السعودية: توقعات بتراجع «ملحوظ» يصل إلى 50% لأسعار المحاصيل الزراعية مع اقتراب الصيف

تجار قلقون من تغير سلوك المستهلك.. ومسؤول حكومي يؤكد استقرار السوق الزراعي

جانب من سوق الجملة للخضروات شرق السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

بعد موجة من الارتفاع المطرد في أسعار المحاصيل الزراعية في السعودية، توقع خبراء الشأن الزراعي لـ«الشرق الأوسط»، أن تبدأ الأسعار في النزول التدريجي تزامناً مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وقدرت مصادر في السوق الزراعي نسبة الانخفاض المتوقع بين 20 إلى 50 في المائة، فيما توقع مسؤول حكومي أن تهبط أسعار المحاصيل بشكل ملحوظ في شهري يوليو (تموز) وأغسطس )آب) المقبلين.

وقال حسين أبو عبد الله، أحد تجار سوق الجملة للخضروات في المنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن فصل الصيف يمثل موسم الخسارة لبعض تجار السوق، مرجعاً ذلك لزيادة المعروض من المنتجات الزراعية وتنوع أصناف الخضر والفاكهة الموسمية، وهو ما يفسره بالإغراق الذي يجبر التجار على خفض الأسعار لما يقترب من معدلات الخسارة، مؤكداً على أن المشكلة تكمن في أن الكثير من المستهليكن بدأوا فعلياً بالاستغناء أو التقليل من بعض الأصناف الزراعية بعد ارتفاع أسعارها.

وأوضح أبوعبد الله مشكلة تجار الجملة بقوله إن عدد الشاحنات التي يستقبلها سوق الجملة أثناء الصيف يتضاعف بنسبة 50 في المائة، إلا أن ذلك يقابله انخفاض كبير في عدد المستهلكين، مرجعاً ذلك للحر الشديد الذي يدفع الناس للذهاب إلى وحدات «السوبرماركت»، إلا أنه عاد للقول إن هذه الوحدات وتجار التجزئة عموماً هم أيضاً يعانون من تراجع عدد المستهلكين نتيجة سفر الكثير من الأفراد وتنقلاتهم خلال هذه الفترة، مما أشار إلى أنه يجعل الأسعار تشهد تذبذباً سريعاً وملحوظاً، خاصة في منتصف الإجازة الصيفية.

من جهته، توقع الدكتور سعد بن عبد الله خليل، مدير عام ادارة التسويق الزراعي في وزارة الزراعة السعودية والممثل الدائم لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تنخفض الأسعار تدريجياً خلال الفترة القادمة، قائلا «مع اقتراب فصل الصيف نتوقع زيادة المعروض من الخضار والفواكه من الانتاج المحلي والمستورد وبالتالي نتوقع انخفاض الأسعار في بعض المحاصيل الى أقل من تكلفة انتاجها، مثل الخيار والطماطم خاصة في شهري يوليو وأغسطس المقبلين».

وأرجع الدكتور خليل ذلك إلى «زيادة الانتاج خلال هذه الفترة خاصة في البيوت المحمية». فيما طمأن المستهلكين من أسعار القمح المتوقعة، بقوله «محاصيل الحبوب خاصة القمح وضعها مستقر هذا العام، كون المحصول سوف يورد للصوامع وبأسعار أقل من السعر العالمي الذي وصل الشهر الماضي إلى ما يقارب 2500 ريال (667 دولارا)».

ويأتي انخفاض أسعار المحاصيل الزراعية المتوقع ليحد من ارتفاع فاتورة الغذاء، في الوقت الذي صرَّح فيه الدكتور فهد بلغنيم، وزير الزراعة السعودي، مؤخراً، بعد تسلمه رئاسة اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي، بأن اجتماع وزارة الزراعة العرب «أتى في وقت الجميع يدرك ما للأمن الغذائي من أهمية، حيث نرى الآن ارتفاعا كبيرا في أسعار المنتجات الزراعية». وأعرب بلغنيم عن تطلعه بتفعيل العمل في القطاع الزراعي بشكل أكبر، ولفت الانتباه الى المستوى الشعبي بأهمية القطاع الزراعي وزيادة الاستثمارات فيه، مفصحاً عن وجود فجوة كبيرة في ارتفاع الأسعار تقدر بـ 18 مليار دولار للسلع الغذائية.

ومن الجدير ذكره، أن أحدث تقارير البنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة كان قد أظهر أن زيادة أسعار المواد الزراعية والغذائية الذي سجلته المنطقة خلال الفترة الماضية وصل إلى نسبة 60 في المائة، كما ارتفعت أسعار القمح بنسبة 150 في المائة، وارتفعت أسعار الذرة بنسبة 80 في المائة.