مقهى.. يدخل النمسا موسوعة غينيس

شيد ليستقبل جماهير مباريات «يورو 2008»

TT

لو لم تدخل النمسا كتاب غينيس للارقام القياسية بأي شيء يخص مباريات كأس أوروبا 2008 التي تستضيفها مقاسمة مع سويسرا، في الفترة من 7 الى 29 الشهر الجاري، فانها ستدخله عبر مقهى يتم تشييده وفق مقاييس خاصة تجعله الاكبر في العالم. ليس ذلك فحسب بل انه مقهى مميز جدا في كل ما يتعلق به. فقد بني خصيصا ليقدم القهوة النمساوية الاولى عالميا لجماهير المشجعين ممن فاتهم الحصول على تذاكر للمباريات التي ستجرى بالنمسا، وأولئك ممن يتعذر عليهم حضور المباريات التي ستقام بسويسرا. ولذلك فمدة بقائه (رغم تكلفته ورغم ما بذل فيه من جهد وفكر) مرتبطة بايام الدورة فقط أي 3 اسابيع. ويعود سبب هذا التحديد الزمني الصارم للموقع الذي اختير لتشييده فجاء موقعا مميزا بدوره.

بدأ العمل في هذا المقهى الضخم الذي لم يبق على اكتماله سوى تشطيبات بسيطة ليتم افتتاحه قبل انطلاق صفارة الحكم مع اول مباراة، ومع بدء فعاليات حفل الافتتاح، يوم 21 مايو (ايار) المنصرم. وقد اختير له ان ينصب في قلب فيينا، في اكبر ميادينها العامة واجملها واكثرها ارتباطا بالثقافة والتاريخ. ونعني ميدان الامبراطورة ماريا تريزا حيث يتوسط تمثالها الاشهر وهي تمتطي فرسا وترفع يدها بالتحية من وسط عاصمتها الجميلة مرسلة تحية الرضاء والمباركة لبقية عواصم امبراطورية الهابسبرغ التي حكمتها 40 عاما. وبذلك فان المقهى يتوسط الميدان الفاصل ما بين متحف التاريخ الطبيعي، ومتحف الفنون التاريخية. ويحق لكم ان تتخيلوا فخامة هكذا موقع وروعته.

 من جانب آخر يعتبر هذا المقهى من نوعية الاشياء التي يمكن ان نطلق عليها وصف «DISPOSABLE» فهو قد وجد لغرض بعينه وسيتم الخلاص منه حالما ينتهي ذلك الغرض «تماما كتلك الاشياء التي تستخدم مرة واحدة فقط». اختير لانشائه 35 عاملا يعملون من السابعة صباحا وحتى الثامنة مساء. تصل مساحته الى 3000 متر مربع بارتفاع 6 امتار فيما تزن اعمدته وما يربطه من مسامير ويشده من مفاصل الى 250 طنا من مختلف انواع الحديد. أما المشروبات التي سيتم تقديمها فتأتي قهوة «الميلانج» او القهوة باللبن، وهي مشروب النمسا الاول، في مقدمتها. مؤكدين انها ستكون ساخنة حارة كحرارة جهنم، صافية كالملاك، طاعمة كحلاوة الحب، مزخرفة باشكال كروية وصور للاعبين وذلك رسما بمزج القهوة مع الكريمة المخفوقة التي تغطي سطح الفنجال.

وفيما يبدو وتأكيدا لمصداقية المقولة التي يرددها الاخوة المصريون ان «الحلو ما يكملش» فلا بد ان نذكر ان المباريات سيتم عرضها داخل هذا المقهى، بواسطة شاشات بلازما هي الاكبر حجما في العالم الا انها ستكون صامتة اي صورة فقط من دون صوت.