«ملل الانتظار» يصيب معظم الشركات ويدفعها للانفصال عن توجهات السوق

في ظل استمرار المؤشر العام في دائرة الحيرة لـ3 أيام تداول

TT

أصاب ملل الانتظار أسهم معظم شركات سوق الأسهم السعودية أمس، الذي طال في سبيل أن يحسم المؤشر العام أمر مساره الحقيقي، والذي عاش خلال تعاملات الثلاثة أيام تداول الأخيرة داخل منطقة حيرة وترقب نتجت عن عدم وضوح الاتجاه المستقبلي للسوق، بعد انحسار الدوافع المالية التي تعزز العوامل الجاذبة أو الطاردة للأموال الاستثمارية.

حيث تزامن تردد السوق في البت في أمر توجهاتها، مع قرب نهاية نتائج الربع الأول من العام الجاري، والذي جعل الصفة المضاربية سيدة الموقف، لتنفصل أسهم 54 شركة في حركتها السعرية التي لجأت إلى الارتفاع في وقت عانى المؤشر العام وأسهم 45 شركة من التراجع.

كما أن هذا الصعود الذي انتاب معظم الشركات ذات التوجه الواضح أمس، لم يأت خلسة احتراما لأداء المؤشر العام، بل تجرأت أسهم بعض الشركات الصاعدة إلى ارتفاع حاد لامست منها أسهم شركة واحدة النسبة القصوى، واقتراب أسهم بعض الشركات من هذه المستويات المئوية.

إذ سأمت أغلب شركات السوق من عدم قدرة المؤشر العام على تحديد منطقة مستهدفة واضحة، والتي أصابت السيولة بالضمور في انسيابها للتعاملات الأخيرة، بعد أن شهدت تراجعا تدريجيا منذ تداولات الأربعاء الماضي، لتحقق أمس انخفاضا بمعدل 11.5 في المائة عن قيمة تعاملات أول من أمس، و24 في المائة عن السيولة المدارة في تعاملات الأربعاء الماضي الذي يعد بداية الخمول لتعاملات السوق.

وكان المؤشر العام قد ثابر أمس في محاولته لدخول المنطقة الخضراء والتي فشلت مع تراخي أداء أسهم الشركات القيادية في وجه رغبة السوق في الوصول إلى مناطق نقطية جديدة، إلا أن إلحاح القطاعات الأخرى ساهم في جعل السوق تقف عند مستويات تراجع طفيفة جدا جعلت المؤشر العام يعيش فترة تصاعدية تدريجية على صعيد الانخفاض اليومي منذ آخر تعاملات الأسبوع الماضي. إذ أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 10055 نقطة بانخفاض نقطتين فقط، تعادل 0.02 في المائة عبر تداول 192.7 مليون سهم بقيمة 8.6 مليار ريال (2.29 مليار دولار)، في ظل انخفاض 5 قطاعات فقط مقابل ارتفاع 10 قطاعات في مقدمتها قطاع التشييد والبناء الذي شهد ارتفاعا قويا لأسهم شركاته منها أسهم شركة الخزف السعودية التي التصقت بالنسبة القصوى.

وسجلت أسهم شركة مجموعة أنعام الدولية القابضة أمس النسبة الدنيا، لتعود إلى هذه الصفة المتشائمة بعد توديعها لهذا السلوك في 8 أيام تداول، حيث بدأت أسهم الشركة في رحلة الانخفاض في تعاملات الأربعاء الماضي والذي تكلل بالنسبة الدنيا أمس، لتخسر أسهم الشركة من أعلى مستوى محقق في تعاملات اليوم الأخير من الأسبوع الماضي قرابة 25 في المائة. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» بدر الحربي مراقب لتعاملات السوق، الى أن الأسهم السعودية لم تشهد انفصالا حديثا عن أداء المؤشر العام، لكن هذا السلوك كان في تعاملات أمس شاملا لأسهم أغلب شركات السوق، والذي أوضح فعليا بحث السيولة عن فرص داخل السوق، تتمثل في المساحات المضاربية التي تكمن في المستويات السعرية لبعض الشركات، مع توقعات إيجابية تكتنف مستقبل بعضها الآخر. بينما يؤكد صالح السديري محلل فني، لـ«الشرق الأوسط» أن المؤشر العام يسير داخل نطاق جانبي بين مستوى 9970 نقطة تقريبا ومستوى 10088 نقطة، والذي يوحي بتوقف مؤقت للمسار الحالي غالبا ما يكون إشارة استمرارية للمسار السابق الصاعد، إلا أن المحلل الفني يشترط اختراق المجال الأفقي إيجابا ليكون التفاؤل في مكانه خصوصا أن كمية التداولات في تضاؤل مستمر والذي يدلل على بداية تكوين نموذج يرجح أن يكون استمراريا.