جدة: خبراء «الأمن الفكري».. يدعون إلى عدم تحقير الطلاب وتهديدهم

بهدف تكوين اتجاهات صحيحة لدى الطلاب وحمايتهم من الانجراف وراء الأفكار السيئة

TT

خلص لقاء مختص في مجال الأمن الفكري، إلى ضرورة عدم تحقير وتهديد الطلاب، ذلك بهدف تكوين اتجاهات صحيحة لديهم وحتى يمكن تحصينهم ضد الاتجاهات السيئة ومعرفة كل ما يجول في خواطرهم.

وتوصل تربويون خلال اجتماع عقد عشية أول من امس في جدة، إلى ضرورة البعد عن أسلوب التحقير والتهديد، واستخدام طرق التدريس غير التقليدية مثل طريقة المحاورة، وحل المشكلات، وإيراد مواقف من سير العلماء التي تدفعهم إلى الاقتداء بهم وتكوين اتجاهات إيجابية نحوهم.

وأوصوا بضرورة إيضاح الفوائد التي يجنيها الفرد من الالتزام بطاعة ولي الأمر دينيا ودنيويا، كذلك المجتمع، وتعويد الطلاب على احترام النصوص الشرعية من القرآن والسنة، والالتزام بها، وتعويدهم على الحوار وقبول الرأي الآخر وعدم التعصب للرأي.

وخلصت التوصيات إلى «ضرورة توجيه الطلاب إلى مراعاة أدب الخلاف وذلك بإشراك الطلاب في حل القضايا المتعلقة بالبيئة المدرسية، أو المتعلقة بالمجتمع المحيط بالمدرسة، وتشجيعهم على الاشتراك في النشاطات العلمية والثقافية التي تقيمها المدرسة».

وحث المتخصصون المعلمين علـى الاعتـناء بكـافة ممـارساتهم مع طـلابهم داخـل القـاعات الدراسية وخارجها، مؤكدين «أن الطلاب عادة يتأثرون بهـم بصـورة مباشـرة وغيـر مباشـرة. تـوعـية الأسـر على أن تكون تفاعلاتها في ما بينها ايجابية، لا سيما أمام الأبناء الآخرين، ليكتسبوا القيم الاجتماعية الحسنة».

ودعا الاجتماع إلى مضاعفة اهتمام مؤسسات التربية في المجتمع بتوفير الرواد في مختلف مجالات القدوة بصورة كافية، وذلك للتضييق على نماذج القدوة السيئة، إضافة إلى عقد الندوات واللقاءات والمحاضرات الخاصة بالقضايا التربوية ومنها القدوة، وتضمين موضوع القدوة في آلية الإشراف، ومن خلال الأساليب الإشرافية عند زيارة المدارس، كذلك إدراج المعلم للأهداف الوجدانية عند الإعداد الذهني والكتابي للدروس.

من جهته أكد عبد الله الثقفي، مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الملتقى الأول لمعلمي التربية الإسلامية الذي اختتم بفندق رمادا جدة، يهدف إلى إبراز دور معلم التربية الإسلامية في تكوين الشخصية المتزنة للطالب وتعزيز دور المعلم في حماية الطلاب من الانحراف الفكري والسلوكي وتعزيز لغة الحوار وتطوير الأساليب والوسائل والتقنيات التربوية والتعليمية.

وأضاف «أن اللقاء شهد طرح العديد من أوراق العمل التي تناقش الرؤى التربوية المعززة لدور مؤسسات التنشئة في توجيه النشء، وشارك فيه معلم واحد من كل مدرسة ثانوية ويشتمل الملتقى على 6 جلسات تناقش 11 ورقة عمل يشارك فيها عدد من القيادات التربوية والاجتماعية والفكرية». يشار إلى أن عددا كبيرا من المهتمين والتربويين شاركوا في اللقاء ومنهم الدكتور أسامة طيب، مدير جامعة الملك عبد العزيز، والدكتور محمود كسناوي، من جامعة أم القرى، والدكتور يوسف العقيل، والدكتور عبد الله العبادي، ومدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة للبنات حامد السلمي.

وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن إطلاق أضخم مشروع لمواجهة الانحرافات الفكرية في مدارس البنين والبنات، تحت اسم برنامج «الأمن الفكري» واتخذت شعارا له «فكر آمن.. حياة مطمئنة». وتقرر أن يتولى معلمو الدراسات الإسلامية في جميع المدارس تنفيذ هذا البرنامج ميدانيا، حيث كانوا أخضعوا خلال السنوات الماضية لبرامج تدريبية منذ أن كشفت الأحداث الإرهابية والتكفيرية التي شهدتها البلاد وجود مؤيدين او متعاطفين مع هذه الأفكار بناء على رؤى غير صحيحة أو على اثر تعرضهم لتوجيه مخالف.