ألقت وحدة تدخل خاصة من الدرك الموريتاني فجر أمس القبض على ثلاثة سلفيين من أصل خمسة مطلوبين أمنياً في قضيتي مقتل السياح الفرنسيين والهجوم على السفارة الإسرائيلية.
وذكرت مصادر أمنية رفيعة أن المعتقلين الثلاثة هم الخديم ولد السمان، العقل المدبر المفترض للهجوم الذي استهدف السفارة الإسرائيلية في نواكشوط في شهر فبراير (شباط) الماضي، وسيدي ولد سيدن أبرز المتهمين بقتل ثلاثة سياح فرنسيين قبل أربعة أشهر، والذي كان قد أفلت من قبضة العدالة في نواكشوط مطلع الشهر الجاري، والتقى ولد يوسف المطلوب منذ 2006 بتهمة بتزوير الأوراق الثبوتية للسلفيين.
وقد تم القبض على الثلاثة بعد مداهمة عناصر الدرك لمنزل متواضع كانوا يقيمون فيه بحي عرفات الشعبي بالقرب من مسجد «النور» في نواكشوط. وذكر شهود عيان أن عملية الاقتحام بدأت عند الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي بإشراف المدير العام للأمن الجنرال محمد ولد الغزواني، بينما كان اثنان من المطلوبين يغطان في نوم عميق، في حين حاول الخديم ولد السمان الاختباء في حمام المنزل وتم القبض عليه بدون مقاومة. وقد عثر على قنابل يدوية وبعض الذخيرة في المنزل الذي كان يقيم فيه عناصر السلفية وتم نقل المعتقلين إلى وجهة مجهولة، فيما فرضت أجهزة الأمن طوقا على الحي لساعات طويلة بعد الحادثة.
وأثارت الهجمات الأخيرة في موريتانيا، والتي أعلن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» مسؤوليته عنها، مخاوف من أن يكون التنظيم يمدد عملياته من الجزائر والمغرب الى موريتانيا. وبعد أيام من مقتل السياح الفرنسيين أعلنت «القاعدة» مسؤوليتها عن هجوم على موقع ناء للجيش في شمال البلاد قتل فيه عدد من الجنود. وأدت الهجمات الى إلغاء سباق داكار لأول مرة بعد أن قال مسؤولون فرنسيون إن «القاعدة» وجهت تهديدات مباشرة لسباق السيارات الذي ينظمه فرنسيون عبر الصحراء. ووجهت هذه الهجمات ضربة إلى صناعة السياحة الوليدة في موريتانيا التي تدر عملة صعبة على البلاد.
وكانت الشرطة الموريتانية تبحث عن خمسة أشخاص وزعت صورهم في الشوارع والمحلات العمومية، وخصصت مكافأة مالية معتبرة لمن يدلي بمعلومات عنهم. وأدى البحث عن المطلوبين إلى حدوث مواجهات دامية شمال العاصمة نواكشوط الشهر الماضي بين وحدات من الشرطة والحرس والجيش الموريتاني من جهة وعناصر سلفية مسلحة أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص هم ضابط أمن وسلفيان، وجرح 15 عنصراً من الشرطة والحرس. وتمكنت السلطات الموريتانية بعد تلك الاشتباكات من القبض على معروف ولد الهيبة، أحد أبرز رموز السلفية الجهادية بينما كان يرتدي زي امرأة.