حزب الله يدعو الأكثرية للقبول «بالتجربة الماضية».. وإذا لم يقبلوا «فلن يستطيعوا أن يفعلوا أو يغيروا شيئا»

وسط أجواء التفاؤل والدعوات لقيام حكومة تعيد العافية إلى لبنان

TT

في المرحلة الفاصلة بين انهاء رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة استشاراته النيابية، والموعد المنتظر لاعلان التشكيلة الحكومية، اتسمت معظم المواقف والتصريحات السياسية بالهدوء، والتأكيد على ان تكون الحكومة العتيدة خطوة اولى لاستعادة لبنان عافيته واستقراره. إلا ان النائب حسن فضل الله (حزب الله) دعا الى بناء دولة على قاعدة حماية المقاومة، وقال امس: «لم نقبل ان يكون في لبنان رجل في موقع السلطة وزيرا كان او نائباً او رئيسا يملى عليه القرار من الخارج. الشعب يرفض هذا الرئيس او الوزير او النائب، الذي سوف يضطلع بمسؤولياته باملاءات خارجية فكيف اذا كانت الاملاءات الخارجية من اعدائنا اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الاميركية؟». ونبه اطراف الاكثرية الى انهم اذا لم يقبلوا التجربة الماضية فلن يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً او يغيروا شيئاً. واضاف: «اذا اقتنعوا واهتدوا مشينا معهم في طريق طويل نبني معا الدولة والمجتمع ونعيش اعزاء وسعداء. واذا لم يقبلوا التجربة الماضية فلن يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً او يغيروا شيئا. لبنان بلد المقاومة، ولبنان بلد الممانعة، ولبنان بلد المواجهة للمشروع الاميركي ـ الصهيوني. ولن يكون في لبنان موطئ قدم لاميركا ولا لحلفائها. لبنان بلد العروبة والمقاومة واهله يرفضون اي محاولة لاسقاطه في المكان الخطأ».

أما نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان فقد دعا السياسيين الى «مزيد من التعاون لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي نعتبرها الخطوة الاولى في استعادة لبنان عناصر استقراره ومنعته. وعليهم ان يحصنوا ساحتهم بالاسراع في تشكيل حكومة الوحدة لتكون سورا يحمي لبنان من الانفلات والفوضى».

من جهته، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران: «ان الشعب اللبناني لم تعد تهمه كثيراً اسماء الوزراء المشتركين في الحكومة ... ما يهم الشعب هو اعادة الطمأنينة الى القلوب والنفوس... وان تأتي حكومة تعالج المشاكل التي يعاني منها. واكثر هذه المشاكل ليس سياسياً بقدر ما هي مشاكل نتيجة انعدام الثقة بين الدولة والمواطن وبين المواطنين ومختلف الفئات السياسية. والوقت حان ليجتمع الرأي والفكر لمصلحة لبنان وشعبه».

وبدوره حمل الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة على المعارضة لمشاركتها في حكومة السنيورة. وقال: «بعدما كان الرئيس السنيورة مدانا منذ حرب تموز (2006) حتى الاحداث الاخيرة والقرارين الاخيرين، عاد مجددا لرئاسة الحكومة. ازاء هذا الواقع، لماذا تشارك المعارضة في حكومة رئيسها فؤاد السنيورة واكثريتها مع الموالاة؟ كان على المعارضة الوطنية الا تشارك وتعارض في المؤسسات وتتصدى لكل البرامج التي ستضعها الحكومة».

ودعا «اللقاء الوطني في اقليم الخروب» الاطراف كافة الى تسهيل مهمة الرئيس السنيورة في تشكيل حكومة العهد الاول، ورأى «ان انتظام عمل الحكومة من شأنه اعادة تفعيل دور المؤسسات، في هذا الظرف». وحض الاطراف كافة على التخلي عن الشروط المعرقلة لانجاز التشكيل الحكومي، تداركا للاخطار التي عادت تحدق بالوطن ولمعالجة تداعيات احداث ما قبل اتفاق الدوحة، فضلا عن احتواء الملفات المعيشية والاجتماعية الضاغطة في كل الاتجاهات.