الأمير سلمان لخريجي الكليات التقنية: لا تستهينوا بالمهن الصغيرة.. النعيمي كان مراسلا والغفيص بدأ كبائع خضار

وضع حجر أساس المرحلة الثالثة لتقنية الرياض وكلية السياحة والفندقة ووقع اتفاقية تعاون مع مصرف الراجحي لتمويل بناء 20 وحده سكنية

TT

حرص الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، على أن يدلل أمام خريجي كلية التقنية في الرياض مساء أمس على أمثلة حية استطاعت بعصاميتها أن تتدرج وتصل للمناصب العليا من عملها في مهن صغيرة، وضرب مثلا لذلك في المهندس علي النعيمي، وزير البترول السعودي، الذي قال عنه إنه بدأ حياته المهنية في وظيفة «مراسل مكاتبات» في شركة أرامكو السعودية، وكذلك أضاف له الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والذي بدأ حياته العملية كبائع بسيط في سوق الخضار.

وقال الأمير سلمان للخريجين إنه يعرف شخصيا اقتصاديين كبارا بدأوا من الصفر «والآن يشار لهم بالبنانين وليس ببنان واحد»، ليؤكد على ما وصلوا إليه، مشددا على عدم الاستهانة بالمهن الصغيرة.

وتحدث أمير منطقة الرياض الذي وضع حجر الأساس لمشروعي المرحلة الثالثة للكلية التقنية وكلية السياحة والفندقة بالرياض، مطولا عن رجال الأعمال في بلاده، والذين قال عنهم «إنهم خير مثال، حيث أن أعمالهم بدأت صغيرة، وبعضهم تعثر، وكذلك في القطاع الحكومي نجد أن كبار المسؤولين بدأوا من مراتب صغيرة».

وأضاف: أن الشاب عند تعيينه في القطاع الحكومي أو بدايته في عمل بالقطاع الخاص، لا بد له أن يعلم أنه لن يصبح مديرا، ولن يصبح صاحب مشروع كبير، لأن الإنسان يبدأ السلم من أوله.

ودعا الأمير سلمان بن عبد العزيز في الحفل الذي رعاه بمناسبة تخريج دفعة من المتدربين بالكليات التقنية في الرياض، وافتتح خلاله أعمال الملتقى التقني الـ 15، رجال الأعمال وأرباب منشآت العمل لمزيد من التفاعل وفتح المجال أمام الشباب، والاستفادة من تأهيلهم وتدريبهم.

واعتبر في كلمته أن انتشار كليات التقنية في كافة أنحاء البلاد وتزويدها بأفضل الكوادر التعليمية والمباني النموذجية، والمعامل المتطورة «دليلا على مدى حرص الدولة على نقل التقنية وتوطينها، وتأهيل وتدريب الشباب السعودي للتعامل مع مستجدات العصر».

وأكد الأمير سلمان بن عبد العزيز على أهمية دور القطاع الخاص في توظيف الشباب السعودي، مشيرا في هذا السياق، إلى أن الأيدي السعودية «وصلت بفضل الله إلى درجة كبيرة من التأهيل والتدريب، مما يدعم الاقتصاد الوطني باعتماده على الكوادر الوطنية المؤهلة»، داعيا الشباب إلى الانخراط في العمل المهني والفني، والتوظف في نفس المجال الذي درسوا فيه.

وقال مخاطبا الخريجين «إن العمل إذا كان شاقا، والمشروع إن كان صغيرا فلا بد له في يوم من الأيام أن يكبر، والإنسان لا بد له من الصبر والمثابرة للوصول إلى النجاح».

ورأى أن التعاون البناء بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومؤسسة التدريب التقني، بعقد شراكة استراتيجية في صناعة السياحة «دليل على تعاون أجهزة الدولة لما فيه مصلحة المواطن، والتوسع في مجالات توظيف الشباب وتكثيف فرص العمل».

من جهته أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، عن إنشاء ثلاث كليات للسياحة والفندقة، حيث سيتم إلحاق فندق بكل كلية يعنى بتدريب منسوبي تلك الكليات.

إلى ذلك وقع الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري في مكتبه أمس اتفاقية تعاون مع الرئيس التنفيذي لمصرف الراجحي عبد الله بن سليمان الراجحي لتمويل بناء 20 وحده سكنية بتكلفة 6 ملايين ريال وتقديم البرامج التنموية والتأهيلية لساكنيها، على أن يتم تنفيذ الوحدات السكنية العشرين في محافظتي الخرج والمزاحمية بواقع 10 وحدات سكنية في كل محافظة وان تقوم الجمعية بمهام التخطيط والإشراف الفني والإداري على إنشاء الوحدات. وتقوم الجمعية بالتعاقد مع المقاولين وتمكين الأسر المحتاجة من السكن فيها وفق الضوابط المعتمدة في أنظمتها وتنظيم البرامج التنموية ومتابعتها كما شملت الاتفاقية تقديم مبلغ 3 ملايين ريال لكل مجمع سكني جديد في جميع محافظات منطقة الرياض.

وشكر الأمير سلمان مصرف الراجحي على هذه البادرة التي سوف تفتح المجال لمبادرات مماثله من القطاع الخاص وأهل الخير لدعم الأعمال الخيرية بشكل عام والإسكان الخيري بشكل خاص. حضر توقيع الاتفاقية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس الجمعية ورئيس اللجنة التنفيذية، والأمين العام للجمعية الدكتور عبد العزيز بن احمد المسعود.

جدير بالذكر أن هذه الجمعية تقوم ببناء وإعداد هذه المساكن التي تؤوي الأسر المحتاجة، وما تقدمه ليس مقتصرا على الإسكان بل هناك برامج تنموية لتدريب وتأهيل السكان وأبنائهم لإلحاقهم بسوق العمل ليصبحوا أعضاء عاملــين، وتحويـــلهم من اسر متلقيــة للإعانـــة إلى أسر منتجة.

من جهة أخرى، استقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز في مكتبه أمس، سفير جمهورية الكاميرون لدى المملكة، محمدو لبرنغ، الذي ودعه بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيراً لبلاده.

وقدم الأمير سلمان شكره وتقديره للسفير على جهوده التي بذلها لتعزيز أواصر العلاقة بين البلدين الصديقين طيلة فترة عمله، متمنيا له وللكاميرون مزيدا من التقدم والازدهار. حضر الاستقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.