المواقف الصدامية تصعِّد التشنج السياسي في لبنان

النائب السعد: سقوط النظام وارد وغير مستغرب

TT

عاد التشنج يخيم على الساحة اللبنانية نتيجة الخطاب السياسي الصدامي العالي النبرة بين اطراف الاكثرية والمعارضة والتراشق بالمسؤولية عن اعاقة الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وتعطيل مبادرة الجامعة العربية. وفي حين نبه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان من ان «السجالات تزيد من تعقيد الازمة» حذر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب فؤاد السعد من ان سقوط النظام اللبناني وارد يوما وغير مستغرب، مشيراً الى ان الفرقاء السياسيين والطائفيين والمذهبيين يقودون الناس الى صدام داخلي قد ينفجر اقليمياً أولاً.

ونبه السعد الى «خطورة الوضع الذي نعيشه على مستوى الشعب والمؤسسات والبلد ككل. وقال امس: «الخرق واسع وكبير. والفرقاء السياسيون والطائفيون والمذهبيون يبعدون الناس عن بعضهم البعض ويقودونهم الى صدام لا يزال وارداً، وان كنا لا نعرف هل سينفجر هذا الصدام في الداخل اللبناني اولا ام انه سينفجر اقليميا ثم ينتقل الينا بسرعة. هناك تسابق على ما يبدو».

واضاف: «هناك عهر في السياسة اليوم. فكيف يعطل المجلس ونقول للجان اجتمعي؟ وكيف نعيد بناء الدولة فيما لا نسمح بانتخاب رئيس؟ وكيف نبدأ من قعر القصة لا من رأسها؟ وكيف آتي برئيس (للجمهورية) واكون قد قررت بالنيابة عنه عدد الوزراء من كل حزب وحركة ومن هم؟ إنه عهر سياسي». وتابع: «هناك دول عديدة سقطت. بلدنا اليوم مفكك. وسقوط النظام القائم وارد يوماً ما. ولن يستغربه احد اذا حصل. لكن المؤسف اننا لا نستطيع الاتفاق على نظام بديل. وهنا النقطة الاساسية».

الى ذلك، قال الشيخ قبلان: «ان السجالات والمناكفات تزيد من تعقيد الازمة السياسية في لبنان. اما الخطاب الهادئ والمعتدل فانه يؤسس لقيام حوار هادئ وتواصل بناء يعزز مسيرة التواصل بين اللبنانيين ويبدد الهواجس والمخاوف عند مختلف الافرقاء. لذلك يجب ان يتحلى السياسيون بالادب والاخلاق والحكمة والروية في تعاطيهم مع الشأن السياسي».

واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» النائب علي بزي ان «لا مبرر على الاطلاق لهذا التصعيد في السياسة والأمن الذي من شأنه ليس تعكير الاجواء وشحن النفوس انما أخذ البلد والعباد الى المجهول». واكد ان «اللقاء الاخير بين الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس نبيه بري كان ايجابيا جدا وسادته اجواء من التطابق في وجهات النظر». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» النائب عبد المجيد صالح: «ان فريق الموالاة اندمج في جوقة توزعت في ما بينها الادوار وتعمل في جبهة متراصة في مواجهة كل مبادرة منعا للوصول الى حل». ورأت «جبهة العمل الاسلامي» في بيان لها امس «إن الجمع بين مبادرة الرئيس بري ودعوته الى الحوار والمبادرة العربية قد ينتج مخرجا لائقا لحل الازمة لان الحوار هو الطريق الاقصر للتوافق والتفاهم على سلة واحدة متكاملة من خلال انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً وتشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة قانون انتخابي جديد».