خبيرة أميركية: حذرت الإدارة من خطر الانتحاريات في العراق عام 2005

فرحانة علي المستشارة السابقة لدى الحكومة توقعت ارتفاع هجمات النساء

TT

مع تصاعد العمليات الانتحارية التي تنفذها نساء في العراق، كشفت مستشارة سابقة لدى الادارة الاميركية انها حذرت صناع القرار الاميركيين من هذه الظاهرة قبل ثلاث سنوات وتوقعت ارتفاع عدد الهجمات التي تنفذها نساء.

وقالت فرحانة علي المحللة الاميركية الباكستانية الاصل للسياسة الدولية انه «بين يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان) وقع 12 هجوما انتحاريا نفذتها نساء في العراق، وهذا يشكل ارتفاعا كبيرا». ورأت الخبيرة نفسها في ندوة حول الارهاب خلال الاجتماع السنوي لاطباء وخبراء علم النفس في واشنطن ان احد اسباب هذه الظاهرة هو اليأس الذي تعاني منه العراقيات المهمشات نتيجة الحرب.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبيرة قولها ان 12 امرأة نفذت عمليات انتحارية في العراق في الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجاري مقابل 11 امرأة بين 2003 و2007 . واضافت «طالما ان النزاع مستمر، سترون عدم استقرار اكبر في العراق وسيتم استغلال النساء اكثر فاكثر وسترون عددا اكبر من النساء يخترن تنفيذ عمليات انتحارية خلال الاشهر القليلة المقبلة».

واكدت فرحانة علي التي كانت مستشارة لدى الادارة الاميركية قبل ان تنضم الى القطاع الخاص كخبيرة في السياسة الدولية، انها حذرت المسؤولين الاميركيين وصناع القرار من هذا الخطر منذ 2005. واضافت «لم نعر اهتماما لهذه المسألة الا قبل شهرين فقط. لماذا؟ لان المهاجمات العراقيات اصبحن يسببن اضرارا للجهود من اجل احلال السلام والاستقرار في العراق». ونسبت الخبيرة ارتفاع عدد المهاجمات العراقيات الى تهميش المرأة العراقية منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003. وقالت ان «النساء العراقيات همشن تدريجيا مع استمرار النزاع». واضافت «لقد كن في الصف الاول من المجتمع، كن في الحكومة والمنظمات غير الحكومية وحرمن من هذه الامكانات»، وتابعت ان «عددا كبيرا منهن رحلن لكن اللواتي بقين يقعن ضحايا عمليات اغتصاب وتعذيب وخطف ومعاناتهن اصبحت مضاعفة».

ورأت الخبيرة نفسها ان «النساء يستخدمن العمليات الانتحارية للاحتجاج. في العراق، يسجلن احتجاجا على فقدان رجالهن وفقدان المجتمع وفقدان البلاد». وحذرت من ان الجنود الاميركيين يواجهون حاجزا ثقافيا في عملهم لكشف الانتحاريات، وقالت ان «جنديا اميركيا عائدا من الفلوجة قال لي: كيف يمكننا كشف هؤلاء النساء عندما يعلموننا قبل ان نتوجه الى العراق انه علينا ان نتجنب حتى النظر اليهن». وتابعت ان «بعض النساء ربما اكرهن على تنفيذ هجمات انتحارية لكن الخطر الاكبر يأتي من اللواتي يخترن بانفسهن شن هذه الهجمات».

ورأت فرحانة علي ان «العراق بلد ارامل (...) عندما تكون المرأة في وضع ضعيف وعليها حماية نفسها ولعب دور الرجل والمرأة معا، يسهل استغلالها». واضافت «لكن علينا الا نستنتج ان كل الانتحاريات تم استغلالهن وتجنديهن بل ان نتساءل كم سيدة ستفعل ذلك لانها تريد ان تفعل ذلك وهنا السؤال الاخطر». واقترحت عدة وسائل لردع العراقيات عن اللجوء الى الهجمات الانتحارية، من بينها تعزيز دور المرأة وموقعها واقامة تحالفات اميركية عراقية مع نساء. وقالت ان «دخول المنظمات الجهادية النسائية يتطلب وجود نساء ضابطات في الامن والشرطة والمرأة بشكل عام لتعزيز القانون العراقي». وقالت علي ان «معظم القادة الاميركيين يرون في العراق مجتمعا ذكوريا وعسكريينا يقيمون تحالفات مع عشائر (...) لكن المرأة تشكل نصف كل مجتمع وعلينا مساعدتها اذا اردنا تحقيق مجتمع مستقر فعلا».