اشتكت اورسولا بوشنباونر، نائبة العمدة بمدينة امشتيتن النمساوية، ممن وصفتهم بنوع جديد من السياح، أطلقت عليهم وصف «سياح الفواجع والكوارث»، وهم مجموعة من السياح أصبحوا يصلون من دول الجوار الاوروبي للنمسا، ويحطون رحالهم في امشتيتن لإلقاء نظرة على المنزل الذي كانت تقيم فيه عائلة النمساوي جوزيف فيرتزل، 73 عاما، المتهم الذي ألقت عليه السلطات القبض في السادس والعشرين من الشهر الماضي، بعد ان اتضح انه قام بحبس ابنته 42 عاما، لمدة 24 سنة في ملجأ سري تحت منزله حيث عاش طيلة تلك السنوات حياة مزدوجة من وجهين؛ حياة عادية فوق سطح الارض كرجل أعمال ومهندس كهرباء وزوج وجدّ وجار محترم. وحياة اخرى تحت سطح ارض ذات المنزل حيث عاشرَ فلذة كبده وأنجب منها 7 أطفال.
وفي حديث لوسائل الإعلام، صبت نائبة عمدة المدينة جامَّ غضبها على هؤلاء السياح الجدد الذين يزدحمون امام منزل المتهم، مبدية استغرابها وعدم فهم دواعي إصرار السياح على التقاط صور أمام المنزل، خاصة أن السلطات تعاني من ضغط المئات من مندوبي وسائل الإعلام والفرق التلفزيونية التي توزعت ما بين المنزل والمستشفى، على أمل التقاط صورة لواحد من افراد تلك الاسرة المكلومة دون احترام لمشاعرهم كضحايا، على الرغم من حرص السلطات على حمايتهم في جناح آمن مخصص لهم في المستشفى حيث يتلقون علاجاً نفسياً، فيما ترقد الابنة الكبرى غائبة عن الوعي. وكانت ادارة المستشفى قد اضطرت لتوكيل شركة أمنٍ خاصة للقيام بمهام فرض حراسة تامة وطوق امني حول الاسرة، تحسباً لأي محاولات اختراق تقوم بها حشود «الباباراتزي» والمصورين الذين يعسكرون امام المستشفى ليل نهار منذ اكثر من اسبوعين. ومن المتوقع ان تبدأ الشرطة مصحوبة بفريق من الادعاء العام، اليوم، التحقيق مع المتهم فريتزل الذي ما زال قابعاً بالسجن في انتظار الكشف عليه، بعد ان صرح محاميه بأن موكله رجل مريض نفسياً لا يصح اعتقاله في سجن، مطالباً بنقله لمصحة نفسية حتى يحظى بعناية طبية خاصة.
من جهة أخرى، برر المحامي رودولف ماير دفاعه عن الأب المتهم، الذي اعترف كتابة بسجنه لابنته والاعتداء عليها، بقوله انه «كرجل قانون لا يدافع عن وحش، وانما عن انسان»، مشيرا إلى ان ايَّ متهم مهما كان نوع الجريمة التي ارتكبها يكفل له القانون حق الدفاع، والمحاكمة العادلة، مضيفا أنه يتلقى يومياً الكثير من التهديد.