"عودة الروح".. 3000 تمثال من الشمع في معرض يروي قصة النكبة

TT

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) -"عودة الروح" عمل فني ضخم يجسد الرواية الفردية والجماعية لنكبة الشعب الفلسطيني التي تصادف الذكرى الستين لها في 15 مايو ايار الجاري يفتتح في القدس احياء لهذه الذكرى.

ويضم هذا العمل ثلاثة الاف تمثال صغير من الشمع وشهادات حية من لاجئين حول النكبة اضافة الى فيديو ارت تتداخل فيه اصوات اولئك الذين يدلون بشهادتهم الحية حول النكبة من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والاردن ولبنان. وتعود فكرة هذا العمل الفني المركب الى الفنانة الاسكتلندية جين فرير.

وقالت فرير يوم الاثنين خلال عرضها لهذا العمل الفني في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية "هذه التماثيل ( عرضتها عبر الفيديو) هي نتاج ايد فلسطينية تعيش في المخيمات في لبنان والاردن والضفة الغربية كان لا بد ان تصنع بايد فلسطينية لتكون فيها روح الفلسطينيين الذين شردوا الاموات منهم والاحياء."

واضافت "هذا العمل الفني موجه للغرب الذي لا يعرف الكثير عن هذه الفترة المظلمة لشعب شرد من ارضه تقول احصاءات اونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) انهم كانوا 750 الفا وربما يكونون اكثر من ذلك.. لا بد ان يعرف الناس ماذا جرى في الماضي ليمكنهم معرفة ما يجري اليوم في غزة والضفة."

واوضحت فرير ان فكرة المشروع بدأت لديها قبل اربع سنوات ولكنها بدأت تطبيقها قبل عام تقريبا مقدمة في عرضها للمشروع الذي استلزمها من أجل تنفيذه البحث في التاريخ وزيارة المخيمات الفلسطينية التي زارت منها تلك التي في لبنان والاردن والضفة الغربية وهي تتطلع الى زيارة غزة وسوريا.

وقالت فرير "الفكرة اتتني من فيلم فلسطيني في مهرجان لندن للافلام الفلسطينية كان يروي ان امراة تحلم باناس يبقون معلقين كما الملابس على حبل الغسيل وعندما تساءلت في حلمها لماذا.. جاءها الجواب لانهم فلسطينيون فهم لايستطيعون ان يصلوا ارضا ولا سماء."

واضافت "من هنا كانت فكرة العمل الفني الذي احاول فيه مساعدة الفلسطينيين من خلال عمل فني لايصال قضيتهم فالفن يلامس المشاعر واذا لامست مشاعر الناس فستلامس عقولهم التي ستبدأ بطرح الاسئلة واذا وصلنا لذلك نكون قد نجحنا."

وبدأت فرير عرضها للمشروع في قصة لما جرى مع اليهود في احدى محارق النازية في معسكر في بولندا الذي قالت "احرق فيه 200 ألف انسان.. 40 في المئة منهم يهود. زرت ذلك المكان ثلاث مرات وتعرفت على القسوة التي عومل بها هؤلاء. وبعد زيارة لوفد يهودي لهذا المعسكر ووضع اعلام اسرائيلية في منطقة خضراء مجاورة قررت ان ابدأ البحث حول قيام دولة اسرائيل هذا البحث الذي قادني الى النكبة التي لم يكن لدي اية فكرة عن معنى هذه الكلمة وكثيرون في الغرب مثلي."

وقدمت فرير خلال العرض صورا مؤثرة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وتحديدا في مخيم البدواي الذي نزح اليه سكان مخيم نهر البارد خلال المعارك بين الجيش البناني مع جماعة فتح الاسلام كانت تقارن فيها بين صور من الارشيف للاجئين عام 48 ونزوح سكان نهر البارد العام الماضي ومنها صورتان لفتاتين بدتا بنفس الملامح واحدة بالاسود والابيض عام 1948 واخرى ملونة التقطت العام الماضي.

وقالت فرير "لم ينته لجوء الفلسطينيين بعد 1948 لقد استمعت لشهادات عديدة وصفوا فيها خروجهم من نهر البارد الى البدواي على انه نفس النكبة ان لم يكن اصعب."

وتسعى فرير الى عرض عمل فني مماثل كذلك الذي سيعرض في القدس للمشاركة في مهرجان ادنبره الذي ترى فيه واحدا من اهم المهرجانات في العالم ويحظى بتغطية اعلامية واسعة بامكان الفلسطينيين من خلال المشاركة فيه توصيل رسالتهم الى العالم.

وقالت "المعرض الذي سيفتتح في القدس سنبدأ الطواف به حول العالم ثم نعود به الى القدس ليشكل عودة رمزية للفلسطينيين وسنعرض عملا مماثلا انجزناه في لبنان بمهرجان ادنبره."

وقامت فرير على مدار عام كامل بالتنقل بين عدد من المخيمات الفلسطينية عملت خلالها على تنظيم ورشات عمل علمت فيها الشبان والشابات عمل هذه التماثيل من الشمع لتروي حكاية لجوئهم ولم تكتف بذلك بل طلبت منهم جمع شهادات حية من لاجئين تمت كتابتها على الواح ستكون جزءا من المعرض بالاضافة الى تسجيل عدد من هذه الشهادات سيستمع اليها الداخل الى المعرض لها فكأنما تروي هذه التماثيل الحكاية.

وتقوم فرير حاليا بمساعدة عدد من الشباب الفلسطينيين برسم صور مكبرة لهذه التماثيل على الجدار الذي تقيمه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية وقالت "نحن نسابق الزمن لانجاز اكبر مجموعة من الرسوم على اكبر لوحة جدار.. الجدار الذي ستكون الرسوم عليه اكبر واجهة اعلان في العالم ادعوا من يريد يساعدنا ان يأتي لننجز اكبر عدد من الصور قبل الخامس عشر من مايو.

وقالت روان شرف مديرة حوش الفن الفلسطيني الذي يستضيف هذا المعرض وساهم في انجازه بدعم من مؤسسة التعاون الدولية "هذا المشروع له بعده الاقليمي وحسب علمي هو الاضخم حتى الان.. الذي يتحدث عن النكبة من خلال عمل فني رائع يهدف الى شرح قضية النكبة صنع بايدي فلسطينية ليكتسب هويتهم وتجربتهم وسنطوف به حول العالم لاننا نحن نعرف قصتنا ونريد للعالم ان يعرفها."

وفي تعقيبها على هذا العمل الفني قالت الفنانة التشكيلية الفلسطينية فيرا تماري لرويترز "هذا من اكثر الاعمال الطموحة التي تقام من اجل فلسطين في اي مكان عبر ستين عاما وهو ليس معرضا تقليديا. ففيه صور تروي قصة النكبة تثير كثيرا من العواطف. والمعرض غني بالمعلومات يرتكز على شهادات لاناس عاشوا نكبة 48 وبقيت نكباتهم متتالية."