مفاوضات الاتفاقية العراقية ـ الأميركية تبحث مصير المعتقلين

جنرال أميركي: نناقش أفضل الطرق لنقل المعتقلين إلى سلطة تختارها حكومة بغداد

TT

يحاول الجيش الاميركي تحسين الصورة التي لحقت به جراء فضيحة الانتهاكات في معتقل ابو غريب وسط شكوك حول مصير 21 ألف نزيل في المعتقلات الاميركية في العراق.

وقال الميجور جنرال دوغلاس ستون مسؤول شؤون المعتقلين في العراق، للصحافيين ان الجيش عمل على تغيير الاجراءات المتبعة في المعتقلات منذ فضيحة التجاوزات في ابو غريب التي اتخذت أبعادا دولية عام 2004.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية للجنرال ستون قوله «قبل اربعة اعوام، تم بث صور عن انتهاكات ابو غريب للعالم، وأصبحنا بالنسبة لكثير من العراقيين محتلين بدلا من ان نكون محررين وفقدنا ثقة الكثيرين، لكننا اليوم نحاول استرداد تلك الثقة، ونبذل جهودا كبيرة لتصحيح الأخطاء».

وتابع ستون أن الولايات المتحدة تتبنى سياسة الشفافية لدى عرضها ظروف 21 ألف معتقل، بينهم 221 أجنبيا، في المعتقلات الاميركية في العراق.

وعلى الرغم من ذلك، لم يستطع الضابط الاميركي تأكيد ماذا سيحدث في حال انتهاء تفويض الامم المتحدة الذي يخول الجيش الاميركي ادارة هذه المعتقلات في العراق.

وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول «وضع القوات» لإضفاء اسس قانونية على وجود الجيش الاميركي في العراق بعد 31 ديسمبر (كانون الاول) المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد. وقال في هذا الصدد «استطيع القول اننا نخوض مناقشات مع نظرائنا العراقيين حول افضل طرق نقل المعتقلين الى سلطة يختارونها هم». وأضاف ستون «نتطلع الى اليوم الذي لا تضطر فيه قوات التحالف ان تعتقل احدا في العراق».

ويعارض عدد كبير من القادة العراقيين الاتفاقية الأمنية المنتظرة مع الولايات المتحدة، وأبرزهم الزعيم الشيعي رجل الدين مقتدى الصدر الذي خرج أنصاره في تظاهرة يوم الجمعة الماضي.

وتعهد انصار التيار الصدري بالاستمرار في التظاهر، كما رفض الزعيم الشيعي الآخر عبد العزيز الحكيم بنودا تمس بسيادة العراق.

وكان المجلس السياسي للأمن الوطني قد أكد لرئيس الوزراء نوري المالكي ضرورة عدم عقد معاهدات عسكرية تتعارض مع المصالح العليا للبلاد.

وقال ستون ان قواته حاليا تحتجز 513 طفلا تقل اعمارهم عن 18 عاما، يحظون بتعليم وممارسة الرياضة «فهؤلاء الفتية لم يتم اعتقالهم اعتباطيا، بل لأنهم يشكلون تهديدا للأمن» كما قال. وأضاف «لقد ادركنا انه مهما قررنا من تغييرات في إجراءات المعتقلات خلال العام الماضي، فانها تبقى في النهاية مكانا للاعتقال (...) لا يمكن الهرب او الاختباء من الحقيقة، انه واقع الحرب والمعارك». وأكد ان الجيش «يفتح معتقلاته أمام الإعلام الغربي والعربي». ولم يعد سجن أبو غريب تحت سيطرة القوات الاميركية التي ما تزال تحتفظ بمعتقلات ثلاثة هي بوكا قرب البصرة في جنوب البلاد وكروبر قرب مطار بغداد وسوسة في شمال البلاد.