حث أمين عام «منظمة المؤتمر الإسلامي» أكمل الدين احسان اوغلي المجتمع المدني والمنظمات الانسانية على مواجهة الفقر والحد منه، قائلاً ان «تطورت المنظمات غير الحكومية وازدادوا اصحاب العمل الخيري في الفترة الاخيرة وباتوا يعملون لرفع معاناة البشر... ويقومون بعمل مهم حيث فشلت الحكومات». وشدد احسان اوغلي في ندوة استضافتها منظمة «مسلم إيد» الخيرية أمس على ضرورة تكثيف الجهود لمساعدة المحتاجين، خاصة مع «ازمة الغذاء القادمة»، مضيفاً ان «على المجتمع الدولي ان يتحرك قبل فوات الاوان». ومن جهته، أعلن وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية شاهد مالك أمس ان بريطانيا تتطلع الى المزيد من التنسيق المكثف مع «منظمة المؤتمر الاسلامي» من اجل الحد من الفقر وتحقيق الاهداف الانمائية للالفية. وقال مالك الذي مثل الحكومة البريطانية في ندوة أمس انه يتطلع الى «المستقبل لامع جداً لتعاون بريطانيا مع منظمة المؤتمر الاسلامي»، موضحاً ان الهدف من هذا التعاون «الحد من الفقر». ويذكر ان مالك وهو اول وزير مسلم في حكومة بريطانية، كان اول وزير بريطاني يشارك في قمة «منظمة المؤتمر الاسلامي» وكان ذلك في السنيغال شهر مارس (اذار) الماضي. وعبر مالك عن «التزام وزارة التنمية الدولية البريطانية الحقيقي لمعالجة الفقر في العام الاسلامي»، مضيفاً انه من الضروري «جمع المصادر وتنسيقها لمكافحة الفقر». ويذكر ان «منظمة المؤتمر الاسلامي» وضعت خطة على مدار 10 سنوات انطلقت في عام 2005، تاخذ من الاهداف الانمائية للالفية، التي وضعتها الامم المتحدة عام 2000، اساساً لها. وقال احسان اوغلي: «لقد انتبهنا لنصف اعمالنا باتجاه الاهداف الانمائية للالفية وقد اسسنا صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار للتخلص من الفقر». واعتبر احسان اوغلي ان منظمة «مسلم ايد» (المساعدة الإسلامية) «تجسد تعاليم ديننا الحنيف» من خلال عملها الخيري. ويذكر ان «مسلم ايد» هي منظمة العمل الخيري التي اطلقت في بريطانيا قبل 25 عاماً وتعمل في 70 بلد حول العالم في مجالات خيرية مختلفة تشمل الصحة والتعليم. وتحدث احسان اوغلي باختصار عن المناطق التي تحتاج الى مساعدات من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مركزاً على الاوضاع السيئة في غزة التي اعتبرها «اكبر مآسي القرن العشرين والحادي والعشرين». ومن جهته، حرص مالك على توضيح موقف بلاده من القضية الفلسطينية، قائلاً: «نؤمن بدولة فلسطينية على اساس حدود 1967 ونعتبر المستوطنات والجدار (الفاصل) غير شرعيين ولكننا نريد ان نرى اسرائيل آمنة ايضاً». وأضاف مالك، الذي سيحضر مؤتمر المستثمرين في بيت لحم الشهر المقبل، ان حكومته «ضاعفت المساعدات الى السلطة الفلسطينية وستخصص 400 مليون دولار لفلسطين خلال السنوات الثلاث المقبلة».
وعلى صعيد آخر، قال احسان اوغلي ان منظمته تبذل جهوداً واسعة لدفع «الاتصالات المفتوحة» و«التواصل» مع العالم وخاصة الدول الغربية. واضاف: «علينا الا نسمح بالاساءة الى المسلمين تحت ستار حرية التعبير». وعبر مالك عن التزام بريطانيا ببث روح التسامح، لافتاً الى ان محورين اساسيين، هما «التطور والاعتدال»، اصبحا تحديين للمجتمعات حول العالم بما فيها المجتمعات المسلمة. وشدد على انه يجب التنسيق من اجل دفع المجتمعات الى الامام في اطار الاعتدال.