البنتاغون يدعم خطة خمسية لتطوير المنطقة الخضراء في بغداد

تتضمن فنادق ومجمعات أسواق وأخرى سكنية تتكلف 5 مليارات دولار

TT

ثمة خطة يسعى القائمون وراءها الى تغيير صورة المنطقة الخضراء وسط بغداد بعيدا عن ذلك الحصن المنيع بأسواره الكونكريتية والصواريخ التي تمطر عليه كل يوم لتكون نموذجا لما يجب أن تكون عليه العاصمة العراقية مستقبلا.

هذه الرؤية لبغداد المستقبل هي جزء مما يصفه البعض بـ«قائمة الحلم» او كما يسميه آخرون «الخيال المستبعد». إلا أن الخطة التي تقدر تكلفتها بخمسة مليارات دولار تحظى بدعم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» وكذلك باهتمام مؤسسات فندقية كبرى في العالم، حسبما افادت وكالة «اسوشييتد برس» نقلا عن ضابط الارتباط الأميركي كابتن البحرية توماس كارنوسكي المكلف هذا الملف. إلا ان مصدرا عسكريا اميركيا رفيع المستوى اشار الى ان الحديث عن هذا المشروع «سابق لأوانه»، موضحاً لـ«الشرق الاوسط» أن المسؤولين الاميركيين يحذرون من الاعلان عن المشروع قبل الانتهاء من وضع كل التفاصيل، بما فيها الاتفاق مع الحكومة العراقية على المشاريع المطروحة.

وبالنسبة لواشنطن، فان أهمية الخطة تتمثل باستحداث «منطقة نفوذ» حول مجمع سفارتها الجديد البالغة كلفته نحو مليار دولار في المنطقة الخضراء. وتريد واشنطن ان تكون «منطقة النفوذ» هذه «منطقة حياد» او سورا يحمي سفارتها. ويقول كارنوسكي: «عندما يكون لديك مليار دولار ونحو الف موظف في منطقة كهذه سيهمك ان تعرف من سيكون جيرانك ستريد أن تؤثر في ما يجري في منطقتك بمرور الزمن». وكشف كارنوسكي عن ابرام عقد مع مؤسسة فنادق «ماريوت» لبناء فندق في المنطقة الخضراء. وأضاف ان هناك احتمالا أن تستثمر مؤسسة «ام بي آي انترناشنال»، وهي عبارة عن اتحاد شركات يعنى بمشاريع الفنادق والمنتجعات، مليار دولار في مشاريع بالمنطقة. إلا ان الناطقة باسم «ماريوت»، بولا بتلر رفضت التعليق على احتمال فتح فندق في بغداد. وفي اتصال مع «الشرق الاوسط» قالت بتلر انها على علم بالتقرير الاخباري الصادر ولكن «نحن لا نعلق على مثل هذه التقارير»، موضحة: «لا نعلق على مشروع فندقي في أي مكان في العالم قبل ان نوقع عقداً محدداً ونعلن عنه بأنفسنا، ولا نتحدث عن مشاريع محتملة». كما لم ترد مؤسسة «إم بي آي» على مكالمات هاتفية ورسائل بالبريد الالكتروني لوكالة «اسوشييتد بريس». ورغم ان قذائف الهاون والصواريخ سيدة الموقف في المنطقة الخضراء حالياً الآن، إلا أن انظار القائمين على الخطة تتجه الى المستقبل مستمدين الثقة من مناطق أخرى في العالم مزقتها الحرب لكنها نفضت عن نفسها غبارها وتحولت بؤرة للنشاطات الانمائية والاستثمارية مثل بيروت وسراييفو، ويأملون في تكرار قصص النجاح ذاتها في بغداد. ومن جهته، حرص نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح على توضيح الخطط الانمائية المطروحة، وقال لـ«الشرق الأوسط» ان هناك «مجموعة من الافكار لتطوير مجمعات الدوائر الحكومية»، موضحاً انها «ليست محصورة فقط في المنطقة الخضراء». ويبدو ان هناك ترددا عراقيا من جعل المنطقة الخضراء منعزلة على المدى البعيد عن باقي مناطق العاصمة العراقية، كما ان هناك خططا لمشاريع تشمل المنطقة الخضراء وغيرها من مناطق بغداد. واكد صالح: «لا يوجد مخطط محدد للمنطقة الخضراء عدا حديث عام عن مشاريع محتملة غير مطروحة على انها متعلقة بشكل خاص بالسفارة الاميركية»، مضيفاً: «على الاقل لم تطرح مثل هذه الخطط على الحكومة العراقية»، وتابع: «هناك مشاريع كثيرة لتطوير بغداد، فقد اقر مجلس الوزراء خطة لتطوير معسكر الرشيد السابق تشمل مشاريع سكانية وتجارية واسعة سنشهدها في الفترة المقبلة من قبل شركات عراقية ودولية قادرة على التنفيذ». ورفض صالح تحديد تلك الشركات، منتظراً منح العقود رسمياً قبل الاعلان عنها.

وقال مصدر عسكري اميركي رفيع المستوى في بغداد، ان «أي مشروع للتطوير يحتاج الى موافقة الحكومة العراقية ومشاركتها بكثافة»، موضحاً ان هناك قضايا شائكة كثيرة مثل حقوق ملكية الاراضي في المنطقة الخضراء وسبل تأجير أو بيع الأراضي يجب حلها قبل الحديث عن مشاريع محددة. وأضاف المصدر، الذي طلب من «الشرق الاوسط» عدم الافصاح عن هويته لحساسية الموضوع وعدم حسمه، ان «المشروع مطروح حالياً في محادثات بين أطراف عدة عراقية وأميركية حول مستقبل المنطقة (الخضراء) والأمر يعود للعراقيين الذين يملكون الأرض». ويبدو أن الخبر عن تطوير المنطقة الخضراء، التي ما زالت تحتاج الى رعاية البنى التحتية مثل مد الكهرباء ومعالجة المجاري قبل التفكير بمشاريع استثمارية واسعة، قد فاجأ أطرافا رسمية أميركية وعراقية، إذ أرادوا الانتهاء من الخطط المطروحة قبل الاعلان عن تطوير المنطقة. وأكد المصدر الأميركي أنه «لا توجد خطة محددة متفق عليها حتى الآن للحديث عن شكل المشاريع النهائية في المنطقة الخضراء».