75 طالبة يفسرن «أحلامهن» بتصميم أول شركة «جامعية» في الخليج للتدريب والتطوع

«دريمرز» توفر وظائف جزئية وصالونا أدبيا وسوقا إلكترونية.. وتسعى للتحول إلى مساهمة

لوغو شركة «دريمرز» من تصميم طالبات جامعة الملك فيصل («الشرق الأوسط»)
TT

«كل فكرة تم تنفيذها في الواقع كانت بدايتها أحلام».. على هذا الأساس تقوم شركة «دريمرز» أو الحالمون، التي قامت بتصميمها 75 طالبة من كلية العلوم الإدارية في جامعة الملك فيصل بالدمام، لتكون أول شركة جامعية تخدم مشاريع التدريب والتطوع على مستوى الخليج العربي، وقد عُرضت هيكلة وخطة عمل الشركة صباح أمس السبت في قاعة الاحتفالات الكبرى بالمبنى الجامعي، بحضور جمع كبير من الطالبات ومنسوبات هيئة التدريس.

وأوضحت الدكتورة أمجاد الكومي، أستاذة المحاسبة في جامعة الملك فيصل والمشرفة على المشروع، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الشركة تهدف لخدمة المجتمع عن طريق رفع مستوى جودة الخريجات الجامعيات، وخدمة الجامعة بتحويل المعرفة النظرية إلى واقع عملي، إلى جانب تشجيع ثقافة الأعمال التطوعية عن طريق المساهمة في توفير خدمات اجتماعية للطالبات والخريجات.

وأضافت الكومي بأن المحاور التي قامت عليها شركة «دريمرز» تتضمن: إيجاد مركز خدمات للطالبات داخل الكلية مثل المكتبة الالكترونية والمجموعات البريدية، وتدريب الطالبات في تخصصاتهن لاعداد كوادر مؤهلة، وتوفير قاعدة بيانات كاملة للخريجات، بالإضافة إلى فكرة السوق الالكترونية المخصصة لعرض منتجات الطالبات، والتي أفادت بأنها تشمل بعض الأعمال اليدوية والتقنية البسيطة، فيما ستتضمن أقسام الشركة: قسم التدريب، وقسم خدمات الطالبة، وقسم الخريجات.

وأفصحت المشرفة على المشروع أن مقر الشركة سيكون في مكان مجهز داخل مبنى الطالبات، وحول التكلفة التقديرية ورأس المال المطلوب، أفادت بأنها طلبت من الطالبات عدم التفكير في تحديد أرقام فعلية للتكلفة لحين صدور موافقة إدارة الجامعة على الفكرة والشروع بتنفيذها، وأشارت إلى أن هذا العمل يأتي ضمن برنامج مادة التدريب العملي للطالبات اللاتي على وشك التخرج، مؤكدة على تفائلهن الكبير بالنتائج الاجتماعية التي سيحقهها هذا المشروع فيما لو نـُفذ.

فيما تصف العنود الهلال، إحدى الطالبات المشاركات، دريمرز بالقول: «هو في ظاهره مشروع خدمي، لكنه يحوي الكثير من المبادئ السامية»، وأوضحت أن الشركة ستعمل على توفير وظائف جزئية للطالبات، قائلة: «في تحضيرات الحوار الوطني الذي أقيم العام الماضي في جامعتنا كانت أغلب تعليقات ومطالبات الطالبات هي في المحاور المتعلقة بتوفير الوظائف الجزئية».

وقالت الهلال، التي تعتبر المسؤولة عن قسم التدريب، انه ضمن النشاط الموجود بالشركة فإن التدريب يتضمن «عقد الدورات أو ورشات العمل أو المؤتمرات التي هي من مميزات الشركات الراغبة في المساهمة بالتنمية والتطوير»، وأضافت أنه «نظراً لوجود بعض الحالات في الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فسيقوم هذا القسم بتوفير مترجم لغة إشارة ومداخل تسهل للمقعدين الدخول إلى مركز التدريب»، فيما أكدت أن هذه الدورات ليست محددة بمدة زمنية بل هي مستمرة، وتـُقدم نظير رسوم رمزية بسيطة.

وأوضحت الهلال أن حماسها هي وزميلاتها المشاركات في تصميم الشركة دفعهن في البداية للتفكير بجعلها شركة خدمية غير ربحية، إلا أن الأهداف التي يسعى المشروع لتحقيقها تتطلب توفير مبالغ مادية جيدة، حيث أفادت بأن تكلفة الدراسة الجامعية للطالبة الواحدة تبلغ حوالي 32 ألف ريال، مؤكدة أن الهدف النهائي من أرباح الشركة هو تقديم منح دراسية للطالبات المحتاجات ومساعدتهن على إكمال الدراسة بعد توزيع الأرباح على تطوير الشركة وإعادة تشغيلها ورواتب الموظفات.

وأردفت المسؤولة على قسم التدريب بأن هذا القسم سيقوم بإنشاء أول صالون أدبي في الجامعة، وسيخصص له يوم الاثنين، بحيث يسمى «أثنينية دريمرز»، لطرح أي موضوع ثقافي أو مشكلة معاصرة، ثم تدار حلقة النقاش، فتقوم كل طالبة بإبداء رأيها ثم طرح الحلول الممكنة، وبيَّنت الهلال أن هذا الصالون سيعزز من فهم الطالبات لعبارة «الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية»، وتنمية ملكة الحوار المثمر والنقد البناء وتأصيل الثقة بالنفس، وأشارت إلى أن قسم التدريب يتطلع مستقبلاً للتعاون مع حملات خيرية معروفة على مستوى الخليج العربي، مثل حملة ركاز وفريق يلا شباب وصناع الحياة.

فيما يتضمن القسم الثاني من الشركة مركزا لخدمات الطالبة الذي يعمل على الاستفادة من الكتب المستعملة والقديمة، وجمع الملخصات والبحوث السابقة من الطالبات المتميزات وترتيبها في قاعدة بيانات لتسهيل الوصول إليها، إلى جانب إنشاء مكتبة إلكترونية متكاملة وتخصيص صفحة على موقع الشركة الالكتروني لعرض جميع المقررات الدراسية المتوفرة لدى الشركة ومن ثم بيعها وتوزيعها نظير دفع رسوم رمزية عن طريق الفيزا كارد أو أي وسيلة دفع تناسب الشركة، وبعدها يُسمح للطالبة بتحميل النسخة المطلوبة.

وتنحدر من القسم الثاني فكرة «المجموعات البريدية» التي ترعى نشر أخبار الجامعة وربط أعضاء هيئة التدريس بالطالبات عن طريق نشر مقالاتهم، ونشر أخبار التطوع في السعودية، ونشر العلوم التي تخص طالب العلوم الادارية بشكل منظم ومتسلسل، مع إمكانية إرفاق رسائل إعلانية للشركات والمواقع الأخرى نظير مقابل تستفيد منه الشركة، ويتفرع من المجموعات البريدية «المجلة الإلكترونية» التي ستنشر المواد الأكاديمية والأبحاث العلمية والمواضيع الاجتماعية. أما القسم الثالث فهو «خدمات الخريجات»، الذي سيتولى مساعدة خريجات الجامعة في البحث عن الوظائف المناسبة وتسويق سيرتهن الذاتية بين الشركات والمؤسسات نظير رسوم رمزية بسيطة، إلى جانب قسم التسويق الإلكتروني المتخصص بتسويق منتجات الطالبات المشتملة على بعض الأعمال اليدوية والتقنية من تغليف وتجهيز الهدايا وتزيين الحفلات وغيرها، بهدف دعم الطالبات المنتجات، على أن يتم بيع منتجاتهن عبر تعبئة طلب الشراء الموجود في الموقع الإلكتروني للشركة.

وترعى مشاريع وأقسام دريمرز جهات تمويل مختلفة، مثل صندوق المئوية وصندوق عبد اللطيف جميل وشركة الفوزان لخدمة المجتمع، إلا أن القائمين على دريمرز أوضحوا لـ«الشرق الأوسط» أنهم يفضلون أن يكون التمويل مبدئياً من طالبات الجامعة المستفيدات من خدمات الشركة، على أن تبدأ الشركة فردية ثم تتحول لاحقاً إلى مساهمة بين طالبات الجامعة، مع تحديد قيمة السهم وعدد الأسهم لكل طالبة وتوثيق البيانات ونشرها في موقع الجامعة الإلكتروني بعد أخذ الأذن من هيئة سوق المال.

وفيما يتعلق بالقوائم المالية والدفاتر المحاسبية الخاصة بالشركة، فباستطاعة أي طالبة من قسم المحاسبة المساعدة في كتابتها وإعدادها بحجز مسبق عند إدارة الشركة لتدريب الطالبات عملياً على ذلك، على أن توثق هذه القوائم وتنشر لاحقاً في موقع الجامعة الرسمي.