بلجيكا وهولندا تتذكران ضحايا الحرب العالمية.. بمشاركة مغربية

TT

أحيت مقاطعة زايلاند الهولندية ومدينة جانمبلو البلجيكية، أخيراً، ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية، وبينهم المحاربون الأجانب ومعظمهم من المغاربة. وفي حين تزامنت الذكرى في هولندا مع تصريحات لوزيرة الدولة للشؤون الاجتماعية والرياضة والصحة جيت بوسيماكر التي دعت الى اعتراف أكبر بالدور الذي لعبته الأقليات العرقية في تحرير هولندا، جاءت الاحتفالات في بلجيكا كالمعتاد بمشاركة عدد من المسؤولين من الحكومة وممثلي فرنسا والمغرب وجمعية المحاربين المغاربة القدامى. وكان القاسم المشترك في الاحتفالات في بلجيكا وهولندا مشاركة أطفال لمغاربة، وذلك للمرة الأولى.

ففي هولندا ارتفع العلم المغربي لأول مرة أثناء إحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية، وشارك اطفال المدارس الاسلامية في المناسبة. وزاد من ارتياح الجالية المغربية الهولندية أن تزامنت الذكرى مع تصريحات عضو في الحكومة الهولندية دعا الى وجود مادة في المدارس لتعريف التلاميذ بدور الاقليات العرقية في تحرير البلاد. وأثارت تلك التصريحات غضب اليمين المتشدد الذي اتهم الوزيرة «بمحاولة تزوير التاريخ». وفي مدينة جانمبلو البلجيكية جاء الاحتفال أمس بشكله المعتاد، إذ شارك فيه ممثلون عن الحكومة، إلى جانب ممثلين عن فرنسا وجمعية المحاربين القدامى المغاربة في بروكسل. وأشاد الكروتي أحمد رئيس جمعية المحاربين القدامى المغاربة (مقرها بروكسل) بحرص بلجيكا على التطرق لدور المحاربين القدامى المغاربة في المعارك التي وقعت خلال الحرب العالمية بمدينة جانمبلو والتي شهدت مواجهات شرسة بين الألمان من جهة والفرنسيين بمشاركة جنود مغاربة من جهة اخرى. وقال الكروتي على هامش الاحتفال بجانمبلو أمس إن «الدعوة توجه لجمعية المحاربين المغاربة والعلم المغربى يرفع مصحوباً بالسلام الوطني ويجري إلقاء كلمة مغربية فى الاحتفال الذي يحرص على المشاركة فيه وزير الدفاع البلجيكي». وأضاف أن المنطقة التي تشهد الاحتفال تضم مقبرة كبيرة بها رفات اكثر من ألفين من المحاربين المغاربة القدامى. وتابع قائلاً: «يوجد في مقبرة المنطقة التي تشهد الاحتفال رفات 2250 من المغاربة الذين قتلوا في معركة جانمبلو عام 1940 وذلك بعد أيام من وصولهم إلى الحدود البلجيكية ضمن ثلاثة فيالق فرنسية تضم 15 ألف جندي بينهم ما يصل إلى 13 ألف مغربي اتت بهم فرنسا من المغرب خلال الفترة الاستعمارية وأرادت الاستعانة بهم لوقف زحف الألمان عبر الأراضى البلجيكية نحو الشمال الفرنسي».

وخلال جولة بين مقابر المغاربة في المنطقة، وقفت «الشرق الأوسط» على مكان يضم رفات مغربي مكتوب عليه الاسم وتاريخ الوفاة وعبارة «مات من أجل فرنسا». ويقول رئيس الجمعية إن هناك 42 مقبرة في مناطق مختلفة ببلجيكا تضم رفات المحاربين المغاربة. وأضاف أن المحاربين المغاربة وصلوا إلى حدود بلجيكا فى 10 مايو (ايار) 1940 وساروا على أقدامهم 95 كيلومتراً قبل أن يصلوا إلى مكان المعركة في مدينة شاستر في 13 من نفس الشهر.