في ظل اهتمام واسع.. حملة عالمية لمساعدة عائلة «امشتيتن»

تبرعات مالية وزيارات خاصة للضحية

TT

فيما طالب رئيس حزب سياسي نمساوي بضرورة لجوء الحكومة لاتباع مزيدٍ من الإجراءات الصارمة لتوفير الحماية من التعرض للتحرش الجنسي العائلي، مشددا على ضرورة اخضاع الصغار لفحوص رسمية روتينية، وصلت الى مدينة امشتيتن بالنمسا السفلى، اول من امس، ضيفة خاصة بصدد تقديم الدعم للنمساوية اليزابيث فريتزل، 42 عاما، والتي يتابع العالم تفاصيل تعرضها لاعتداء وسجن بواسطة والدها الذي عزلها في قبو تحت سطح منزله لأكثر من عقدين، وأنجبت منه خلالهما سبعة اطفال.

الضيفة هي الفرنسية، ليديا غواردو، التي تماثل الضحية النمساوية في العمر. وتعرضت بدورها لاغتصاب والدها مما نتج عنه أبوته لاطفالها الستة. وإن كانت غواردو ليس ابنة بيولوجية لذلك الوالد بل هو والدها بالتبني، إلا انها تؤكد انه الأب الذي عرفته، والذي بحكم تلك العلاقة (الأبوة) وجد فرصة القرب منها، فاستغلها أسوأ استغلال، موضحة ان حياتها تحولت الى جحيم منذ كانت في التاسعة من العمر، وانها لم تتخلص من ذلك الأب حتى وفاته عام 1999، مشيرة إلى ان الفرق الوحيد أن والدها لم يسجنها في قبو، كما فعل والد الضحية النمساوية، لكنه نجح في تحطيمها وتكبيلها واستعادتها أكثر من مرة بعد فرارها منه، ومؤكدة انه حضر كل عمليات وضعها لاطفالهما في المستشفى. وانها كانت تشير له عندما تسألها الممرضات عن والد المولود لكن أحداً لم يصدق ما كانت تقول او يقوم بأي إجراء لفضحه بمن في ذلك أمها. وكانت الشابة النمساوية، ناتاشا كامبوش، 20 عاما، والتي نجحت في الفرار من رجل خطفَهَا، وهي طفلة في العاشرة من عمرها وحبسها في قبو كذلك، لمدة ثمانية أعوام، قد أعلنت عن تبرع بمبلغ 25 الف يورو للأسرة الضحية، مفتتحة بذلك حملة للتبرعات تنظمها صحيفة محلية بالتعاون مع محطة تلفزيون «أو آر إف»، مبدية كذلك استعدادها لمقابلة اسرة امشتيتن ومشاركتها الآلام، وحثها من واقع تجربتها على التركيز على التعامل مع المأساة بصورة لا تتوقف معها الحياة، مشيرة إلى ان الاسرة بعد فقد ذلك «العائل» تحتاج مستقبلا لعلاج ورعاية نفسية.

وكان عمدة امشتيتن قد دعا سكان المدينة للمشاركة في لوحة طولها 35 مترا بالتوقيع عليها او الرسم او التعبير كتابة عن عطفهم وأسفهم لما حدث لتلك الاسرة لمدة 24 عاما من دون ان يشعر بهم مسؤول او ساكن من سكان المدينة التي لا يتعدى عدد سكانها 23 الف نسمة، ودون ان يشكوا في سلوك ذلك الوالد، 73 عاما، الذي خدع الكل مستمتعاً بحياته كرجل أعمال ناجح ورب اسرة وقور. من جانب آخر، اشتكى رئيس فريق التحقيق من صعوبة الاوضاع التي يعمل فيها فريقه داخل الملجأ السري تحت الارض حيث عاشت الضحية وثلاثة من ابنائها، اذ لا تتجاوز مساحة الملجأ 60 مترا مربعا فيما لا يزيد ارتفاعه عن 170 سنتميترا، مضيفا ان رجال التحقيق يعملون بنظام ورديات لا تزيد على ساعة ثم يصعدون بعدها لسطح الارض لاستنشاق شيء من الهواء، خاصة انهم يضعون كمامات ويلبسون قفازات، حفاظاً على الوضع كما هو حتى لا تتأثر البينات، مؤكدا انهم يحاولون استيعاب الكيفية التي قضى بها الضحايا حياتهم، خاصة في السنوات الاولى قبل ان يوسع المتهم من مساحة الملجأ، مشيرا إلى أن الأب لا بد انه مارس اعتداءاته على ابنته أمام بقية ابنائهما الذين شاهدوا كذلك أمهم وهي تلد. كما شاهدوا وفاة رضيع توفيَّ بعد ثلاثة من ميلاده وحرق الوالد لجثته للتخلص منها. ثم عاشوا أخيراً مأساة مرض كبيرتهم، 19 عاماً.

من جانبها، أعلنت ادارة سجن مدينة سينت بولتن، عاصمة اقليم النمسا السفلى، حيث ينتظر المتهم جوزيف فريتزل بدء محاكمته، عن قيام سلطات السجن بتعزيز اجراءات حماية المتهم بعد ان تواترت تهديدات من عدد من نزلاء السجن بالانتقام منه بسبب ما جناه، أو بسبب الغيرة والحسد، لما يحظى به من اهتمام اعلامي عالمي.