انتقال السلطة في روسيا غدا.. وتخوف من إعلان ميدفيديف رئيسا من دون صلاحيات

بوتين يريد تعيين 11 نائبا للحكومة التي سيرأسها كي لا يمثل هو أمام الرئيس الجديد

TT

يتسلم الرئيس الروسي المنتخب ديميتري ميدفيديف مهامه غدا خلفا للرئيس المنتهية صلاحيته فلاديمير بوتين، على وقع احتدام الجدل حول مدى قدرة الرئيس الجديد على ممارسة صلاحيات رئيس الدولة التي ينص عليها الدستور الروسي.

وتتناقل معلومات في الاوساط السياسية الروسية حول اعادة تنظيم أجهزة الحكومة على النحو الذي يكفل انتقال مركز السلطة الحقيقية من الكرملين الى «البيت الابيض»، وهو مقر الحكومة الروسية. وعلى الرغم من ان المراقبين يقدرون قرار بوتين عدم تعديل الدستور بما يكفل له الاستمرار في الحكم فترة لولاية ثالثة، الا انهم يحارون اليوم امام تفسير هذا الكم الكبير من الاجراءات والقرارات التي يتوالى اتخاذها من اجل تعزيز قدرات رئيس الحكومة في مقابل التقليل من قوة رئيس الدولة. وكان مجلس الدوما قد بحث اقرار 500 تعديل على عدد من القوانين التي تتعلق بعمل الحكومة بما يكفل زيادة صلاحيات رئيس الحكومة. وفي الوقت الذي يتوقع فيه الجميع احتمالات ازدواجية السلطة على ضوء صعوبة رؤية بوتين مرؤوسا لتلميذه ميدفيديف، يتوقع آخرون قبول ميدفيديف بالوضع القائم انطلاقا من حاجته الى سند يقيه شرور المتربصين بالحكم والحاكم. ويتوقع الكثيرون حسب اشارة صحيفة «غازيتا» الروسية اجراء تغييرات جذرية في قوام الحكومة وتعيين 11 نائبا لرئيسها، بعد ان كان بوتين قد حصرها بواحد خلال فترة رئاسته. ومن المتوقع ان يتولى بوتين بنفسه، من موقعه كرئيس للحكومة، الاشراف على وزارات القوة اي الدفاع والداخلية والامن والمخابرات، الى جانب اشرافه المباشر على عمل حكام الاقاليم والجمهوريات الروسية. وتستهدف كل هذه التعديلات اعلاء وضعية رئيس الحكومة بوصفه المسؤول عن وضع استراتيجية السياسات وتكليف نوابه برفع التقارير حول ما يتخذونه من اجراءات لتنفيذ سياساته وبما يقيه ايضا المثول امام الرئيس في وضعية المرؤوس، كما كان يمثل أمامه رئيس الحكومة عندما كان هو رئيسا للدولة. وكان رئيس مجموعة «ميركاتور» للدراسات السياسية دميتري اوريشكين، قد قال ان اقرار ترشيح بوتين رئيسا للحكومة بدون مشاورات تمهيدية واستطلاع اراء الكتل البرلمانية، سيكون مؤشرا الى افضلية مواقع احد الزعيمين (بوتين وميدفيديف) على حساب الاخر، مشيرا الى ان «روسيا ستحصل بعد السابع من مايو على رئيس محدود القدرة على العمل مقابل رئيس حكومة شديد القوة في مجالات السياسة العملية».    وبهذا الصدد تتناقل الصحف ما يتردد في اروقة السلطة دعابة تقول: «ان المسؤولين في الكرملين يتعجلون ازالة كل موائد الاجتماعات غير الدائرية او غير البيضاوية من الكرملين»، ما يعني ازالة كل ما من شأنه تأكيد ان هناك رأس للمائدة.