان القذيفة لم تقتل الفلسطينيين بشكل مباشر، انما انفجرت قرب مواد متفجرة كان رجال «حماس» قد أخفوها في المكان مما تسبب في هذه النتيجة المأساوية.
وكانت هذه الحادثة قد أثارت ردود فعل متباينة في اسرائيل، برز منها عدد من المنتقدين بشدة، فقد كتب المدير العام الأسبق لديوان رئيس الوزراء، ايتان هابر (في زمن اسحق رابين)، يقول: «هذا ما كان ينقصنا، جنودنا يقتلون هؤلاء الأبرياء وجنود آخرون يتهمون بعمليات تعذيب. وبعد هذا نقول ان جيشنا هو أكثر جيوش العالم حفاظا على الأخلاق؟! يكفي. علينا ان نقولها صريحة ان العمليات الحربية قد فشلت، وليس هناك من حل سوى بالتسوية السياسية». واعتبر الكاتب الصحافي عاموس هرئيل هذه الحادثة جزءا من العمليات المتسرعة التي ينفذها الجيش الاسرائيلي لزرع الرعب في نفوس الفلسطينيين قبل أن تلوح التهدئة في الأفق، ليحافظ على قوته الرادعة.
وقال وزير الداخلية، مئير شطريت، على الجيش أن يكون حذرا أكثر في التعامل مع المدنيين الفلسطينيين ولا يجوز أن يصيب المدنيين بهذا الشكل، حتى لو كانت «حماس» تستغل المدنيين. وقال وزير الاسكان، زئيف بويم، ان على الجيش أن يجد وسائل أخرى للدفاع عن أمن الاسرائيليين بحيث لا يصيب المدنيين الفلسطينيين. وازاء هذه الانتقادات وغيرها، خرج وزير الدفاع، ايهود باراك، يدافع عن جنوده قائلا: «نحن نأسف لقتل أي مدني فلسطيني، ولكن علينا أن نتذكر جميعا ان واجبنا هو الدفاع عن المدنيين الاسرائيليين أولا. فهؤلاء يصابون بصواريخ «حماس». وإذا كان عدد الموتى لدينا أقل من عدد الفلسطينيين فإن ذلك يعود الى أن الفلسطينيين يحاربون بوسائل بدائية ولا يتقنون استخدام ما لديهم من اسلحة. فلو كانوا أكثر مهنية لكان عشرات القتلى سيتساقطون في اسرائيل». وعاد باراك ليكرر اتهام «حماس» في هذه القضية قائلا: «الفلسطينيون يعرفون ان «حماس» هي التي تتحمل المسؤولية عن حادثة بيت حانون وعشرات الحوادث المشابهة. فهم أكثر من يرون ان رجال «حماس» يستخدمون الأحياء السكنية لتنفيذ عملياتهم. وفي الماضي كان الفلسطينيون يعترضون ويتشاجرون مع رجال «حماس» بسبب ذلك ويقولون لهم بصراحة أنتم تطلقون من هنا فيرد الاسرائيليون ونقع نحن ضحايا وينجحون في طردهم. ولكن بعد انقلاب «حماس» في قطاع غزة لم يعد الفلسطينيون قادرين على الاعتراض خوفا من بطش رجالها».