الطالب عبد العزيز الشمري.. وجه من وجوه المستقبل

عبد العزيز يقوم بتجربة «رويبورت» الذي أطلق عليه وزملاؤه اسم «الفرامة» (تصوير: «الشرق الأوسط»)
TT

إذا كان ما يجمع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، هو الإعداد لمستقبل السعودية خلال السنوات المقبلة. فليس بالبعيد أن يكون الطالب السعودي عبد العزيز الشمري (15 عاما)، وهو طالب بالمرحلة المتوسطة، الرابط الحي بين المؤسسات الثلاث في المستقبل القريب، كذلك وجها من وجوه المستقبل السعودي.

والسبب أن عبد العزيز يحلم بأن يمتهن هندسة «الرويبورتات» في حياته العملية، مما يدفع لتخيل سيناريو كفاحه بأن ينتقل من رعاية «موهبة» كونه أحد الموهوبين في الوقت الحاضر، إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لإكمال دراسته في المجال الذي يعشقه حتى النخاع. وربما يصبح أحد طلبة وباحثي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «بيت الحكمة» إذا ما سارت الأمور وفق المتوقع لطموحه، والمحصلة مكسب وهامة وطنية تواصل مسيرة البناء.

يقول عبد العزيز، الذي سبق له المشاركة بمعارض خاصة بالمخترعين الأشبال في اليابان ولندن وأميركا، ان مهنة هندسة المركبات والرجال الآليين مهمة للغاية في مجالات طبية وعسكرية، خاصة في عمليات الحفر والتنقيب عن النفط الوافر في بلاده.

وطموح عبد العزيز دلالة واضحة على تغير فكر الطالب السعودي في الآونة الأخيرة، بعد أن كانت الأجيال التي تسبقه لا تفكر في مهنة المستقبل إلا بعد التخرج في المرحلة الثانوية أو سنوات الإعداد الجامعية التي تقودهم إلى مهن الصدفة.

ويتضح من حديث عبد العزيز، الذي قدم برفقة أستاذه وزملائه بنادي الهيئة الملكية العلمي من مدينة الجبيل الصناعية إلى مدينة جدة للمشاركة في فعاليات البطولة الثالثة لدوري كرة القدم للرجل الآلي للأشبال (الروبوكوب جونيور2008) الأسبوع الماضي، عن تحول أنشطة الطلبة السعوديين في المدارس الحكومية والأهلية من زمان «طاق طاق... طاقية» إلى عصر «الروبوكوب جونيور» أي دوري كرة القدم للرجل الآلي للأشبال.

وبدأت قصة الشمري مع عوالم الأجهزة الآلية خلال تجوله داخل نادي الهيئة الملكية الذي ينقسم إلى أربعة أندية: الفلك والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية و«الرويبورت»، وقريبا يؤسَس ناد خامس يعنى بالطيران.

ومن ساعتها، انطلقت رحلة استكشافه في مجال هندسة «الرويبورت» ومجالات عمله وأحدث ما توصل إليه العالم، فعبد العزيز يؤكد أن «العالم كله سيعتمد على الرجل والسيارة وكل شي يصنع آليا وفي وقت قريب».

عبد العزيز الذي يقضي وقته بعد صلاة المغرب في حفظ كتاب الله ضمن حلقات التحفيظ عند سؤاله عن دور أبويه في دعم نهمه التقني، مال بوجهه إلى الجهة الأخرى وقال «لا بد أن يكون لدى الراغب في ابتكار الرجال الآليين معرفة جيدة بالحاسب الآلي، وذلك للاستفادة في التصميم والبرمجة، ووالدي هو من علمني كل شيء عن الكمبيوتر».

انتهى الحديث مع عبد العزيز، وبعد أن غادر أشار المعلم خالد العبيدي، وهو المشرف والمرافق له ولزملائه من قبل نادي الهيئة الملكية، أن والد عبد العزيز أحمد الشمري توفي في حادث سيارة قبل عدة أشهر، فرحم الله والدك يا عبد العزيز.