رايس تثير اليمين الإسرائيلي بدعوتها لتقديم تنازلات جريئة للفلسطينيين

الشرطة تتحسب من مظاهرات يهودية ضد زيارة بوش

TT

أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، حول ضرورة اتخاذ قرارات اسرائيلية شجاعة وتقديم تنازلات جريئة للفلسطينيين، ضجة في اوساط اليمين الاسرائيلي المتطرف. فراحوا يتحدثون عن «خراب اسرائيل في الذكرى الستين لتأسيسها». لذلك تخشى الشرطة الاسرائيلية من أن يبادر نشطاء اليمين المتطرف الى القيام بمظاهرات ضد زيارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، في اسرائيل، بعد أسبوعين.

وكانت رايس قد ألقت خطاباً أمام المؤتمر السنوي للجنة اليهودية الأميركية (ajc)، الليلة قبل الماضية في واشنطن، فقالت ان فرصة تاريخية سانحة لتوقيع اتفاق سلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل نهاية هذه السنة، وينبغي استغلالها بشجاعة ومسؤولية في هذا الوقت بالذات، حيث الولايات المتحدة تقف بكل قوتها الى جانب اسرائيل.

وحذرت رايس من التفكير في استبدال المسار الفلسطيني بالمسار السوري، وقالت انها لا تؤمن بأن القيادة السورية الحالية صادقة في توجهها للسلام مع اسرائيل. وان السلام الممكن والواقعي هو مع الفلسطينيين بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وحذرت ايضا من أن الشباب الفلسطيني بدأ يفقد الأمل، «وغالبية الفلسطينيين المؤمنين بحل الدولتين للشعبين هم أبناء جيلي وليس جمهور الشباب وعلينا ألا ندفعهم الى المزيد من اليأس». وقالت رايس ان القيادة الشجاعة هي التي تتخذ قرارات قاسية. وعلى اسرائيل أن تقدم تنازلات شجاعة تفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقادرة على الحياة. ورد اليمين المتطرف على ذلك بالرفض المطلق. وقالوا ان «تصريحات رايس والتصريحات المتوقعة للرئيس بوش في اسرائيل بعد أسبوعين تصب في اتجاه خطير بدأ مع تفريغ قطاع غزة من المستوطنات في زمن حكومة أرييل شارون، ويهدد بالقضاء على دولة اسرائيل». وأصدرت لجنة المستوطنين الذين اجلوا من قطاع غزة، ويحظون بدعم وتعاطف كل أحزاب اليمين، علما اسرائيليا جديدا، تبدو فيه نجمة داود محطمة، كإشارة الى إبادة الدولة العبرية. وقال الفنان أهرون شافو، الذي صمم «العلم الجديد»، ان الاحتفالات بمرور 60 سنة على تأسيس اسرائيل تتسم بما يخطط له الأميركيون للمستقبل وبالتنازل عن الضفة الغربية والقدس، وفي هذا دمار للفكرة الصهيونية. وقال رئيس الطاقم الدولي للنضال ضد الارهاب، الرباي دوف وولفا، إن الادارة الأميركية تجلب الخرابَ لإسرائيل وتسعى لتجريد الدولة العبرية من أقدس أقداسها، مدينة القدس ومقدساتها اليهودية.

يذكر ان رايس ستشارك اليوم في مؤتمر الدول المانحة بلندن، وستتوجه بعد انتهاء المؤتمر الى المنطقة لتقابل المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، بهدف متابعة المفاوضات الجارية بينهما وتسوية الخلافات التي ظهرت بينهما في جلسة المفاوضات الأخيرة، وكادت تفجرها. وحسب مصادر اسرائيلية ـ فلسطينية، فإن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع (أبو علاء)، غضب وخرج عن طوره عندما عرضت عليه تسيبي ليفني، رئيسة الوفد الاسرائيلي، خريطة الدولة الفلسطينية كما تتصورها اسرائيل، وبدا انها لا تشمل القدس الشرقية ولا غور الأردن. وحسب هذه المصادر، فإن الرئيس بوش طلب من رايس أن تضمن تحسينا للأجواء عشية زيارته الى اسرائيل في 14 مايو (ايار) الحالي، حيث سيشارك في الاحتفالات الاسرائيلية بالذكرى الستين لتأسيسها، ولكنه سيلتقي خلال الزيارة أيضاً مع الرئيس الفلسطيني وكذلك مع الرئيس المصري، حسني مبارك، ومع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني. وسيلقي بوش خطاباً أمام الكنيست الاسرائيلي، وصف بأنه سيكون خطابا مهما لشعوب المنطقة عموما ولاسرائيل بشكل خاص. وفي ضوء موقف اليمين المتطرف، تخشى الشرطة الاسرائيلية من تنظيم مظاهرات تشوش على زيارة بوش.