سليمان يؤكد بدء الحوار بين القيادات اللبنانية فور تشكيل الحكومة

دعا لاستمرار الدعم الألماني حتى استعادة مزارع شبعا

رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، يتلقى هدية من وزير الخارجية الالماني، فرانك ـ وولتر شتاينمر، خلال استقباله له في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل فجر امس الى بيروت وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير. والتقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، فالرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة فؤاد السنيورة.

وفيما اعرب الوزير الألماني عن استعداد بلاده لمواصلة دعم لبنان ومساعدته، أثنى الرئيس سليمان على المساعدة الألمانية في ضبط الحدود، داعياً الى «استمرار هذا الدعم لاستعادة مزارع شبعا ووقف الخروقات الاسرائيلية». وأبلغ ضيفه ان لبنان محب للسلام، في حين ان اسرائيل تواصل منذ 25 عاماً تقويض دعائم الدولة اللبنانية. واكد ان الحوار بين القيادات اللبنانية «يبدأ فور تشكيل الحكومة الجديدة» وانه سيعمل على اقامة أفضل العلاقات بين لبنان وسورية «لتكون مستقبلا «نموذجا للعلاقات بين الدول المجاورة».

الى ذلك، علم ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيصل الى بيروت السبت المقبل في زيارة رسمية تستمر ساعات عدة يتخللها لقاء ثنائي مع رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، يليه لقاء موسع. وسيلتقي ساركوزي بعد ذلك ابناء الجالية الفرنسية في لبنان، قبل ان يتوجه الى بلدة الطيري في جنوب لبنان لتفقد الوحدة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية المعززة (يونيفيل). ثم يعود الى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث يعقد مؤتمراً صحافياً ويغادر مع الوفد المرافق.

هذا، وأفادت المعلومات التي وزعها القصر الجمهوري بأن الرئيس سليمان أبلغ الوزير شتاينماير شكر لبنان على المساعدات التي قدمتها المانيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، منوها خصوصا بالدعم الالماني للقوات الدولية من خلال المشاركة في القوة البحرية التي تتولى مراقبة حركة السفن والبواخر الآتية الى لبنان، مما ساهم في رفع الحظر الذي فرضته اسرائيل على الموانئ اللبنانية في اعقاب عدوان يوليو (تموز) 2006، اضافة الى مساهمة المانيا في مشروع ضبط التهريب عبر الحدود اللبنانية البرية. كما شكر ألمانيا على الجهود التي بذلتها ولا تزال، في عملية تبادل الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.

وأكد الرئيس سليمان ان لبنان «يتطلع الى استمرار الدعم الالماني لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى السيادة اللبنانية والعمل على وقف الخروقات الاسرائيلية جوا وبرا وبحرا». واعتبر ان على المجتمع الدولي، ومن ضمنه المانيا العمل لإيجاد حل شامل لأزمة الشرق الاوسط يقوم على ضمان حق الشعب الفلسطيني في العودة الى أرضه وعدم توطينه خارجها.

وشدد امام ضيفه على ان الحوار بين القيادات اللبنانية سيبدأ فور تشكيل الحكومة الجديدة وسيشمل كل المواضيع التي تم الاتفاق على بحثها والتي وردت في خطاب القسم، لافتا الى ان كل دعم يلقاه لبنان من الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال سيكون له الاثر الايجابي على تفعيل هذا الحوار.

ورداً على استيضاح من الوزير الألماني أكد الرئيس اللبناني أنه سيعمل على اقامة افضل العلاقات بين لبنان وسورية وفق ما جاء في خطاب القسم، معتبرا أن مشاركة وزير الخارجية السورية وليد المعلم في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وجلسة القسم دليل واضح على العلاقات الاخوية بين البلدين و«التي ستعود حتماً الى افضل حال لأن ما يربط بين البلدين اقوى من المسائل السياسية، لأنه متجذر في التاريخ والجغرافيا وروابط القربى والعلاقات الاجتماعية بين الشعبين اللبناني والسوري». ورأى «ان كلا من لبنان وسورية استفادا من أخطاء الماضي. وستكون علاقاتهما مستقبلا نموذجا للعلاقات بين الدول المتجاورة»، لافتاً الى ان دمشق ابدت استعدادا لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان.

وقد تمنى الرئيس سليمان أن تستمر المساعدات الالمانية للبنان في المجالات كافة لاسيما في تعزيز قدرات القوى المسلحة اللبنانية لتمكينها من القيام بواجبها كاملا.

وكان شتاينماير قد نقل الى الرئيس سليمان تهاني الحكومة الاتحادية الألمانية بانتخابه رئيساً للجمهورية، متمنياً له التوفيق في مهامه الجديدة، مؤكداً استعداد ألمانيا لتقديم المساعدات اللازمة لاستكمال التعاون بين البلدين وتطويره في المجالات كافة.

وقد تحدث شتاينماير الى الصحافيين فقال: «نحن في أوروبا، وفي ألمانيا تحديدا، تابعنا التطورات التي حصلت في لبنان في الاسابيع الماضية متابعة دقيقة. وأدركنا ان هذا البلد كان على شفير حرب اهلية بعد سقوط عدد كبير من الضحايا ومروره في ظروف متأزمة. ونتمنى ان تكون مختلف الاحزاب والأطراف في لبنان قد تعلمت من هذه التجربة انه على رغم كل الخلافات، فهذا البلد هو لجميع اللبنانيين وليس لديهم غيره». وأضاف: المهم اليوم، بنظرنا، هو تشكيل الحكومة وإعادة بناء سلطات الدولة وتنفيذ كل ما من شأنه ان يعكس الاعتراف بسيادة الدولة... والأمر الحاسم في الاسابيع المقبلة هو تقيد مختلف الاطراف بما تم الاتفاق عليه في الدوحة، وخصوصا لجهة التخلي عن استخدام السلاح والعنف في النزاعات الداخلية ونزع سلاح الميليشيات، وذلك في اطار الحوار الوطني الذي سيجري برعاية رئيس الجمهورية».

ولاحقا التقى الوزير الالماني رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم زار الرئيس السنيورة في السرايا الحكومية واجرى معه مباحثات قال في ختامها إنه «من الضروري اليوم لكل الاحزاب والفصائل السياسية في لبنان ان تقوم بحوار موسع. وهذا الحوار الوطني الموسع يكتسب اهمية كبيرة جدا في وثيقة الدوحة. وهو لا يمكن ان يجري إلا داخل لبنان. ويتطلب استعداد كل الفصائل والأحزاب للمشاركة فيه». وقال للصحافيين: «في لقاءاتي مع رؤساء الجمهورية والبرلمان والوزراء، اكدت تصميم الحكومة الألمانية على متابعة وتعزيز الدعم والمساعدة المقدمة للبنان في اطار اليونيفيل، ونحن على استعداد لتقديم كل مساعدة ودعم، فهناك مثلا ادارة الحدود وحمايتها، وهناك مشروع مشترك في شمال لبنان يتم حاليا تقويم نتائجه والتفكير في امكانية توسيعه، وهناك ايضا مساعدة على الصعيد الاقتصادي. وأنا أرى انه بعدما قامت جامعة الدول العربية بهذه الخطوة الهامة، ينبغي علينا ان نزيد تنسيق المساعدة والدعم من الجانب الاوروبي للبنان، بالاضافة الى المساعدة الثنائية بين الدول».

وسئل عن المساعدة التي يمكن ان تقدمها ألمانيا على صعيدي مراقبة الحدود وعملية تبادل الاسرى مع اسرائيل، فأجاب: «من الاسهل لي ان اتحدث طبعا عن مشروع حماية الحدود. نحن في الجانب الالماني عرضنا على الجانب اللبناني هذا المشروع النموذجي المشترك. ولكن ليس هذا وحده انما اردنا توسيع هذا المشروع في هذه المنطقة. وفي ما يخص تبادل الاسرى فإني اود القول اننا سعداء معكم انه جرت (امس) خطوات أولية في هذا الاتجاه. وآمل معكم ان تولد هذه الخطوات الأولية ديناميكية ايجابية. وهذه المحادثات السرية التي تتم هي في مصلحة المعنيين بها والضحايا».