المالكي: التدخل الإقليمي أدى إلى إرباك الوضع الأمني وغذى الميليشيات

رئيس الوزراء العراقي عبر عن رغبته بتزويد قواته بأسلحة فرنسية.. وكوشنير: أرى تحسنا أمنيا

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره الفرنسي برنار كوشنير في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في بغداد أمس (أ.ب)
TT

قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بغداد أمس، في اليوم الثاني من زيارته الى العراق، ان الاوضاع الامنية تشهد مزيدا من التحسن في هذا البلد. واجرى كوشنير محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين، من بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري.

واكد كوشنير للصحافيين «تحسن الاوضاع الامنية في العراق». وتابع اثر تناوله الغداء مع نظيره العراقي «لدي شعور بان الامور تسير نحو الافضل، والاحصاءات تؤكد تراجع الحوادث الامنية». واشاد بالتقدم وعملية «العرقنة» الجارية لان العراقيين يتولون، عبر جيشهم وادارتهم، حل مشاكلهم بانفسهم. كما ابدى كوشنير ترحيبه بعملية العرقنة، رغم انها لن تكون سهلة، لكن الاميركيين يأملون في ان تسير هذه العملية بأسرع وقت ممكن. وقال «لدينا انطباع ايجابي جدا حول تحسن الوضع الامني وتولي العراقيين شؤونهم بانفسهم ونحن سعداء بذلك».

والتقى كوشنير المالكي وقائد قوات التحالف الجنرال ديفيد بترايوس، وفي هذا الصدد، قال كوشنير ان «اللقاء مع المالكي جرى بطريقة جيدة جدا»، مشيرا الى الترحيب الحار من قبل المسؤولين العراقيين. واضاف «تم اقتراح بعض المشاريع على فرنسا (..)، وسنرى اذا كان بعض ارباب الصناعة يستجيبون لذلك».

من جهته، قال زيباري «هناك حاجة ملحة لكي تشارك فرنسا في اعادة اعمار العراق».

وبدوره، اكد المالكي «حرص الحكومة على اقامة افضل العلاقات مع فرنسا (...) والرغبة في تزويد قواتنا المسلحة باسلحة فرنسية متطورة»، وفقا لبيان حكومي. ونقل البيان عن كوشنير «استعداد فرنسا لتجهيز وتدريب القوات العراقية والاجهزة الامنية».

واشار المالكي الى توافقات وتقدم في العملية السياسية واطلاق مشاريع الاعمار، داعيا الشركات الفرنسية الى الاستثمار والمشاركة فيها. وتابع ان «التدخل الاقليمي في شؤون العراق ادى الى ارباك الوضع الامني وغذى الميليشيات وكاد ان يقود الى حرب اهلية».

وقد امضى كوشنير، الذي وصل الى بغداد ليل السبت قادما من الناصرية، محطته الاولى في رحلته، في منزل مخصص لضيوف الرئيس جلال طالباني في حي الجادرية، اي خارج اسوار المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد.

وبعد المؤتمر الصحافي، توجه كوشنير الى اربيل لافتتاح مكتب للسفارة الفرنسية في كبرى مدن اقليم كردستان العراق.

وقال فلاح مصطفى، مدير مكتب العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم (بمثابة وزير الخارجية)، ان «حكومة الاقليم تثمن عاليا هذه الخطوة وهذه المبادرة الفرنسية، كونها خطوة ايجابية تخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين الكردستاني والفرنسي»، واضاف مصطفى في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان القنصلية الفرنسية ستكون «بمثابة جسر وطيد بين فرنسا واقليم كردستان على صعيد تعزيز اواصر علاقات التعاون الايجابي والمثمر بين الطرفين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ايضا»، وتابع «اننا في العراق الجديد نأمل الاستفادة القصوى من هذه الفرصة، بغية اعادة تطوير علاقاتنا مع الاسرة الدولية من جديد».

واوضح مصطفى ان فرنسا وبصفتها احد ابرز اعضاء الاتحاد الاوروبي يمكنها مساعدة العملية السياسية في العراق واقليم كردستان، مؤكدا ان حكومة الاقليم لمست خلال العامين الماضيين تغيرا ايجابيا كبيرا في تعامل فرنسا مع العراق وتعاطيعا مع العملية السياسية الجارية في البلاد، بما فيها اقليم كردستان الذي استأثر بجانب واسع من الاهتمام الفرنسي بالمنطقة.

وكان كوشنير قد وصل اول من أمس الى العراق في زيارة تستغرق يومين تجدد فيها باريس التزامها تجاه هذا البلد الذي مزقته الحروب.

وبعيد وصوله، زار كوشنير مدينة اور الاثرية التي تعود الى العصر السومري. وموقع اور التاريخي هو مسقط رأس ابي الانبياء ابراهيم الخليل ويقع على مسافة 18 كلم جنوب غرب الناصرية. وكان الوزير الفرنسي قد قام بزيارة الى العراق في اغسطس (اب) 2007 كانت الاولى لمسؤول فرنسي منذ الاطاحة بنظام صدام حسين ربيع عام 2003.