الوكالة الذرية تبحث اليوم مجددا الملف النووي.. وإيران تتهمها بالرضوخ للغرب

طهران تؤكد زيارة أحمدي نجاد لروما واهتمامه بلقاء بابا الفاتيكان

TT

اتهمت إيران امس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرضوخ للضغوط الغربية، عبر اعتماد لهجة اشد في تقريرها الاخير حول البرنامج النووي الايراني، في الوقت الذي تجتمع في الوكالة اليوم في فيينا لبحث المعلومات المتعلقة بمحاولات طهران النووية.

وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، خلال تصريحه الصحافي الاسبوعي، «كنا نتوقع اكثر من هذا من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

واضاف «لو لم تكن هناك ضغوط من دولة او اثنتين، لكانت الوكالة اصدرت تقريرا افضل، لم يكن ليعطي الفرصة لبعض الدول التي تسعى لايجاد ذرائع للضغط علينا».

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد صعدت الاثنين الماضي الضغط على ايران في تقريرها الاخير، الذي جاء اشد من المعتاد، اذ نددت فيه برفض ايران المستمر لاعطاء تفسيرات حول محاولاتها المفترضة لاضفاء طابع عسكري على برنامجها النووي.

واعتبر حسيني انه من «المؤسف ان يكون التقرير خضع لتأثير بعض الدول» الغربية. ومن جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران، امس ان على ايران أن تفتح منشآتها النووية أمام التفتيش الدولي لتبديد مخاوف بشأن طموحاتها النووية. واضاف للصحافيين، على هامش مؤتمر أمني في سنغافورة، «نؤيد الدعوات بأن تظهر ايران من خلال الفتح الكامل لمنشآتها أنها لا تباشر برنامجا نوويا لاغراض وأهداف عسكرية». وقال موران ان البرنامج الايراني من الصواريخ بعيدة المدى يزيد الشكوك بشأن برنامجها النووي.

واضاف «لا يجري تطوير صاروخ ذاتي الدفع لحمل رؤوس تقليدية. هذا لا معنى له». ولكنه قال ان فرنسا تدافع عن حق كل بلد بما في ذلك ايران في الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية، التي تلعب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية ومحاربة ظاهرة ارتفاع حرارة الارض.

وأضاف أنه ليس قلقا بشأن الارتفاع الكبير في الانفاق العسكري للصين وأنه لا يرى أي تغيير في العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد تولي ادارة جديدة الحكم عقب الانتخابات الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني). وقال «نريد دفاعا أوروبيا ونريد المشاركة في تحديث حلف الاطلسي، ونعتقد أن هذا يتجاوز كثيرا اطار ادارة واحدة».

ومنذ الكشف عن هذه «الدراسات المزعومة» من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير (شباط)، التي تصفها ايران باستمرار بانها «لا اساس لها من الصحة» و«ملفقة»، وتؤكد انها قدمت كل التفسيرات اللازمة.

لكن رئيس فرق التفتيش في الوكالة الذرية اولي هاينونن كشف خلال اجتماع مغلق الخميس الماضي مع دبلوماسيين في فيينا، ان الوكالة جمعت معلومات من حوالي 10 دول تشتبه في ان ايران اجرت سابقا ابحاثا حول عسكرة برنامجها النووي.

وخلال الاجتماع التحضيري لاجتماع مجلس حكام الوكالة، تحدث هاينونن عن وثيقة «معدن اليورانيوم» بحسب دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتصف الوثيقة الواقعة في 15 صفحة عملية تحويل اليورانيوم الى كرتين نصفيتين كتلك المستخدمة في الرؤوس النووية.

وقال الدبلوماسي ان «العبارة التي استخدمها حول هذه الوثيقة هي (مثيرة للقلق). وقال خصوصا الا سبب يدفع بلدا ما الى امتلاك وثيقة كهذه الا اذا اراد انتاج كرات اليورانيوم النصفية لسلاح نووي». وقالت ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت على هذه الوثيقة عام 1987 مع معلومات حول تصميم اجهزة الطرد المركزي «بي1» المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. وتشدد ايران على انها لم تطلب هذه الوثيقة بالذات.

واتهمت ايران امس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرضوخ للضغوط الغربية عبر اعتماد لهجة اشد في تقريرها الاخير حول البرنامج النووي الايراني.

ولا تزال الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة تشكك بقوة في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني. وقال السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية غريغوري شولت «ان ثمة اسبابا قوية للاشتباه في ان ايران تعمل بسرية وبطريقة خادعة على الاقل حتى الفترة الاخيرة، لانتاج قنبلة» نووية.

وترفض ايران ايضا تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم، رغم 4 قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي بينها 3 قرارات ارفقت بعقوبات.

ومن جهة ثانية، أكدت طهران امس مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في قمة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، التي تعقد في روما هذا الاسبوع.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني للصحافيين في طهران إن الهدف الرئيسي لزيارة أحمدي نجاد هو حضور قمة الفاو.

وحول احتمالات اجتماع الرئيس الايراني مع مسؤولين إيطاليين أو بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر خلال الزيارة، قال المتحدث إن هذه الاجتماعات ستكون على جدول أعمال الرئيس إذا أبدى هؤلاء المسؤولون والبابا استعدادا لذلك.

وستكون زيارة روما لحضور قمة الفاو أول زيارة يقوم بها الرئيس الايراني لدولة عضو في الاتحاد الاوروبي منذ انتخابه في يونيو (حزيران) عام 2005 وثاني زيارة له للعالم الغربي عقب حضوره اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك عام 2007.