براون يطلق حملة للحفاظ على رئاسة الوزراء بتدابير اقتصادية

ملكة جمال سابقة تشكل تهديداً انتخابياً جديداً لحزب العمال

TT

بعد الانتهاء من عطلة نهاية اسبوع طويلة في بريطانيا بمناسبة عيد العمال، يطلق رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون جهوداً جديدة اليوم لكسب ثقة حزبه وشعبه، ترتكز على خطوات اقتصادية محددة. وتصدرت قضية تدني شعبية براون بين اعضاء حزبه جميع الصحف البريطانية أمس، عقب يوم مزدحم من اللقاءات التلفزيونية التي اجراها براون للدفاع عن نفسه وسياساته وتحمل مسؤولية اوسع خسارة لحزب العمال الحاكم في الانتخابات المحلية منذ 40 عاماً. ويعقد براون اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء صباح اليوم لبحث استراتيجية جديدة لمعالجة تدني شعبية الحكومة. وبحسب استطلاع رأي اجرته صحيفة «ديلي ميرور» على موقعها الالكتروني، قال 60 في المائة من القراء إنهم يفضلون حكومة بقيادة حزب المحافظين المعارض، بينما 23 في المائة فقط يدعمون حكومة بقيادة حزب العمال. ويبدو ان براون يستعد للعمل على استعادة مصداقيته وشعبيته من خلال كسب تأييد الطبقة العاملة، وهي الطبقة التي دعمت حزب العمال. وركز براون في لقاءات صحافية عدة اجراها خلال اليومين الماضيين على المصاعب الاقتصادية الحالية، قائلاً انه «يفهم مخاوف الشعب». ومن بين الاجراءات التي من المتوقع الاعلان عنها هذا الاسبوع التخلي عن غرامات جديدة للنفايات ومساعدات لشراء المنازل للمرة الاولى، بالإضافة الى تأجيل رفع ضريبة الوقود في مسودة الميزانية لعام 2009 المتوقع الكشف عنها في سبتمبر (ايلول) المقبل. ويأمل براون ان استضافته 80 رئيساً تنفيذاً لشركات عالمية اليوم ستساعد على رفع شعبيته واظهار قدرته الاقتصادية. ويرأس براون اجتماعاً مع المشرف على «برنامج الامم المتحدة الانمائي» كمال درويش لأكثر الشركات نفوذاً في الاقتصاد العالمي منها «كوكا كولا» و«مايكروسوفت» للعمل على مكافحة الفقر، ضمن جهوده لتحقيق الاهداف الانمائية الالفية بحلول 2015 التي اطلقتها الامم المتحدة عام 2000. يذكر ان براون سيكثف جهوده لتوحيد صفوف حزبه وكسب الشعبية قبل الاختبار الانتخابي المقبل لحزب العمال يوم 22 مايو (أيار) الحالي، حيث ستعقد انتخابات نيابية في محافظة «كرو آند نانويتش» بعد وفاة نائبة عمالية تمثل المحافظة. وفي حال خسر الحزب الحاكم المقعد البرلماني سيعتبر ذلك خسارة كبيرة للحزب، اذ المحافظة تعد معقلاً تاريخياً للعمال منذ الحرب العالمية الثانية. وظهرت منافسة غير تقليدية لحزب العمال أمس بعد اعلان ملكة جمال بريطانيا، جيما غاريت، وعمرها 26 عاماً، انها مرشحة حزب «الجمال لبريطانيا» لهذه الانتخابات، وقالت غاريت انها تريد «جلب الجمال والاناقة الى البرلمان» وتعهدت بمكافحة الفساد في حال فازت بالانتخابات. وبينما قالت صحيفة «ذا ديلي تلغراف» البريطانية ان بعض الوزراء وكبار المسؤولين في حزب العمال قد يتجهون لإقالة براون من منصبه، في حال خسر الحزب الانتخابات يوم 22 مايو، اكدت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية ان غالبية الوزراء يريدون منح براون المزيد من الوقت للدفاع عن نفسه. وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، مجدداً انه لا ينوي منافسة براون على قيادة الحزب، على الرغم من التكهنات الواسعة خلال الاسابيع الماضية عن استعداد ميليباند لهذا المنصب. وستكون مسألة قيادة الحزب على رأس اجندة اعمال مؤتمر حزب العمال السنوي المرتقب عقده في سبتمبر (أيلول) المقبل، مما يعطي براون 4 اشهر لمعالجة وضعه الحرج.