بهية الحريري تتوقع تفاهم الفرقاء وقبلان يناشدهم ألا يعودوا للماضي

اللبنانيون يترقبون «ترياق» الحل من الدوحة

TT

يعيش اللبنانيون، في غياب قياداتهم المتنازعة، حالا من الهدوء الحذر المشوب بالترقب لما ستعود به هذه القيادات من الدوحة من حلول للازمة السياسية المستفحلة. فالمواطنون الذين آلمهم ما اصاب عاصمتهم ومناطقهم من اذى على ايدي المسلحين الذين اجتاحوها، يتمسكون بالامل في ان يعود المتحاورون بترياق حل يضع البلاد والعباد على طريق السلامة.

لكن الامل لا يغيِّب التخوف من ان يكون مصير هذه الرحلة التحاورية كمصير غيرها من محاولات سابقة وئدت لحظة ولادتها ليحل محلها الصراع بكل اشكاله. وفي الانتظار، اطلقت امس مرجعيات دينية وفاعليات سياسية دعوات الى التمسك بالوحدة الوطنية والدولة والسلم الاهلي والعيش المشترك.

وفي هذا الاطار، قالت النائبة بهية الحريري حول الحوار في الدوحة: «ان النقاط التي وضعت هي نقاط جدية وبدأوا لقاءاتهم وحواراتهم. واكيد لن يعودوا الا بالتفاهم على كل النقاط التي تقلق الجميع. نحن طلاب شرعية وطلاب دولة. وليس لدينا خيار في النهاية الا دولتنا وجيشنا وقوانا الامنية لانها الوحيدة التي يمكن ان نستظل بظلها وتؤمن لنا وتحفظ كرامتنا مهما مر علينا من صعوبات». ووجه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان نداء الى المتحاورين قال فيه: «لا تعودوا الا وما تخاصمتم عليه اصبح من الماضي. ارجعوا الى اصالتكم والى محبتكم. تجاوزوا خلافاتكم وحساباتكم الخاصة كي تتمكنوا من معالجة مشكلة هذا الوطن. وابحثوا في كل الامور، بكل عقلانية وحكمة. واجعلوا من مصلحة لبنان واللبنانيين في مقدم الاولويات».

واكد عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» الشيخ حسن المصري «ان لبنان لا يعيش من دون مشاركة». ودعا «الاطراف كافة، من الموالاة والمعارضة في الدوحة، ليعملوا لمصلحة لبنان لا لمصالحهم الشخصية والضيقة وعدم اللجوء الى وسائل ملتوية لزيادة بنود على الطاولة من اجل مكاسب في بنود اخرى». وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» النائب علي بزي: «ان اللبنانيين يتطلعون الى عودة جميع القيادات السياسية وفي ايديهم حلا او تسوية لانقاذ لبنان من ازمته السياسية الراهنة» مشيرا الى «ان ما حصل اخيرا ليس انقلابا كما يتوهم البعض... كما انه ليس انتصارا لانه لا يمكن للانسان اللبناني ان ينتصر على اخيه في الوطن والمواطنية».

واعتبر النائب عاصم عراجي «ان كل الفرقاء في لبنان خسروا، حتى حزب الله لانه استعمل سلاحه». وتمنى على السيد حسن نصر الله «ان يأخذ موقفا تاريخيا لإيجاد حل للازمة ومنع دخول السنية المتطرفة الى الساحة اللبنانية».

وتمنى عضو المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ محمد كوثراني ان يكون مؤتمر الدوحة «منتجاً لحلول جذرية في لبنان، على ان يصاغ تفاهم يلبي حاجات اللبنانيين على قاعدة مشتركة». فيما قال المسؤول السياسي لحركة «أمل» في الجنوب ابو احمد صفاوي: « لقد كانت لغتنا الحوار وكانت يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة. وقد سعينا الى وحدة البلد والحوار، وما زلنا نسعى لهذا الامر. فعلى اصحاب الشأن في الموقع الآخر (الاكثرية) ان يتعظوا مما حصل».

وناشد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن «المجتمعين حول طاولة الحوار الوطني اللبناني في الدوحة ان يعوا ما هو مطلوب منهم للخروج بحلول تؤمن شراكة متينة لمواجهة المرحلة المقبلة بمستوى عال من المسؤولية الوطنية». وقال: «لا يمكن لاحد ان يتلاعب تحت اي شعار، سلاحا كان ام فتنة، ليفسد نجاح مؤتمر الدوحة لانه اعد اصلا لانقاذ الجميع وخلاص لبنان مما يتخبط به وما يمكن ان ينتج عن فشل هذا المؤتمر».

واصدرت امس حملة «وحدتنا خلاصنا» «البيان الرقم 1» بعنوان «اتفقوا وارجعوا»، وذلك «مواكبة للحوار الجاري في الدوحة.