بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

مراقبة الوزن أثناء الحمل من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها كثير من النساء الحوامل عدم مراقبة الوزن خلال شهور الحمل، مما ينجم عنه زيادة مفرطة في وزن الجسم عما كان عليه قبل الحمل. ويأتي هذا الوزن الزائد من الإفراط في تناول الطعام بدون حساب.

إن الزيادة في الوزن أو النقصان فيه قد يضر بصحة المرأة الحامل أثناء الحمل، كأن تحدث ولادة مبكرة أو أن يكون حجم الطفل كبيرأ؛ وقد يمتد الى ما بعد الولادة، كأن تصاب بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم أو دوالي الأوردة. ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على صحة الجنين أيضا، كأن يولد بوزن أقل من الطبيعي، إذا كانت زيادة الوزن للأم أقل من الطبيعي، ويتعرض الجنين لمخاطر هذه الحالة.

ينصح أطباء النساء والتوليد بأن يكون متوسط زيادة الوزن أثناء الحمل لذوات الوزن الطبيعي المثالي (أي لا تعاني من النحافة أو السمنة) ما بين 11.4 و 16 كيلوغراما، وفقا لمعايير الرابطة الاميركية للحمل، والتي تقدم المعلومات الاضافية التالية عن زيادة الوزن اثناء الحمل:

* المرأة التي يكون وزنها أقل من الوزن المثالي (أي لديها نحافة)، قبل الحمل، يسمح لها أن تكتسب وزنا إضافيا خلال شهور الحمل بما مقداره 13 الى 18.2 كيلو غرام.

* المرأة التي يكون وزنها أعلا من الوزن المثالي (لديها سمنة أو زيادة في الوزن)، قبل الحمل، يسمح لها أن تكتسب وزنا إضافيا خلال شهور الحمل بما مقداره 6 الى 11.4 كيلو غرام.

إن زيادة الوزن التي تكتسبها المرأة الحامل تأتي من زيادة حجم: الدم، الثدي، الرحم، المشيمة، السائل النخطى، ومن الدهون، البروتينات، المواد الغذائية الأخرى.

والزيادة في الوزن المسموح بها لها فوائد كثيرة، كإعداد الجسم للرضاعة الطبيعية، والمحافظة على صحة الطفل.

وتوصي الرابطة الاميركية للحمل المرأة الحامل بالآتي:

* يجب أن تتناول المرأة الحامل وجبات غذائية صحية، تحتوي على قدر كافٍ من السعرات الحرارية تتناسب مع عملها ونشاطها اليومي، وأن تتجنب اكل الاطعمة الدسمة وما يسمى بالوجبات السريعة.

* يجب أن تأكل المرأة الحامل طعاما جيدا متوازنا يوميا، وأن يتضمن ثلاث حصص من الحليب، والزبادي، والاجبان؛ ثلاث حصص من البروتين؛ ثلاث حصص من الفواكه؛ أربعة حصص من الخضروات، وتسع حصص من منتجات الحبوب الكاملة.

* يجب المتابعة مع الطبيب المختص للمحافظة الدائمة على الوزن بدون زيادة مفرطة، وعدم الاقدام على عمل نظام للرجيم.

* المشي السريع المنتظم للحفاظ على اللياقة

* من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات وخاصة الخليجية منها الانشغال في أمور الحياة المكتبية منها بالذات، المتسمة بالخمول والكسل وعدم الحركة، دون موازنتها بنوع من أنواع الرياضة التي تعتمد على تحريك عضلات ومفاصل الجسم. إضافة الى زيادة الوزنِ والسمنة والاصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم والانتهاء بالنوبة أوالسكتة القلبية واصابة الشرايينِ التاجية بالجلطة أوالانسداد.

إنها الأمراض الأكثر شيوعاً في العصر الحديث التى تصيب هذه الفئة من المجتمع ويكمن وراء الاصابة بها الإجهاد والتوتر، التدخين، اتباع الكثيرين لنظام حمية غذائية عالية السُعرات الحرارية، وشرب المواد الكحولية في بعض المجتمعات. إن معظم الدراسات الطبية توصي بمزاولة التمارين الرياضية اليومية بشكل منتظم وأبسطها المشى النشط لمدة 30 دقيقة في كل يوم.

بل إن من الدراسات الحديثة ما أظهرت أن المشى هو من أفضل أشكال التدريب للناس فى جميع الأعمار، وخاصة لمن هم فوق سن الأربعين.

فبالنسبة للكولوستيرول المرتفع، وُجد أن المشي المنتظم يُمْكِنُ أَنْ يَزِيدَ مستويات الكولوستيرولِ الجيدِ. وبالنسبة للذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فإن المشي المنتظم يزيد من كفاءة عملِ القلب ويزيد من كميةَ الأوكسجينِ الذي يصل إلى الأنسجةَ من خلال الدم المدفوع فى الأوعية الدموية.

كما أظهرت دراسة لباحثين في الولايات المتحدة دور المشي في التخفيف من حدة التوترِ والقلقِ والإجهادِ، فوَجدوا أن المشى المنتظم والسريع يساعد في هبوط مستويات القلقِ بدرجة متوسطة في 14% وعلى تحمل إجهادِ الحياةِ بشكل أفضل.

وأخيرا فإن المشي السريع المنتظم في الهواء الطلق، عادة إيجابية للمحافظة على قدر كبير من اللياقة الصحية، وبالنسبة للمدخنين فهو يُساعدُ أيضا على تَرْك التدخين بطريقة أبسط وأسرع من الذين لا يمارسون هذه الرياضة.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة