خريجات جامعة يخلدن مشروع تخرجهن بتعليقه على «سور الحوامل»

طرحن 100 لوحة جدارية على امتداد نحو 5 كيلومترات في جدة

بعض المشاريع التي تم عرضها («الشرق الأوسط»)
TT

اختارت 300 طالبة في كلية البنات في جدة طريقة جديدة لتقديم مشروع تخرجهن من تخصص الاقتصاد المنزلي وتخليده في ذاكرة الناس وذلك بطرح 100 لوحة جدارية تشاركن في انجازها حول سور الحوامل في جدة والذي يقترب طوله من 5 كلم ويحيط بمبنى الكليات الخاص بالبنات.

وتشاركت أمانة جدة، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الشوارع والطرقات، بالتعاون مع كلية الاقتصاد المنزلي بتزيين سور كلية البنات المشهور باسم «سور الحوامل» بلوحات جدارية من 3 امتار في متر واحد لكل لوحة.

وتمثلت مشاركة كلية الاقتصاد المنزلي في هذه اللوحات التي نفذت باستخدام كسر السيراميك وخامات مختلفة حيث قام بالتصميم والإشراف على هذا البرنامج عبير أحمد الفتني وسوزان ناصر الصايغ وبإشراف مباشر من عميدة الكلية الدكتوره سكينة باصبرين بالنيابة وعميدة الكلية حاليا الدكتورة ثريا العباسي من خلال مادة لوحات جدارية التي تدرس للفرقة الرابعة كمشروع تخرج لطالبات السنة الأخيرة من قسم التربية الفنية بالكلية وبمساندة كبيرة من المهندس حماد الجدعاني مدير ادارة المشاريع والخدمات بفرع كلية البنات بجدة.

وأوضحت سوزان الصايغ، احدى المشرفات على اللوحات الجدارية في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الفكرة تولدت لديها هي وزميلتها عبير الفتيني قبل نحو عام من خلال مشاركتهما في اللجنة الفنية لتجميل مدينة جدة، وتم عرض الفكرة على أمانة جدة التي رحبت بها ولكنها تأخرت بسبب إجراءت التصاريح، ولكنها وبمجرد عرضها على الطالبات هذا العام بادرن بالمشاركة وتصميم اللوحات خلال ثلاثة أشهر. وأضافت الصايغ أن هناك مشروعا مع أمانة جدة لتعميمه على كافة المناطق التي تحتاج لمثل هذه اللوحات سواء شوارع الحوامل أو أماكن التنزه المخصصة للمشي وذلك للاستفادة من الكم الهائل من اللوحات التي تقدمها الطالبات سنويا وتركيز ولفت الأنظار إليها ورفع الحس الفني للمشاركة لدى الناس. من جانبه أوضح الدكتور أشرف التركي، مدير ادارة المناطق المفتوحة بامانة جدة ان تنظيم هذا المعرض المفتوح بالسور الشرقي لكلية البنات «جاء لاضفاء ملمح جمالي وحضاري على هذا الموقع المهم الذي يرتاده الكثير من سكان جدة بهدف ممارسة رياضة المشي، اضافة الى تغطية وحجب الكتابات التي شوه بها بعض الشباب المنظر العام للمكان.

وبين الدكتور التركي انه «تم طلاء السور ونقل اللوحات من كلية الاقتصاد المنزلي وتركيبها على طول ممر المشاة»، مبرزا الأثر الكبير لهذا المعرض المفتوح في تشجيع المبدعات بقسم التربية الفنية بالكلية.

وكشف مدير ادارة المناطق المفتوحة بامانة جدة ان الادارة «تعتزم اعادة تصميم ممر المشاة بما يوفر مساحات اكبر للمشاة وتظليل المساحات المرصوفة بالأشجار والشجيرات المزهرة، اضافة الى اضاءاته بعناصر اضاءة ذات بعد جمالي لاضفاء المزيد من اللمسات الجمالية عليه»، مشيراَ الى انه سيقوم بتنفيذ المشروع ادارة الصيانة والتشغيل وادارة الحدائق بالامانة.

ويرى احمد الغامدي مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة ان هذه اللوحات الجدارية اضافة نوعية متميزة لما تزخر به عروس البحر من اعمال فنية تؤهلها لان تكون مسرحا للفن الجميل في الهواء الطلق. واستطرد الغامدي «ان هذا التعاون ليس الاول»، داعيا الشباب للمحافظة على هذه الابدعات الفنية وعدم العبث بها أو الكتابة على الجدران، مشيراَ في هذا الصدد الى ان الامانة خصصت مواقع لهواة الكتابة على الجدران بلغ عددها 50 موقعاَ موزعة على عدد من الاماكن، منها بلدية بريمان وجدة الجديدة وبلدية الجنوب وشارع فيصل بن فهد، لافتاَ الى ان العديد من الشباب بدأوا ممارسة هوايتهم في تلك المواقع. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الأمانة إلى إشراك الفنانين المحليين في المساهمة في تجميل مدينتهم من خلال مسابقات النحت والمشاركات الشخصية وتشجيع شريحة الطلاب والطالبات في تأسيس المعارض المفتوحة لعرض أعمالهم الفنية.