إطلاق الأسير اللبناني نسيم نسر مقدمة لصفقة أكبر بين حزب الله وإسرائيل

«الشرق الاوسط» تواكب الحدث على مسافة أمتار من الحدود الإسرائيلية

الاسير المحرر، نسيم نصر، محمولا على أكتاف مستقبليه في بلدته البازورية («الشرق الاوسط»)
TT

اعتبرت عملية الافراج عن الاسير اللبناني، نسيم نسر، مقابل تسليم «حزب الله» اشلاء جنود اسرائيليين، مقدمة لإنجاز صفقة تبادل للأسرى اللبنانيين وجثث مقاومين من الحزب في اسرائيل مقابل اطلاق الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما «حزب الله» في 12 يوليو (تموز) 2006 في عملية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة كانت بمثابة شرارة الحرب على لبنان التي استمرت 33 يوما وأعقبها صدور القرار الدولي 1701. أفرجت اسرائيل، ظهر امس، بإشراف الصليب الاحمر الدولي عن الاسير نسيم نسر الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية التي حصل عليها من والدته اليهودية الاصل، والتي تخلى عنها وعن اطفاله الثلاثة من زوجته اليهودية ايضاً، بعد اعتقال دام ست سنوات بعدما وجهت اسرائيل اليه تهمة التجسس لمصلحة «حزب الله».

يذكر ان نسيم نسر الذي غادر جنوب لبنان عام 1992 الى اسرائيل بعدما جنده امن «حزب الله» للتجسس عليها، عاد الى لبنان بعد 16 سنة امضى منها ست سنوات في السجون الاسرائيلية. وعملية الافراج عنه هي مقدمة لصفقة تبادل كبيرة ستجرى في المستقبل القريب بين «حزب الله» واسرائيل بوساطة ألمانية يقوم الحزب بموجبها بتسليم الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما في تموز (يوليو) 2006 او جثتيهما في حال كانا توفيا، مقابل اطلاق جميع الاسرى اللبنانيين، وعلى رأسهم سمير القنطار الذي مضى على اعتقاله في اسرائيل 30 عاماً، مع عشر جثث لعناصر من «حزب الله» سقطوا في حرب يوليو (تموز) 2006.

منذ ساعات الصباح بدأ الاعلاميون والمواطنون وجميع المعنيين بعملية الافراج عن نسيم بالوصول الى بلدة الناقورة، آخر قرية في جنوب لبنان التي يقع فيها المقر العام للقوات الدولية وتبعد كيلومتراً واحداً عن اسرائيل، وذلك استعداداً لمواكبة الحدث وسط اعلام «حزب الله» والاعلام اللبنانية التي رفعت في المكان. في وقت كانت تبث فيه الاغاني الثورية لفرقة «الولاية» وفرقة «الفجر» وفرقة «الاندلس للاستعراض الفولكلوري» وكلمات وخطابات للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله يؤكد فيها عدم التخلي عن الاسرى اللبنانيين.

وبتأخير ساعة عن الموعد المحدد (وهو الحادية عشرة من قبل الظهر) وصل نسر الى بوابة الناقورة في سيارة تابعة للصليب الاحمر الدولي حيث تسلمه مسؤول الامن والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في جنوب لبنان العقيد عباس ابراهيم وعدد من المسؤولين اللبنانيين بحضور ضباط من القوات الدولية والنائب حسن فضل الله، فيما كانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر برئاسة رئيسة بعثة صور سلفانا ليسكا تتوجه نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة لتسليم السلطات الاسرائيلية اشلاء جنود لها قتلوا خلال حرب يوليو.

ومن بوابة الناقورة، انتقل موكب نسر الى مكان الاستقبال الذي اعده «حزب الله» حيث كان في استقباله مسؤول الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق وحشد كبير من مسؤولي الحزب وامين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء سلطان ابو العينين ومسؤول العلاقات العامة في حركة «حماس» في لبنان الشيخ علي بركة ووالدة نسيم، زينب، وعدد من اشقائه وابناء بلدته البازورية مسقط رأس الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله.

المشهد كان مؤثراً عند لقاء نسر مع والدته واشقائه حيث طال العناق وسط دموع الفرح ورفع شارات النصر وإطلاق الهتافات المؤيدة لحزب الله وأمينه العام. ثم القى الشيخ قاووق ممثلاً نصر الله كلمة قال فيها: «يا شعب المقاومة، يا جماهير حزب الله وحركة أمل، ايها الجنوبيون، يا شعب البطولة، ايها الاحرار في العالم، ها هو نسيم نسر المقاوم المناضل بيننا. من ارض الجنوب اللبناني، تحية الى الاسرى اللبنانيين والعرب. من ارض الجنوب وعلى مقربة من فلسطين نقيم عرس الحرية احتفاء بعودة ابن الجنوب نسيم نسر وبتحقيق الوعد الصادق، وعد السيد حسن نصر الله. ورغم المشاكل في الداخل اللبناني فان حزب الله لن ينسى الاسرى اللبنانيين وقضيتهم التي تعتبر في رأس اولوياته». واضاف: «لا سيادة كاملة ولا كرامة كاملة ولا حرية كاملة طالما بقي اسير واحد في السجون الاسرائيلية. كل يوم يتأكد نجاح استراتيجية المقاومة. وهذا يتأكد اليوم اكثر من اي وقت مضى. اننا قوم لا نترك اسرانا ولا اي شخص في السجون الاسرائيلية. هذا عهد حزب الله. وهذا عهد سيد المقاومة. ونحن اذ نقيم عرس الحرية لمناسبة عودة نسيم نسر، نتطلع الى المستقبل القريب لعودة جميع الاسرى والمعتقلين اللبنانيين، وعلى رأسهم سمير القنطار، مرفوعي الرأس كما وعدت المقاومة لان زمن الهزائم قد ولى»، واعداً «اللبنانيين والفلسطينيين وجميع المقاومين في يوم الحرية بان يبقى لبنان منتصراً».

ثم القى الاسير نسر كلمة قال فيها: «مبروك لكل لبنان، مبروك النصر. وان شاء الله قريباً سنشهد عودة الاسرى اللبنانيين»، متوجهاً بالتحية الى الامين العام لحزب الله والى المقاومة وعائلات الشهداء.

ومن الناقورة، انتقل نسر الى البازورية (شرق مدينة صور) مسقط راسه، حيث اقيمت له احتفالات شعبية شارك فيها نواب ومسؤولون من «حزب الله» وحركة «أمل».