كشفت مصادر رسمية في مرصد جدة الحضري عن الاستعانة بنحو أربعين ماسحة اجتماعية، نسبة للمشاكل الكبيرة التي واجهها المسح في بدايته، بسبب الخصوصية التي يتمتع بها المجتمع والعادات والتقاليد.
وأشارت المصادر الى ان العمل الميداني بين أن المعلومات التي تحصرها الماسحات اكثر دقة ووضوحا من زملائهن الماسحين الرجال، بسبب سهولة حصول الماسحة على المعلومات الأسرية من قبل ربة الاسرة. وكشف الدكتور محمد عبد السلام المشرف العام على المرصد الحضري لـ«الشرق الأوسط» أن العمل واجه مجموعة من المشاكل في عمليات المسح في ظل الخصوصية التي يتمتع بها المجتمع السعودي، وقال «نجحنا في التغلب عليها من خلال الاستعانة بمجموعة من الباحثات النساء، ونحن الآن في طريقنا لإظهار نتائج أبحاثنا خلال الاشهر القليلة المقبلة».
وأرجع عبد السلام سبب التحفظ الى عدم إلمام الناس بالدور الذي يقوم به المرصد من خلال اخذ المعلومات ووضع الخطط المستقبلية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى للتخطيط للمستقبل، كما انه يقوم بدور بارز في حصر المشاكل الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للمجتمعات. وأضاف عبد السلام «الناس يرون المرصد على انه مرصد بيئي فقط وأرجع السبب في ذلك الى أن الإعلان عن المرصد جاء في وقت كانت تعاني فيه المدينة من مشاكل بيئية كما أن الإعلان عنه جاء في احدى المناسبات التي كانت تناقش قضايا البيئة»، معترفا بالبداية المتأخرة لعمل المرصد، لكنه أكد على أنهم بدأوا من حيث انتهى الآخرون. وأعلن المشرف على المرصد الحضري أن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وجه بأن تكون هناك مراصد حضارية في جميع مدن المنطقة، حيث سيتم إنشاء مرصد مماثل في مكة المكرمة والطائف، مشيرا الى أنه سيتم التعاون في هذا المجال، حيث سيقدم المرصد الحضري في جدة خبرته لكل مرصد جديد يتم إنشاؤه.
وشدد على أنهم يجهزون في هذا الصدد لإعداد خطة موسعة لحماية البيئة في عروس البحر الأحمر، التي ينتظر أن تصدر خلال الأشهر القليلة المقبلة وتشمل حصرا شاملا لجميع مناطق التلوث وكيفية مواجهتها.
وقال إن المركز يجري مسحا شاملا على 13 ألف أسرة في مدينة جدة من أجل التعرف على المؤشرات الأساسية، حيث سيتم الخروج بعدد من النتائج يمكن لصناع القرار الاستناد إليها في الكثير من المشاريع والخطط التي تنتظر العروس، ولن يتم الاكتفاء بالخروج بنتائج على مستوى المدينة فقط، بل ستكون هناك مؤشرات على صعيد كل حي على حدة.
وأشار الى أن الدراسة التي سيتم الإعلان عنها عبر المرصد الحضري في الأشهر المقبلة ستحمل مؤشرات خطيرة ومهمة في مختلف المجالات خصوصا الجانب الاجتماعي، حيث اتضح ارتفاع نسبة الطلاق وتأخر الزواج، علاوة على الكثير من المؤشرات المهمة التي سيكون لها صدى واسع في مختلف الجوانب.
واعترف بأن من أهم المشاكل المحلية التي تواجه مدينة جدة هي تسرب مياه الصرف الصحي المعالجة التي تصل نسبتها إلى 51.29 في المائة. ومن جانبها طالبت الأميرة الدكتورة موضي بنت منصور بن عبد العزيز رئيسة اللجنة النسائية بجمعية البيئة السعودية، عضو المجلس الأعلى للمرصد الحضري بجدة، المجتمع المدني والحكومي بالتكاتف من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في عروس البحر الأحمر، وشددت كلمتها خلال الحفل الافتتاحي للملتقى الأول للمرصد الحضري لمحافظة جدة أمس على ضرورة مواجهة كل المعوقات والمشاكل التي تواجه المدينة. واستولت مشكلة المياه على جانب كبير من اهتمام المشاركين في ورش العمل الذين طالبوا بضرورة وجود آلية واضحة لترشيد المياه في جدة، وتطرق الحوار إلى قضايا الصرف الصحي في بحيرة المسك وتلوث الآبار.
فيما ناقش المشاركون في محور الإسكان والعمران عددا من القضايا المهمة تناولت الرصيد الإسكاني ونوعية العرض والطلب على الإسكان والموارد المتاحة لنمو القطاع، علاوة على غياب العديد من المؤشرات العمرانية. وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت أمس برعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة تحت شعار «أن نلتقي من أجل جدة» بقاعة الشيخ إسماعيل أبو داود بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة أمس ويختتم فعالياته اليوم.