حقوقي سعودي لـ «الشرق الأوسط»: بعض السجون في المملكة مكتظة

مفلح القحطاني أكد أن جمعيته تشترك في التحقيقات في حادث سجن الأحساء

TT

وصف نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، الدكتور مفلح القحطاني، بعض السجون السعودية بأنها مكتظة بالنزلاء، وقال: «إن الجمعية تحقق حالياً في حادث الحريق الذي شبّ في سجن الاحساء العام مساء الأحد الماضي وأسفر عن وفاة 8 أشخاص، وإصابة 19 آخرين، بالتعاون مع الإدارة العامة للسجون وستصدر تقريرا عن الحادث بعد كشف ملابساته». وذكر القحطاني أن الجمعية لاحظت أثناء زيارات سابقة نفذها أعضاء في مجلس إدارة الجمعية، للتعرف عن قرب على أوضاع هذه المواقع وأوضاع السجناء داخلها، ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة النزلاء في هذه السجون يتجاوز الطاقة الاستيعابية لها، مشيراً إلى أن الجمعية نبهت الإدارة العامة للسجون إلى ذلك، والتي وعدت في حينه بتوسعة بعض الإصلاحيات، كما اطلعت الجمعية على بعض المشاريع الجديدة التي تنفذها في هذا الإطار. وبين القحطاني الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس معلقاً على حادث الحريق الذي تعرض له سجن الاحساء العام، والذي راح ضحيته 8 نزلاء، اضافة الى تعرض حوالي 19 شخصا منهم ثلاثة من رجال الأمن للاختناق وتم اسعافهم، أن الجمعية تحقق في الحادث بالتعاون مع الإدارة العامة للسجون وستصدر تقريراً عن الحادث بعد كشف ملابساته، والذي يعد التقرير الأول الذي تصدره الجمعية من هذا النوع بعد نشرها تقريرها العام عن وضع حقوق الإنسان في السعودية.

وقال القحطاني: «إن الزيارات المتعددة التي نفذتها جمعية حقوق الإنسان الوطنية، لعدد من السجون في مختلف مناطق البلاد، والتي كانت الأولى لجمعية تعنى بحقوق الإنسان، كشفت عن جدية في الجهود المبذولة في هذه المواقع من قبل الإدارة العامة للسجون، مشيراً إلى أن الحوادث التي وقعت في بعض السجون، حدثت لأن هذه الأماكن تتعامل مع بشر»، وأضاف: قد لا يكون هناك تحكم بتصرفات كافة النزلاء مما يسبب بعض الحوادث داخل هذه المواقع، معتبراً أن هذه الحوادث أخطاء فردية لا تعني أن كل المواقع بهذا الشكل.

وطالب القحطاني بضرورة بذل مزيد من الجهود لتحسين الأوضاع في عدد من السجون، وذلك بتوسعتها وتهيئتها بوسائل السلامة لتكون مناسبة لأعداد السجناء، في ظل ارتفاع ملحوظ في أعداد النزلاء في بعض السجون مما يستدعي ضرورة توسيع هذه المواقع أو الانتهاء من الإصلاحيات التي ما زالت في طور التنفيذ.

وقال القحطاني: «إن السجون في السعودية تتفاوت في أعداد السجناء، مضيفاً أن بعضها يلاحظ عليه اكتظاظ النزلاء، وارتفاع الطاقة الاستيعابية لها، بينما وجدت الجمعية أثناء زياراتها المتعددة أن بعض السجون مناسبة من حيث عدد النزلاء».

حادث سجن الاحساء الذي وقع مساء الأحد الماضي يعيد إلى الأذهان حادث الحريق الذي شب في سجن الحاير منتصف سبتمبر (ايلول) 2003 الذي راح ضحيته 68 نزيلا، فيما أصيب 23 شخصاً في الحادث الذي وقع نتيجة التماس كهربائي.