يبدو أن القطاع العالمي لصناعة طائرات الركاب المدنية مقدم على عملية اعادة رسم خارطته، قد تقلب موازين القوى فيه مع دخول لاعبين جدد فيه من اليابان وعودة لاعب قديم ممثلا في «الدب الروسي» لمزاحمة اللاعبين الكبار المتمركزين في أوروبا وأوروبا الذين يسيطرون بشكل ملحوظ على الصناعة . وقررت شركة «تويوتا موتور كورب» اليابانية لصناعة السيارات أمس استثمار 10 مليارات ين (96.12 مليون دولار) في شركة لبناء طائرات الركاب تابعة لشركة «ميتسوبيشي هيفي اندستريز» للصناعات الثقيلة.
وكانت شركة «ميتسوبيشي هيفي» قد أسست شركة «ميتسوبيشي إيركرافت كورب» في الثالث من مارس (آذار) الماضي من أجل تطوير وتسويق طائرات ركاب صغيرة يطلق عليها «ميتسوبيشي ريجنال جيت».
وبحسب وكالة الانباء الالمانية قررت تويوتا قبول طلب «ميتسوبيشي هيفي» للاستثمار في شركة صناعة الطائرات الجديدة التي تخطط لتسويق طائرة ركاب تسع لما بين 70 إلى 90 راكبا بحلول عام 2013 .
ويهدف إنتاج الطائرات خفيفة الوزن إلى ترشيد استهلاك الوقود. ومن المقرر تمويل شركة «ميتسوبيشي إيركرافت» التي بلغت استثماراتها الأولية ثلاثة مليارات ين من جانب شركة تويوتا وشركات أخرى ليصل إجمالي رأسمالها إلى مائة مليار ين.
واتصلت «الشرق الأوسط» بقسم الاتصال بفرع شركة تويوتا في أوروبا ومقره بروكسل للاستفسار حول دلالات قبول تويوتا المشاركة في مشروع «ميتسوبيشي هيفي اندستريز». وجاء رد تويوتا عبر الايميل «من ان اطلعنا على التقرير الاخباري غير اننا متمسكون في الوقت الحالي باعلاننا السابق في مارس (آذار) وهو أننا تلقينا طلبا من «ميتسوبيشي هيفي اندستريز» للاستثمار في المشروع ولكن لم يتقرر شيء بعد حتى الوقت الحالي».
وفي تعليقه على الموضوع أشار لـ«الشرق الاوسط» الخبير الياباني كوشي نوغوشي الباحث الزميل في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتهام هاوس) في لندن ان مشروع «ميتسوبيشي هيفي اندستريز» سيكون الثاني من نوعه بالنسبة لشركة يابانية بعد مشروع «هوندا» لبناء طائرات الركاب. غير ان نوغوشي قلل من مدى تأثير الشركات اليابانية في القطاع في المدى القريب، متوقعا ان تحافظ الشركات الأوروبية والأميركية على سيطرتها على القطاع، الا انه لم يستبعد ان تتحول الشركات اليابانية الى لاعب كبير في الصناعة بعد عشر سنوات وان تكون لها كلمتها في القطاع مثلما فعلت في السابق في قطاع صناعة السيارات العالمي. وشدد نوغوشي في هذا السياق على أن الشركات اليابانية تعتمد دائما استراتيجية بعيدة المدى. وعلى صعيد متصل قال مصدر في شركة طيران حكومية روسية لرويترز امس ان رحلة الاختبار المنتظرة منذ فترة طويلة لأول طائرة جديدة بالكامل منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ستجري في النصف الاول من مايو (ايار).
وتمثل الطائرة السوخوي سوبر جيت 100 التي جاءت ثمرة جهود استمرت عشر سنوات لاكبر شركة لصنع الطائرات في روسيا أكبر أمل لموسكو في العودة الى السوق العالمية للطائرات التجارية. وهي مصممة لكي تقل بين 75 و95 راكبا.
وكان من المقرر في الاصل ان تنطلق أول رحلة في اواخر عام 2007 لكن تم تأجيلها الى الاشهر الاولى من عام 2008 . وقال المصدر بشركة الطيران المتحدة «ستتم الرحلة في النصف الاول من مايو».