كابل: تورط ضباط في الشرطة والجيش في محاولة اغتيال كرزاي

TT

قالت وزارة الداخلية الافغانية ان أربعة أطفال وثلاثة من أفراد الشرطة قتلوا في العاصمة كابل امس في انفجار ذخيرة حية. وأضافت الوزارة أن أحد الانفجارين وقع عندما ضرب الاطفال ذخيرة من مخلفات الحرب في صخرة بمنطقة سكنية شهدت صراعا بين الفصائل الافغانية المتنافسة في التسعينات. ووقع الانفجار الاخر بعد سقوط صاروخ من يدي شرطي في القاعدة الرئيسية لمكافحة المخدرات بكابل. وتقول الامم المتحدة ان الالغام ومخلفات الحرب تتسبب في مقتل أو اصابة العشرات كل شهر في أفغانستان. وتنتشر بالبلاد الملايين من الذخيرة الحية والالغام من مخلفات حروب استمرت ثلاثة عقود.

الى ذلك، قالت النائبة البرلمانية، شكرية باركزاي، في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» انها على قناعة بأن المتمردين اخترقوا بعض دوائر الحكومة، وليس الشرطة والجيش فحسب. واشارت الى اعتقال ضابطين في وزارتي الدفاع والداخلية على خلفية التورط في محاولة اغتيال الرئيس كرزاي. وقالت هناك بعض المسؤولين لا يريدون عودة الأمن والاستقرار الى افغانستان.

من جهة اخرى أكد وزير الدفاع الأفغاني، عبد الرحيم وارداك اول من امس وجود صلة بين ضابط شرطة برتبة نقيب والمجموعة المتورطة في محاولة اغتيال الرئيس حميد كرزاي في الأسبوع الماضي، وأن ضابطًا بالجيش قدم الأسلحة والذخائر المستخدمة في الهجوم. وأضاف الوزير أنه ألقي القبض على الضابطين ويجري التحقيق معهما بشأن دورهما المشتبه به في الهجوم الذي تعرض له الرئيس الأفغاني أثناء عرض عسكري، وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، بينهم عضو بالبرلمان، وإصابة 11 آخرين. ومن المحتمل أن يكون أحد المشتبه بهم متعاطفًا مع الجماعة المدبرة للهجوم، بينما تحرك الآخر بدافع المال. من ناحيته، اتهم رئيس الاستخبارات الأفغانية، امر الله صالح، تنظيم «القاعدة» بشن الهجوم. وأشار إلى أن ثلاثة من الرجال المتورطين في الهجوم كانوا على اتصال بأفراد خارج أفغانستان، بينهم أفراد في مدينة مرام شاه الواقعة بالمنطقة القبلية الباكستانية شمال وزيرستان، المعقل الرئيس لـ«القاعدة» و»طالبان» بالمنطقة. وصرح رئيس الاستخبارات الافغانية امر الله صالح للصحافيين انه «من الواضح جدا ان القاعدة لعبت دورا» في الهجوم. وقال صالح ان «الرأس المدبر» للهجوم متورط كذلك في الهجوم على فندق خمس نجوم في كابل في يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي ادى الى مقتل ثمانية اشخاص من بينهم ثلاثة اجانب على الاقل. وقال ان الرجل الذي عرف باسم «هومايون» قتل في مداهمة شنتها قوات الامن على مخبئه في كابل الاسبوع الماضي. واضاف ان مسلحا اخر وامرأة وطفلا قتلوا كذلك في المداهمة التي جرت الاربعاء، وان المتمردين قتلوا خلالها ثلاثة من رجال الاستخبارات الافغانية.

واوضح صالح ان المرأة كانت تعد لشن هجوم انتحاري. واكد ان العملية قضت على الخلية المتورطة في سلسلة من الهجمات الارهابية وتفجيرات السيارات المفخخة ومحاولات الاغتيال وترتبط بمسلحين في ميرانشاه في باكستان. ومن بين الثلاثة، الذين لقوا حتفهم في غارة تم شنها ضد أحد المنازل يوم الأربعاء، أفغاني يدعى «هومايون»، مشتبه في تورطه في إصدار توجيهات بالهجوم على «فندق سيرينا» في كابل في يناير الماضي. أما الاثنان الآخران، فكانا أجنبيين يخططان لتنفيذ هجمات انتحارية في المدينة. على الجانب الآخر، قال المسؤولون العسكريون الغربيون إن محاولة الاغتيال، التي تأتي في أعقاب الهجوم المنظم ضد «فندق سيرينا»، توحي بتنامي طموحات ومستوى تعقيد نشاطات مدبري مثل هذه الهجمات.

يذكر أن القوات الأفغانية ألقت القبض على مجموعة من الأفراد بحوزتهم مدفع هاون صباح يوم العرض العسكري واكتشفت عددا من السترات المليئة بالمتفجرات التي يرتديها الانتحاريون خلال الأيام السابقة للهجوم، وجميعها مؤشرات على أن الخطة الأصلية كانت تستهدف شن عدة هجمات منظمة كانت ستخلف وراءها نتائج أكثر دموية بكثير. ودعا صالح لممارسة ضغوط أكبر على القواعد الإرهابية داخل المناطق الباكستانية، حيث يغيب دور القانون ويتلقى المشتبه فيه التدريب والتمويل. وشدد وارداك وزير الدفاع الافغاني، على الحاجة لاستمرار المسؤولين الأمنيين في التحقيق بشأن كيف ومتى تمكن المسلحون الثلاثة الذين أطلقوا النار أثناء العرض العسكري من إحضار الأسلحة إلى داخل غرفتهم بالفندق، واستجواب أفراد الحرس الرئاسي الذين تولوا مسؤولية المكان قبل العرض بأربع وعشرين ساعة. وأوضح أن نقيب الشرطة المقبوض عليه، ويدعى زلماي، كان على اتصال بهومايون، العقل المدبر للهجوم.

* خدمة: نيويورك تايمز