أولمرت يؤجل بحث التهدئة والانتخابات التمهيدية في «كديما» لحين عودته من واشنطن

في إطار المناكفة مع باراك

TT

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي يواجه ضغوطا كبيرة لإقالته انه لن يسمح «لأصحاب النيات والأفكار السيئة»، بامتلاك سلاح نووي يهاجمون به إسرائيل. كما قال إن حكومته تبذل جهودا كبيرة لتصبح الحياة في البلدات الجنوبية، حياة طبيعية. مشدداً على أن الحكومة الإسرائيلية «لن تسمح لأي كان بتخريب نمط الحياة هناك».

ويأتي ذلك في وقت تزايدت فيه الضغوط على أولمرت لإخلاء موقعه، وسط خلافات مع وزير دفاعه إيهود باراك، أدت الى تأجيل جلسة المجلس الأمني الاسرائيلي المصغر، لبحث مسألة التهدئة في غزة. وأجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح أمس الأحد على أن قرار أولمرت تأجيل عقد مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن لإعطاء الرد النهائي على مبادرة التهدئة، جاء في إطار المناكفة بين أولمرت وباراك. وقال أليكس فيشمان، المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في مقال نشر أمس، إن قرار أولمرت جاء كـ«اختبار قوة» وللتدليل لوزرائه أنه رغم التحقيقات معه في قضية فساد، فهو قادر على اتخاذ قرارات وإلزامهم بها. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح أمس الى أن أولمرت الذي اغتاظ كثيراً من مطالبة باراك له بالاستقالة، أراد «أن يلقن باراك درساً ويثبت له انه رغم كل ما جرى فهو لا يزال صاحب القرار الأول والأخير في الحكومة». ونقلت الإذاعة عن مقربين من أولمرت قولهم إن هناك شواهد تدلل على أن باراك كان يحاول التوصل لاتفاق مع حركة حماس بشأن التهدئة من وراء ظهر أولمرت وبقية الوزراء. وأكدت الإذاعة أن أولمرت قرر تأجيل البحث في موضوع التهدئة حتى عودته من زيارة الولايات المتحدة للتدليل لباراك انه «سيد الموقف». في غضون ذلك استغل وزراء حزب «كديما» المتحالفين مع أولمرت التئام جلسة الحكومة، ليشددوا على وجوب رفض مبادرة التهدئة المصرية والدعوة لاغتيال نظام حركة حماس. وطالب وزير القضاء دانيل فريمان بعدم بحث المبادرة مجدداً و«اللجوء بدلاً من ذلك لخيارات أخرى». ونجح اولمرت أمس، بتأجيل أصعب القضايا على مكتبه لا سيما الانتخابات التمهيدية، الى حين عودته من زيارة الى واشنطن. الا ان ذلك لم يمنع قادة في حزب «كديما» بينهم وزير الامن الداخلي افي ديختر بمطالبته بتحديد موعد لإجراء الانتخابات قبل سفره الى واشنطن. ويدفع قادة «كديما» نحو اجبار اولمرت على اخلاء مكانه وإتاحة المجال لمرشح آخر لقيادة الحزب. وبالتالي قيادة الحكومة. وبذلك يمكن، حسب وزراء في «كديما»، إنقاذ الائتلاف الحاكم (كديما، والعمل) وتجنب إجراء انتخابات مبكرة سيخسرها الطرفان لحساب حزب الليكود اليميني المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي أصدر بدوره تعليماته نهاية الأسبوع لمدير عام الليكود بالبدء بالاستعدادات لإمكانية إجراء انتخابات مبكرة.

ويرى مراقبون إسرائيليون ان موقف أولمرت، يزداد ضعفا وانه سيكون بعد عودته من الولايات المتحدة أمام خيارين: إما القبول بانتخابات تمهيدية أو الذهاب لانتخابات عامة، خصوصا في ظل اقتناع مقربين منه في الحزب بضرورة المغادرة. وكان عضو الكنيست، تساحي هنغبي، المقرب من أولمرت، قد دعا الليلة قبل الماضية إلى تحديد موعد متفق عليه للانتخابات، وإقامة حكومة طوارئ بعدها. وعلل هنغبي ذلك بقوله إن أولمرت منشغل بقضيته ومن الصعب عليه بذل جهود في اتجاهات أخرى، الأمر الذي سيقود إلى جمود، لا يريده أولمرت ذاته. وتقود وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني «الانقلاب» على أولمرت، وكانت أجرت مشاورات خلال الأيام الماضية مع أعضاء كنيست من حزبها. ونقل عنها قولها: «حتى لو رفض أولمرت التعاون ينبغي إجراء انتخابات تمهيدية بأسرع وقت، يوجد حدود لكل شيء، هناك دولة وحزب».