جوازات رقمية جديدة في فرنسا اعتباراً من الخريف المقبل

«المصورون» اشتكوا من الأجهزة المجانية

TT

أعلنت فرنسا، في تعليمات نشرت في الجريدة الرسمية أمس، عن إطلاق جوازات سفر جديدة لمواطنيها من النوع الإحيائي (البيومتري) الذي يتضمن بصمات الأصابع. ومن المقرر أن يتم توفير هذه الجوازات في صيف العام المقبل لكن خمس مقاطعات فرنسية ستبدأ إصدارها أواخر هذا العام على سبيل تجربة الأجهزة المجانية التي تقوم بطباعة صور حامليها وبصماتهم رقمياً. ويقوم مبدأ الجوازات الرقمية على إحتوائها شريحة صغيرة مثل شرائح الهواتف النقالة تحفظ الصورة والبصمات. وتتولى وزارة الداخلية تجهيز 20 بلدية في كل مقاطعة من المقاطعات الخمس بالآلات المطلوبة مع مبلغ 3250 يورو سنوياً لصيانتها.

وشرح القرار أن على المتقدمين للحصول على الجواز الجديد أن يلتقطوا صورة واضحة ذات مواصفات محددة للوجه، تبدو فيها الأذنان والشعر المكشوف، مع بصمات لثماني أصابع. ولا تطلب بصمات الأطفال دون سن السادسة.

ويثير الجواز الرقمي قلق المصورين الفوتوغرافيين في فرنسا لاعتقادهم بأن أجهزة التصوير الجديدة المجانية في البلديات ستحرمهم من جانب أساسي من رزقهم. ويتراوح عدد دكاكين التصوير بين 4 الى 5 آلاف دكان، تضاف اليها 10 آلاف آلة للتصوير الذاتي موزعة في المراكز التجارية ومحطات المترو والأماكن العامة.

ويحصل المصورون على ربع وارداتهم من صور الهويات، ويؤكد كثيرون منهم أن أجهزة التصوير الجديدة تهدد مهنتهم بشكل فعلي وقد يخسر عدة آلاف الحرفة التي لا يعرفون غيرها. وتقدم هؤلاء برسائل الى الجهات الحكومية للدفاع عن المهنة وهددوا بالإضراب عن التصوير. لكن وزارة الداخلية أوضحت أن الأجهزة الجديدة لا تصدر صوراً مطبوعة على الورق.

وإذا كان محترفو التصوير قد أثاروا أول أزمة في مواجهة الجوازات الجديدة فإن من المنتظر أن تثير جمعيات إسلامية أزمة من نوع مختلف لأن الصور يجب أن تكون برأس مكشوف، أي بدون حجاب. وهو أمر ليس جديداً، إذ سبق للرئيس نيكولا ساركوزي، عندما كان وزيراً للداخلية، أن دافع عن مبدأ الصور «العلمانية» في الوثائق والهويات الرسمية الفرنسية، وذلك لدواعي الأمن ومنعاً للالتباس في الشخصيات.