السوق تخوض أولى تعاملات يونيو بتعزيز سمة «الحيرة»

مع بقاء المؤشر العام داخل مجال التذبذب المتردد

TT

خاضت سوق الأسهم السعودية أول تعاملات يونيو (حزيران) أمس، بصفة الحيرة والتي تعد سمة مستغربة على المسار العام، خصوصا أن هذا التوجه كان هو السائد في تعاملات الشهر الماضي، مع ضبابية المحافظ المؤثرة في الكشف عنا المزمع اتباعها خلال الفترة الحالية. وأدى ذلك إلى العزوف الواضح من قبل المتداولين في اتخاذ قرار الدخول قبل أن تظهر ملامح المسار المتوقع في الأيام القليلة المقبلة، في ظل الحذر الذي يلف أراء المحللين في قراءة المنعطف الذي سيواجه أداء التعاملات، مع توجس المتعاملين خيفة من ردة فعل السوق اليوم استباقا لإدراج أسهم مصرف الإنماء غدا.

وجاءت هذه العوامل لتلقي بظلالها على التداولات الأخيرة، والتي أصرت على تعزيز مبدأ الحيرة في الاتجاه، من خلال الاكتفاء بالانخفاض الطبيعي، والذي سارت السوق على نهجه خلال الفترة الماضية، ليكون التذبذب المتردد ديدن الحركة النقطية للمؤشر العام، خصوصا مع ضمور تدفق السيولة على أسهم الشركات القيادية.

إلا أن الأموال الساخنة تستبعد مبدأ الترقب من قاموسها، خصوصا أن هذه الأجواء هي المناخ الأفضل لمنح المضاربين مساحة تذبذبية مرضية، تقود المحافظ إلى مكاسب لحظية من خلال النطاق السعري الواسع الذي تمنحه أسهم الشركات الصغيرة، والتي تشهد رواجا مع عدم توفر البديل في الحركة اليومية لأسهم الشركات.

واتضح جليا الانجراف خلف السلوك المضاربي، في أسهم شركات قطاع التأمين، بعد أن سجلت أسهم شركة «ملاذ» النسبة الدنيا لتعود إلى الارتفاع بمعدل 6.4 في المائة، قبل أن تغلق على انخفاض بنسبة 7 أعشار النقطة المئوية، بالإضافة إلى تسجيل النسبة الدنيا من قبل أسهم «ولاء»، والتي تخلصت منها، مكتفية بتراجع قوامه 1.6 في المائة.

وكان المؤشر العام حاول في أغلب تعاملات أمس الصمود في وجه البيوع، بعد أن آثرت السيولة البقاء خارج السوق من مبدأ الانتظار قبل إدراج أسهم مصرف الإنماء، إلا أن هذا التوجه للبيع أجبر السوق على التراجع في آخر فترات التداول، ليفرض العامل النفسي نفسه على السوق بالرغم من عدم منطقية التوجه.

وتأثرت أمس أسهم غالبية الشركات، من خلال تراجع أسهم 58.4 في المائة من الشركات المتداولة أمس، مقابل ارتفاع 22.8 في المائة، لتصعد 4 قطاعات مقابل انخفاض 9 قطاعات، في مقدمتها قطاع النقل المتراجع بنسبة 2.6 في المائة، متأثر بهبوط أسهم جميع شركاته في مقدمتها أسهم شركة النقل البحري المنخفض 3.1 في المائة.

واحتلت أسهم شركة سابك المركز الأول بين شركات السوق من حيث قيمة الأسهم المتداولة، لتستحوذ على 9 في المائة من قيمة تعاملات السوق أمس، بعد أن شهدت أسهم الشركة أداء لافتا مستثنى من تعاملاته في الفترة القريبة الماضية، بالرغم من أن أسم الشركة عكست استقرار واضح عند مستوياتها السابقة.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9503 نقطة بانخفاض 26 نقطة تعادل 0.27 في المائة، عبر تداول 108.9 مليون سهم بقيمة 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار)، ليستمر نزيف السيولة من تعاملات السوق، بعد أن تراجعت أمس بمعدل 2.4 في المائة، مع ظهور تخفيف في حدة التراجع في مجمل السيولة المدارة في التعاملات الأخيرة.

وأبدى عبد العزيز السالم، مراقب لتعاملات السوق، استغرابه في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، للتباين القوي الذي تعكسه قراءات المحللين حول توجهات السوق مما يعكس الحيرة التي اتسمت بها هذه القراءات، خصوصا أن الفراق كبير جدا بين هذه التوقعات، مبديا تأكيده على أن جميع هذه القراءات لا تعتمد على منطقية في واقع السوق. بينما وجه محمد الخالدي محلل فني، جل اهتمامه في توقعاته عن مستقبل حركة السوق الفنية، إلى الأداء اللافت التي أظهرته أسهم شركة سابك في التعاملات الأخيرة والتي توحي ببقاء هذه الشركة كصمام أمان للتعاملات، خصوصا «أن ابتعاد الأنظار عن هذه الشركة يوحي ببداية موجة خاصة لأسهمها»، بحسب المحلل الفني.