شركات المضاربة «تتطاير» أمام أمواج السيولة الانتهازية وسط سكون أداء السوق

المؤشر يرفع حجم الخسارة والسيولة تستمر في فقدان قيمتها بـ6%

TT

تطايرت أسهم شركات المضاربة أمس أمام أمواج السيولة الانتهازية العارمة وسط سكون الحركة في أداء سوق الأسهم السعودية، التي دفعت المتاجرين اليوميين إلى البحث عن فرص المساحة السعرية لبعض الشركات مع خفة وزنها السوقي، في ظل الانصراف الواضح عن أسهم الشركات القيادية، التي دفعت المؤشر العام إلى الثبات في نطاق ضيق خلال التعاملات الأخيرة.

إذ سيطر الترقب والانتظار على توجهات السوق منذ تعاملات الأربعاء الماضي، الأمر الذي دفع المؤشر العام إلى أن يسلك طريقا جانبيا. هذا السلوك الذي يعد محببا عند بعض كبار المتعاملين الذين يمارسون هوايتهم المضاربية داخل هذه المنطقة حتى تتمكن السوق من رسم طريقها المستقبلي، الذي تحدده حركة أسهم شركات القطاعات الرئيسية.

وتم التعامل من قبل المتداولين، مع هذه المستجدات السلوكية، عن طريق الدخول الانتقائي لأسهم بعض الشركات والاستفادة من التذبذبات الناتجة عن تجمهر الأموال حول هذه النوعية من الشركات التي تتصف بوجود نطاقات سعرية جيدة مضاربيا، وتدفع الشركات لتبادل أدوار تحقيق النسب القصوى مع كل يوم تداول جديد.

حيث يسطع نجم أسهم شركة في لفت الأنظار من خلال أدائها القوي عند كل افتتاح، هذا الاتجاه الذي ظهر بقوة مع دخول السوق في هذه المرحلة التي توصف بحيرة المتداولين، في وقت يقف فيه المؤشر العام عند مستويات حساسة نفسيا، تجعل البعض يؤجل منطق الدخول إلى السوق بشكل مضاربي أسبوعي حتى تنكشف الغمة.

وحققت أمس أسهم شركتين النسبة العليا بطلبات دون عروض، لتتولى اتشاح هذه الصفة بديلا عن أسهم الشركات اللاتي كن يتمتعن بهذا الأداء في تعاملات أول من أمس، بعد أن أغلقت أسهم شركتي «فيبكو» و«الخليج للتدريب» النسبة القصوى، ليجرف هذا السلوك المتعاملين للبحث عن أسهم تطرق هذا الباب مع تداولات يوم آخر.

وأدى هذا التراجع للسوق، مع الاهتمام بالجانب المضاربي الذي يتصف بالانصراف لشركات ذات صغر رأسمالي وسعري، إلى استمرار التراجع في قيمة السهم المتداولة، حيث بلغ الانخفاض 6 في المائة قياسا بالسيولة المدارة في تعاملات أول من أمس، ليكرس هذا الهبوط في السيولة لليوم الرابع على التوالي.

كما رفعت سوق الأسهم السعودية أمس حجم الخسارة في نقاط المؤشر العام على 24 نقطة، مقارنة بـ8 نقاط في تعاملات الأحد الماضي، مما دفع السوق إلى تحقيق مستويات دنيا جديدة داخل فترة التداولات مقارنة ببداية التراجعات منذ تعاملات الأربعاء الماضي، بعد أن سجل المؤشر العام مستوى 9964 نقطة بعد أن كانت مستويات 9973 هي المستويات الدنيا لفترة التراجع. أمام ذلك أوضح فهد السلمان مراقب لتعاملات السوق لـ«الشرق الأوسط»، أن الأسهم السعودية تتعرض لتوجه مضاربي بحت يتضح من القفزات السعرية التي تحققها بالتناوب مع كل تداولات جديدة، مما يعني تنقل السيولة بين هذه الشركات استغلالا للوضع الراهن الذي تعيشه التعاملات في سوق الأسهم السعودية.

وأكد أن هذه الصفة توجد دائما في وقت ينعدم فيه المسار الواضح عن حركة أسهم الشركات القيادية مما يعني أن أسهم هذه الشركات تستخدم لتدعيم استقرار المؤشر في وقت ينشغل به كبار المتعاملين بالبحث عن الأرباح السريعة التي تفرزها المضاربة.

من ناحيته أشار خالد الحربي محلل فني لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤشر العام يسلك المسار الجانبي الذي يفضله المضاربين ويجعل السوق أرضية خصبة للمضاربات التي تتصف بها السوق حاليا. مؤكدا أن هذا الأداء يعتبر وقتي حتى تتمكن السوق من إيجاد محفزات للحركة، خصوصا مع عدم وجود أي أنباء مرتقبة إيجابية في المنظور القريب.