فيما صعدت «حركة الشباب المجاهدين» وفلول تنظيم «المحاكم الإسلامية» من وتيرة عملياتهم العسكرية ضد القوات الإثيوبية والصومالية، بما في ذلك استهداف قافلة عسكرية إثيوبية داخل معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية، كشفت مصادر صومالية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن الرئيس الصومالي عبد الله يوسف يتجه لإجراء تعديل وزاري الأسبوع المقبل على حكومة رئيس وزرائه العقيد نور حسن حسين (عدى) بسبب استيائه من ضعف الأداء الأمني والعسكري للأجهزة التابعة للحكومة الصومالية في مواجهة مختلف جماعات المعارضة المسلحة المناوئة لها.
وقتل أمس تسعة جنود إثيوبيين في عمليتين منفصلتين في بيداوة والعاصمة الصومالية مقديشو بينما لقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم معظمهم من المدنيين العزل في مواجهات متفرقة بين فلول المتمردين والقوات الحكومية المدعومة من الجيش الإثيوبي. وقالت «حركة الشباب المجاهدين» المناوئة للرئيس الصومالي وللوجود العسكري الأجنبي في البلاد، في بيان لـ«الشرق الأوسط» إنها قتلت خمسة جنود إثيوبيين من القوات الخاصة عبر تفجير لغم أرضي على تجمع لهم قرب فندق «أمباسدور» في شارع مكة المكرمة.
وقتل أربعة جنود إثيوبيين في تفجير مماثل وقع أمس في مدينة بيداوة التي تبعد 250 كيلومترا جنوب غربي العاصمة الصومالية، فيما أعلن الشيخ مختار روبو (أبو منصور) الناطق الرسمي باسم الحركة أن الهجوم الذي استهدف قافلة عسكرية إثيوبية أسفر أيضا عن مصرع شخصين مدنيين برصاص القوات الإثيوبية التي فتحت النار عشوائيا على السكان المحليين لدى وقوع الانفجار.
وتعتبر هذه العملية الأحدث من نوعها التي تستهدف معقل السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف جنوب البلاد، علما بأن المتمردين أعلنوا سيطرتهم شبه الكاملة أخيرا على مناطق عديدة بالقرب من بيداوة التي اشتهرت بلقب مدينة الموت لكثرة ما شهدته من أعمال تدمير وقتل واسعة النطاق.
في غضون ذلك، قال مصدر مسؤول في مكتب الرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية مقديشو إن التعديل قد يشمل وزراء الداخلية والدفاع والمخابرات، لافتا إلى أن يوسف بدأ بالفعل في إجراء مقابلات مع عدد من المرشحين لخلافة هؤلاء بما في ذلك محمد محمود جعمديري (ذي اليدين الطويلتين) الذي تولى حقيبة الداخلية مرتين في السابق. وأكد المصدر الذي طلب عدم تعريفه أن المحادثات تناولت كيفية تمكين الحكومة الانتقالية من توحيد أجهزتها الأمنية والعسكرية في مواجهة المتمردين الذين صعدوا أخيرا عملياتهم النوعية ضدها.
ويأتي التغيير الوزاري المرتقب قبل بدء المحادثات التي سترعاها الأمم المتحدة منتصف الشهر المقبل في جيبوتي بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة المناوئ لها والذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له.
وتقول مصادر صومالية مسؤولة إن سيطرة الإسلاميين على عدة مدن استراتيجية مؤخرة يأتي في إطار الهجمات التي تشن بأسلوب حرب العصابات، بينما تعجز القوات الحكومية ضعيفة التسليح والإمكانيات عن وضع حد لهذه الهجمات. وقللت الحكومة الصومالية من أهمية إعلان تنظيم «المحاكم الإسلامية» و«حركة الشباب المجاهدين» سيطرتهما على عدة مدن وسط وجنوب الصومال.
وقال حاجي جوبدون الناطق الرسمي باسم الحكومة الانتقالية إن حكومته لم تفقد بعد زمام السيطرة على البلاد على الرغم من اعترافه ضمنيا بان المتمردين حققوا نجاحات مؤقتة. واعتبر أن حكومته ما زالت مسيطرة على الموقف لكنه اقر بأنها تواجه تحديات عسكرية وأمنية كبيرة بسبب تزايد نشاط المتمردين في العاصمة مقديشيو وخارجها.